لندن، الجزائر - وكالات - حذّرت بريطانيا من أن متشددين اسلاميين قد يشنون المزيد من الهجمات على المنتجعات السياحية في تونس بعد أن قتل مسلح 39 شخصا بينهم 15 بريطانيا على الأقل في أسوأ هجوم من نوعه في تاريخ تونس الحديث. وذكرت وزارة الخارجية البريطانية في تحديث لنصائح السفر على موقعها على الانترنت ليل أول من أمس أن الهجمات ربما نفذها «أفراد غير معروفين للسلطات استلهموا أفعالهم من جماعات ارهابية عبر وسائل التواصل الاجتماعي». وكتب وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون ووزير الخارجية فيليب هاموند في مقالين صحافيين منفصلين امس ان جرائم القتل في تونس ستكون عاملا في رسم سياسات الدفاع والأمن في بريطانيا هذا العام وستقوي عزم لندن على التصدي لما وصفاه بالخطاب السام للتطرف الاسلامي. وكان وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية المكلف خصوصا شمال افريقيا توبياس ايلوود قد قال ان «15 مواطنا بريطانيا على الاقل قتلوا في الهجوم المسلح الذي استهدف فندقا قرب مدينة سوسة التونسية، وهذا العدد مرشح للارتفاع لان البعض اصيب بجروح خطرة في هذا الهجوم المشين». واضاف ان 25 بريطانيا اصيبوا في الاعتداء. واوضح «انه الهجوم الارهابي الاكبر ضد مواطنين بريطانيين» منذ الهجمات الانتحارية التي استهدفت لندن في السابع من يوليو 2005. وواصل آلاف السياح الاجانب مغادرة تونس في عمليات اجلاء غداة الهجوم. قالت الحكومة التونسية انها وأعلن وزير الداخلية التونسي ناجم الغرسلي ان بلاده ستنشر الف شرطي مسلح في الفنادق وعلى الشواطيء لتحسين الامن في المنتجعات السياحية. وقال للصحافيين في وقت متأخر من مساء أول من أمس: «قررنا وضع نحو الف شرطي مسلح في النزل وعلى الشواطئ لتعزيز الحماية مادامت هناك تهديدات». من جهة ثانية، رفع الجيش الجزائري درجة التأهب على طول الحدود التونسية الجزائرية على مسافة ألف كيلومتر، وصولا إلى مثلث الحدود التونسية - الليبية - الجزائرية. ونقلت صحيفة «الخبر» الجزائرية عن مصدر أمني، أن «الاستراتيجية الأمنية التي يشرف عليها المركز المتقدم المتخصص في مكافحة الإرهاب في جبل بودخان في ولاية خنشلة، يتم تنفيذها منذ أكثر من ثلاثة اعوام، تشير إلى تواجد ما بين 7 آلاف و12 ألف عنصر من مختلف فصائل القوات المشتركة بين ولايتي تبسة ووادي سوف، وتمتد شمالا إلى ولاية سوق أهراس وفي اتجاه ولايتي الطارف وعنابة». وأوضح المصدر أن «الحدود الشرقية للجزائر تعززت بتفعيل أكثر من 60 برج مراقبة مدعمة بكاميرات حرارية متطورة تغطي كل منها مسافة 3.5 كيلومتر لمراقبة التحركات المشبوهة لمافيا التهريب والإرهاب، وأن هذه القوات وضعت على أهبة الاستعداد التام للتصدي لأي طارئ أو محاولة لخرق الحدود من طرف عناصر القاعدة في المغرب الإسلامي أو تنظيم داعش الذي تبنى العملية الإرهابية الأخيرة في سوسة التونسية». كما اشار «الى استمرار الطلعات الجوية لحرس الحدود الجزائري، بينما كثف جهاز الدرك الذي يتبع وزارة الدفاع نقاط المراقبة بتنسيق مع الجمارك، الى جانب معالجة واقع وكل تحركات الحدود الشرقية ميدانيا ساعة بساعة، ورفع تقارير فورية للقيادة». من ناحيتها، نقلت صحيفة «الشروق» الجزائرية عن مصادر وصفتها بـ«المطلعة»، بأن «مصالح الأمن في كل من تونس والجزائر تبادلتا المعلومات في شأن 300 شخص محل اشتباه في ارتباطهم بداعش».
مشاركة :