مجدداً وجدت منظمة الصحة العالمية نفسها وسط حلبة الصراع بين أمريكا والصين. أظهرت مداولات ونقاشات اليوم الأول من اجتماع عبر الفيديو للجمعية العالمية للصحة، التي تضم الدول الـ194 الأعضاء في منظمة الصحة العالمية، مساعي أوروبا لإنقاذ الموقف عبر مشروع قرار من شأنه إرضاء كافة الأطراف المعنية، من دون أن يعني ذلك أن منظمة الصحة نجت من دفع ثمن الاتهامات الأمريكية بمحاباة الصين والتستر على إخفائها معلومات عن فيروس «كورونا». ويطلب مشروع القرار الأوروبي إطلاق «عملية تقييم في أسرع وقت ممكن» لدرس الرد الصحي العالمي والإجراءات التي اتخذتها منظمة الصحة العالمية في مواجهة الوباء. ويدعو النص أيضاً منظمة الصحة العالمية إلى «التعاون الوثيق مع المنظمة العالمية لصحة الحيوان ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة والدول.. لتحديد المصدر الحيواني للفيروس وتحديد بأي طريقة انتقل إلى البشر، وخصوصاً من خلال المهام العلمية وبعثات تعاون ميدانية». ويعد تضمين المشروع الأوروبي مسألة تحديد كيفية انتقال الفيروس للبشر، ضمن لجنة تحقيق مستقلة تتولى تطبيق المبادرة، استجابة للضغط الأمريكي الذي يدفع بقوة للتحقيق في مسؤولية الصين عن تفشي الفيروس. وتطالب الولايات المتحدة بإجراء تحقيق في هذا الموضوع على غرار أستراليا وتشتبهان في أن بكين خلفت حادثاً مخبرياً قد يكون وراء انتشار الفيروس. في موازاة ذلك تعتبر الحكومة الأمريكية أن منظمة الصحة العالمية قد أهملت تحذيراً مبكراً صدر من تايوان حول خطورة فيروس «كورونا» المستجد وهو ما تنفيه وكالة الأمم المتحدة. ونظراً لأن الصين تدرك حجم الضغوط عليها، فإنها لم تبد اعتراضاً علنياً على إخضاع منظمة الصحة العالمية لتحقيق حول الاستجابة مع تفشي الوباء، لكنها رهنت ترحيبها بأن يكون التحقيق والمراجعة «عندما تتم السيطرة على الفيروس»، بينما تريد الولايات المتحدة تحقيقاً فورياً لتحديد مسؤولية الصين في حال ثبت أنها متورطة بشكل أو بآخر في تفشي الفيروس. وخلال الاجتماع، زادت واشنطن ضغوطها. وأكد وزير الصحة الأمريكي اليكس أزار أن فشل المنظمة في مواجهة وباء (كوفيد 19) تسبب في خسارة «عدد كبير من الأرواح». وقال «لنكن صريحين بالنسبة إلى أحد الأسباب الرئيسية التي جعلت الوباء خارج سيطرتنا: هذه المنظمة فشلت في الحصول على المعلومات التي يحتاج إليها العالم، وفشلها تسبب في خسارة عدد كبير من الأرواح». وأمام هذه الضغوط، اشتكت لجنة الرقابة في منظمة الصحة من أن «التسييس المتزايد لأسلوب التعامل مع الوباء» يعوق مكافحته. كما اتخذت موقفاً مطابقاً لموقف الصين بتأييدها إجراء تحقيق مستقل «ولكن ليس أثناء عملية مواجهة الفيروس». وتختلف رؤية واشنطن عن رؤية الصحة العالمية حول كيفية إصلاح المنظمة. فباعتقاد لجنة الرقابة في الصحة العالمية، فإن الإصلاح يكون مثلاً في تعديل نظام التنبيهات بخصوص الأوبئة، بينما تريد الولايات المتحدة تغييراً كبيراً لا تصرح عن فحواه بالكامل، لكن قد يكون من ضمنها إقالة رئيس المنظمة تيدروس أدهانوم، قبل الشروع في أي إصلاح. وإلى ذلك الحين، سيكون على المنظمة والدول الداعمة لأدائها الحالي، إيجاد حل للفجوة التمويلية الكبيرة المرتقبة حيث إنها ستحتاج إلى ما يقدر بنحو 1.7 مليار دولار حتى نهاية العام.. والممول الأكبر لم يعد يدفع! تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :