الناسخ والمنسوخ

  • 5/18/2020
  • 18:26
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بقلم : ساره السويعدباب نُفصّله ومُفردتان ندرُسهما بدقة، لا يهتمُ بهما إلا من شُغف حُبَّ أصول الفقه أو بلي بدراستها، ولطالما ظن الدارس لهما خصوصيَّة مَحَلِّهما، وتوقَّع حُدُودَ مَفْهُومِهِما.ولكنَّ الأَرِيبَ مَن فكَّرَ بِالعُمُومِ لا بالخصوص، وبالمدلول لا بالمنطوق.•• تعال معي أيها القارئ بعيدًا عن الأصول والفصول وتفكر فيما أعنيه.فحين نعرض صفحة أعمالنا خلال شهورنا القليلة الماضية نُصاب بالذهول، أيَّام مرَّت وساعات انقضت، أَذْهَبَتْ مِنْ أَعْمارِنا جزءًا.وبعبارةٍ أَدَقّ:إنجازات ومشروعات باتت في أرشفة الملفات.طموحات وأمنيات ضاعت على أوراق ملونات.بل حتى العبادات فقدت الهِمَّة والتجديد وفق السُّنَّة.ما أحقر عيشَنا إن كنا نعيش كالهمج الرعاع، لا هَمَّ لنا إلا مأكل وملبس، غلاء الأسعار أتعبنا وهبوط الأسهم تقلقنا، ومتطلباتنا وأهلونا أشغلتنا، والفتن من كل مكان تُصارعنا.ثم نسأل أنفسنا: لِمَ لم نُحقّق ما تصبو إليه نُفوسنا؟ لِمَ نحن مُتراجعون دائمًا؟!!مع أنَّ الأَوْلَى والأجدرَ بنا أن نُنجِز أكثر مما يُتوقَّع، وأن نُطبِّق أكبر مِمَّا يمكن، وأن نعمل بجد؛ لأنَّ بُغْيَتَنَا السباق الكبير إلى الفردوس، ثم حين نزيد في الأشهر أجزم أننا وقد غالبتنا الدمعة نهتف:“أَيْنَ مَا نَرْجُوهُ مِنْ رَوْعَةِ الْعَطَاء؟!!أَيْنَ مَا فَكَّرْنَا بِهِ السَّاعَاتِ الطِّوَال؟!!أَيْنَ مَا كَانْ سَهْلاً خَفِيفًا؟!!”وقد نسينا الركب وما جالدوه من شدة دنياهم وضنك عيشهم.أنسينا قول الله : {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}أم تناسينا قوله صلى الله عليه وسلم : (إن أوليائي منكم المتقون، لا يأتي الناس بالأعمال وتأتوني بالدنيا تحمِلُونَها على رقابكم؛ فتقولون: يا محمد فأقول: قد بَلَّغت))فأَيْنَ العزم الأكيد؟ كما قاله أبو مسلم الخولاني رحِمه الله لأصحابِه: “أيظن أصحابُ مُحَمَّد أن يستأْثِرُوا به علينا؟ والله لَنُزَاحِمَنَّهُمْ عليه حتى يعلموا أنهم قد خلفوا رجالا بعدهم”.هنا هنا يأتي دَوْرُ الناسخ لينسخ ما نَقَصَ قَدْرُه، وضعُف أجره، يأتي دَوْرُ الناسخ ليمحو بل يقذف بتباطؤ الأنفس واختزال القدرات.يدعو نفوس المتعطّشين للصفاء والراغبين بالسباق: هَلُمُّوا إلى مرضاةِ الواحِد الدَّيَّان واسقوا غِراسَكُمْ في جنَّة المُتعَال.ناسخ تعلو به نحو عليين، بريق ضيائه يهدي الحيارى وينشد العائدين.يجلو بنقائه سواد الإهمال والتكاسل.هو ليس بالصعب ما دام في العمر فُسحة، والأمل بالسعد منجاة.فركعة في ليل تزيل همّ التقصير.ودمعة في سَحَر ترفع الكسير.وبسمة وإحسان تعلو بالأفق دون تشطير.وهل هناك اعظم ناسخ لعام مضى من موسم الكرم والعطاء شهر الخير والرجاء ننطرح بين يديه في خلواتنا لأنه هو الكريم هو الجوادينادينا بآية تنسخ ما أسرفنا واقترفنا ( قل ياعبادي الذين اسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم )بشراكم رمضان ناسخًا لكل قصورك ساميًا بك لمنجاتك.“ومن يَتَوَخَّ الخيْرَ يُعْطَه، ومن يَتَوَقَّ الشَّرَّ يُوقَه”.ــــــــــــــــــــــــــــــ ساره السويعد تعليم المنطقة الشرقية ..

مشاركة :