حوار - إبراهيم سليم أكد الدكتور محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة العامه للشؤون الإسلامية والأوقاف أن العالم الإسلامي يمر بمنعطف خطير بسبب الفهم الخاطئ لتعاليم الإسلام، وشدد على مواجهة الفهم الخاطئ لتعاليم الدين، الناشئة من التوظيفات الشاذة في الخطاب الحزبي الضيق الذي يجند بعض الشبان و يغويهم، أو من تلك المنظمات الإرهابية التي تفسّر الدين وتصدر الفتاوى المتشددة وفق أجنداتها. وقال إن ذلك يستدعي حصر شبهات هؤلاء في كل بيئة من البيئات الناشئة فيها، والرد العلمي عليها في الإعلام و في المنتديات كافة و في المساجد خاصة، و هذا ما تقوم به الهيئة العامة للشؤون الإسلامية و الأوقاف حالياً، فقد أحصت الهيئة الإشكاليات و الشبهات التي يروّج لها المبطلون، و تقوم الهيئة انطلاقاً من منهجية الوسطية والاعتدال التي هي الصراط المستقيم في ديننا الحنيف، و هي ما تتبناه قيادتنا الرشيدة. ولفت الكعبي إلى أن الهيئة وضعت خطة للتصدي لهذه الأفكار من أهم محاورها وضع عناوين موضوعات للمحاضرات العامة للوعاظ في المساجد و المجالس و المؤسسات المجتمعية والندوات التلفزيونية، والتي جاءت في أكثر من 20 إتجاها منها الغلو والتطرف الديني فكراً وسلوكاً،أسبابه وعلاجه، والولاء والانتماء للوطن وأثره في مكافحة التطرف والتشدد، والعقيدة الإسلامية هل هي دعوة للتعايش السلمي أو تحريض على إلغاء الآخر؟ مظاهر الرحمة في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ومناقضة التنظيمات الإرهابية لها، والتسامح والتعايش السلمي نهج إسلامي أصيل في العهد النبوي والعصور الإسلامية الحضارية. كما شملت الرسائل النبوية والمعاهدات والمواثيق في عصور الإسلام الأولى ودلالاتها على التعايش السلمي والتعاون الإنساني، وثقافة الإرهاب ووسائل الترويج له،وآثاره على الحياة الاجتماعية والثقافية، والإرهاب الإلكتروني ووسائل التصدي له، والإعلام وأثره في ترسيخ التعايش السلمي، وكيف نربي أبناءنا على ثقافة السلام، وتوظيف التعليم لتعزيز ثقافة السلام، والأسرة ودورها في حماية الأبناء من الأفكار الهدامة. كما تضمنت الخطة التأكيد على التربية الإيمانية وأثرها في اتزان الشخصية والاعتدال الفكري والسلوكي، ومقاصد الشريعة دعوة إلى نبذ العنف والتطرف، وتعدد الجنسيات والتنوع الثقافي مظهر للتسامح والتعايش السلمي، والمحافظة على نعمة الاستقرار وأثرها في حماية المجتمع من التنظيمات الإرهابية، والاستقرار الأسري والتلاحم المجتمعي وأثره في تحصين الأجيال من التطرف والإرهاب. كما تتناول الخطة الأخلاق الإماراتية وأثرها في تعزيز ثقافة التسامح والتعايش السلمي، والقيم الإماراتية وآثارها الحضارية والإنسانية، والعلاقة الأبوية بين الحاكم والرعية في دولة الإمارات العربية، المكانة الدينية للحاكم في نصوص الشريعة الإسلام. وبين الكعبي أن الهيئة رصدت أهم أفكار التنظيمات المتطرفة والإرهابية التي تستحق الرد العلمي والشرعي عليها، والتي تشمل الحاكمية بين نصوص الشريعة الإسلامية وأحكامها من جهة ؛وبين مفهوم التنظيمات الإسلامية والإرهابية وتطبيقاتها من جهة أخرى، والخلافة الإسلامية الراشدة والأحكام الشرعية بشأن دعوة تنظيم داعش لإقامتها في العراق والشام، والجهاد وأحكامه الشرعية وضوابطه وصور الجهاد المشروع بين الماضي والحاضر، واعتبار تنظيم ولي الأمر للقوات المسلحة صورة ملزمة من صور الجهاد، دعوة التنظيمات الإسلامية للجهاد وبيان الأحكام الشرعية المتصلة بها، ومفهوم دار الإسلام ودار الكفر بين الفقه والتاريخ ومفهوم الدولة المعاصرة، وقانون الحرب والسلم في ميزان الشريعة الإسلامية، والمعاهدات الدولية بين المسلمين وغير المسلمين وآثارها والتزاماتها الشرعية، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وآدابه في الفقه الإسلامي وتقنينه بنظام الحسبة والشرطة، والتكفير وضوابطه الشرعية ومخاطره الدينية وآثاره الاجتماعية، واستخدامه مبرراً للقتل في نهج الجماعات ا لإرهابية والمتطرفة، وغيرها من الشبهات الأخرى . واقع الأمة الحالي مأزوم وأشار رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف إلى أن الواقع يتفق جميعنا أنه واقع مأزوم ومشحون بأسوأ مظاهر التطرف والعنف الطائفي والانتماءات الحزبية المتنافرة للأسف وذلك يستدعي بذل جهود علمية ثقافية إعلامية مكثفة ومساعدة للجهود السياسية التي تبذلها القيادات الحكيمة والصديقة وتعززها. ولفت الكعبي إلى عقد الهيئة عددا من اللقاءات في الدول الشقيقة والصديقة ووقعت عددا من الاتفاقيات للتعاون والتنسيق بشأنها مع مشيخة الأزهر، وعدد من وزارات الأوقاف في الدول العربية والإسلامية، لتبادل الدراسات ونتائج المؤتمرات لتطويقها، وتجفيف منابعها. وأوضح الكعبي أنه قبيل دخول شهر رمضان المبارك، دعت الهيئة جميع الوعاظ والواعظات على مستوى إمارات الدولة كافة إلى الملتقى الأول لهم، و كانت التوجيهات الأساسية للوعاظ والواعظات هي الاستفادة من الإيجابيات بنشر كل ما فيه فائدة و حكمة و عظة للمجتمع و للشباب خاصة، و نقد السلبيات والأفكار الخاطئة، والوشايات والإعلانات التي تسيء للدين وللوطن وللمجتمع. وقال:هذه وسائل تواصل عصرية، سريعة وسهلة، وينبغي التعامل معها بجدية ورؤية علمية تنفع ولا تقمع، مشيراً إلى أن تطبيقات الهيئة الذكية معنية بهذه الوسائل، فقد وصل عدد المتعاملين مع الهيئة عبر هذه الوسائل نحو ( 132565) من « تويتر وفيسبوك ويوتيوب والاستغرام »عدا الموقع الالكتروني للهيئة. ... المزيد
مشاركة :