* توالي المواقف الإنسانية لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة، لا يستغرب مطلقًا، فولاة أمرنا لهم سجلات شرف عريضة في الإغاثة والنصرة والرعاية والتكفل بالمحتاجين في شتى بقاع المعمورة، وما زيارة سموه للطفلة السورية «بانا» التي فقدت أسرتها في حادث سير، وتتلقى العلاج في مستشفى الأطفال بالمدينة المنورة، واطمئنانه عليها، وانحناؤه لتقبيل يدها، وتكفّله بها إلاّ صورة من ملايين الصور المشرقة بإنسانية المملكة والرحمة والعطف، لا نتداولها استغرابًا، بل اعتزازًا بولاة أمرنا الذين يعزّزون دومًا هذه المبادىء، ويتمسكون بها، لكن ما يميز صورة سموه مع «بانا» وقتها الذي يكتظ بصور أطفال سوريا ضحايا قصف بشار (ولي أمرهم) لهم بلا رحمة ولا تردد! * تكفّل سموه بها مثال يُحتذى في وقت غلب فيه هدر الملايين على الترفيات والعبث والمظاهر والتكاثر في مباهج الدنيا وزخرفها وهوامشها، فلعله يلامس عقولاً ما عادت تستطيع التفكير إلاّ باتجاه واحد هو التفاضل مع الآخر مهما كلّف الأمر، وتذكير في أن ما وهبه الله لنا من مال وقدرة هو اختبار صعب ودقيق، فلن تزل قدم امرىء حتى يُسأل عن ماله من أين اكتسبه، وفيم أنفقه! * هذه الصورة الملأى بالرحمة والإنسانية والتواضع جديرة بأن يتأملها اللاهثون خلف الدنيا، بدءًا من زينة العرش، والتمسك به مهما كان الثمن ومهما بلغ عدد الضحايا، مرورًا بالمبذرين أموالهم التي استخلفوا فيها على متع زائلة زائفة على الترحل والتسوق، والمتناسين لقيم التكافل والمسؤولية المجتمعية للفرد، الذين تبلد إحساسهم، وفترت مشاعرهم، واختلت معايير الإنسان لديهم. * الإنسانية -في الوقت الذي يضج بالأخبار الوحشية والقتل وسفك الدماء- بحاجة شديدة لمثل هذه المواقف وهذه الصور التي تذكر الإنسان بالإنسان داخله، فلعله يفتش عنه ويلاقيه. @Q_otaibi lolo.alamro@gmail.com
مشاركة :