كثيراً ما انشغل صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بقضية بناء الإنسان وقدمها على كل اهتمام ،فهو كأمير لمنطقة مكة المكرمة وفي كتابه – الذي أشكر سموه الكريم أن شرفني بإهدائي نسخة منه – كان العنوان : من الكعبة وإليها (بناء الإنسان و تنمية المكان) وليس العكس، وجاء ضمن هذه الاستراتيجية في محور بناء الإنسان : "رفع كفاءة التعليم والتدريب ومخرجاتهما، بناء مفاهيم واتجاهات إيجابية لدى إنسان المنطقة وتنميته اجتماعياً، توفير الخدمات (الثقافية، الاجتماعية، الترفيهية، والرياضية) و إعداد الشباب – من الجنسين وتأهيلهم لتحمل المسؤولية وتمكين المؤهلين منهم لمواقع القيادة "، وفي الجزء الخاص ببناء الإنسان كتب سموه :" لا شك أن الفصل الكامل في المشروع التنموي بين ما يخص بناء الإنسان وما يخص تنمية المكان أمر جد صعب، لأن علاقتهما تبدو حميمة بنظام المردود المتبادل بين هذه الثنائية، لكن لاشك أيضاً بأن هناك في بعض (المشروع) ما ليس له علاقة مباشرة بالبناء المادي والحجر بقدر ما له علاقة بالبناء الروحي والنفسي والسلوكي للبشر. ومن أمثلة ذلك التواصل والتحاور مع كل أطياف المجتمع، و العناية (الخاصة) بالشباب والتصدي للثقافات المجتمعية السلبية..إلى غير ذلك مما يمكن تصنيفه – إلى حد كبير – في خانة بناء الإنسان، الشطر الأول من ( المشروع )" و كثيراً ما صرح سموه كوزير للتربية والتعليم بهذا التوجه (بناء الإنسان القوي الأمين). وخالد الفيصل مع حفظ الألقاب والمآثر وهو المتخرج من جامعة الزعيم العربي العظيم " الفيصل " قبل أن يتخرج من كلية العلوم السياسية والاقتصادية في جامعة أكسفورد وقبل أن يرأس مؤسسة الفكر العربي معني بتعهد الفكر لدى الشباب وما يتطلبه هذا المشروع المصيري الضخم من رعاية أولية في الصفوف الدراسية الحاضنات الأولى للنشء، قبل أن يخوضوا معترك الاتصال و تتخطفهم المنظمات والمغرضون الذين يستهدفون عقولهم و يحرضونهم ضد بلادهم ورموزهم ، وفي يد سموه اليوم كوزير لمؤسسة التربية والتعليم أن يتدارك الخطر ويعمل على منعه قبل حدوثه، و بدل أن نعمل على علاج المختطفين ، نعمل للوقاية بوضع برنامج للتنشئة السياسية ومنهج للتربية السياسية في مدارسنا، بحيث يتعرف الشباب على العالم والعلاقات الدولية والمنظمات والجماعات والمصطلحات السياسية و المخططات التي تستهدف بلادهم تحت مظلة المؤسسة التعليمية وفي رعايتها بدل أن يتعلموها من مصادر مشبوهة تتولى تعليمهم الموجه الذي يستغلهم ليحقق بهم أجندات معادية . جيل اليوم بحاجة لعلوم تواكب ثورة الاتصال و تبني إنساناً قوياً أميناً يمثل دينه ونفسه وثقافته ووطنه أمام العالم خير تمثيل ، مناهج تؤهله لمواجهة التحديات على علم وتجعله يتصدى للمؤامرات على بصيرة ويقف أمام تدابير الأعداء بوعي و صلابة. @511_QaharYazeed lolo.alamro@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (71) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :