الدوحة - قنا حذر مركز مكافحة التدخين بمؤسسة حمد الطبية من مخاطر تدخين الشيشة وخاصة في ظل تفشي فيروس كورونا (كوفيد-19) في مختلف أنحاء العالم. وأشار الدكتور أحمد الملا مدير مركز مكافحة التدخين إلى تحذيرات منظمة الصحة العالمية من أن تدخين الشيشة يزيد من خطر الإصابة بالفيروس، وذلك ليس فقط لكون الشيشة ناقلا قويا للوباء بل ولأن التدخين يؤثر سلبا على المناعة وصحة الجسم بصورة عامة ما يجعل الشخص أكثر ضعفا في وجه الفيروس. وأوضح الدكتور الملا أن ما يعتقده البعض من أن تدخين الشيشة أقل ضررا من السيجارة وأن مرور الدخان من خلال الماء الموجود في الشيشة يعمل على ترشيح الدخان من المواد الضارة وبالتالي تقليل الضرر الناجم عن تدخين الشيشة هو اعتقاد خاطئ، حيث إن تحليل الدخان الخارج من فم مدخن الشيشة أظهر أنه يحتوي على كميات عالية من القطران والغازات السامة والنيكوتين بما يعادل من 20 وحتى 60 سيجارة في الجلسة الواحدة وربما يفوق هذا العدد إذا كانت مدة الجلسة ساعة كاملة. وأضاف أن هذه الكمية الكبيرة من السموم تأتي أثناء تدخين الشيشة من ثلاثة مصادر هي التبغ ودبس الفواكه أو ما يعرف بالمعسل ومن احتراق الفحم. وحول التأثير الضار لتدخين الشيشة على جسم المدخن، لفت الدكتور الملا إلى أن تدخين الشيشة يقلل من كفاءة أداء الرئتين لوظائفهما ويسبب انتفاخ الرئة (الإنفزيما) والالتهاب الشعبي المزمن وهذا المرض يحد من قدرة الإنسان على بذل أي مجهود كلما تفاقم المرض. كما أن مدخن الشيشة تزيد لديه فرص الاصابة بأمراض القلب مقارنة بغير المدخنين بثلاثة أضعاف وعرضة أيضا لسرطان الرئة والمريء، كما أن كمية غاز أول أكسيد الكربون السام المنبعث من الشيشة والذي يؤذي المدخن ومن حوله أكبر بأضعاف مضاعفة من الذي ينبعث من منتجات التبغ الأخرى. وأكدت منظمة الصحة العالمية بأن نصف ساعة واحدة كفيلة بإلحاق الأذى لمن يتعرضون من غير المدخنين لأبخرة التدخين السامة وهو ما يعرف بالتدخين السلبي، وأن هذه الأبخرة السامة تلوث الهواء وتبقى لفترات تسبح فيه وعالقة بالجدران والأثاث وتجد طريقها عبر المكيفات مما تشكل خطرا على كل من كان في البيت وخاصة الأطفال وهذا ما يسمى بالتدخين الثالث. وحول إدمان تدخين الشيشة وطرق العلاج منها، أشار الدكتور جمال باصهي أخصائي الإقلاع عن التدخين بمركز مكافحة التدخين إلى نوعين من إدمان الشيشة وهما الإدمان العضوي والذي يستخدم فيها الشخص الشيشة يوميا والنوع الثاني هو الإدمان الاجتماعي الذي يستخدم الشخص الشيشة مرة أو مرتين بالأسبوع أو عندما يجتمع مع زملائه، وأنه في كلتا الحالتين يجب على الشخص الامتناع عن تدخين الشيشة لأن أضرار استعمالها تكون خطيرة حتى ولو مرة بالشهر بسبب الكميات الكبيرة من السموم التي تحتويها بالإضافة إلى أنها وسيلة لنقل الأمراض المعدية ومن أهمها الهربس والتهاب الكبد وكذلك مرض الدرن أو السل الذي ارتبط لدى المصابين به بشكل كبير بالتدخين. وأوضح أن إمكانية العلاج النهائي والكامل من تدخين الشيشة ليس صعبا أو مستحيلا إذا وجدت الرغبة الجادة والإرادة القوية من المدخن، حيث توجد في مركز مكافحة التدخين علاجات دوائية وسلوكية إضافة الى العلاج بالليزر وعلى المدخنين المسارعة في التوقف عن التدخين قبل الوصول إلى مرحلة ظهور الأمراض المزمنة التي قد لا تذهب حتى بعد توقف الشخص عن التدخين ومن أهمها مرض الانسداد الرئوي المزمن المرتبط مع تدخين الشيشة بشكل كبير.
مشاركة :