الشارقة:«الخليج»لم تكن المرأة الإماراتية سيدة بيت وأسرة، وأماً معطاءة فقط؛ بل هي سيدة مبدعة ومتألقة، تسير جنباً إلى جنب مع الرجل في بناء الوطن والإنسان، وكان لبعضهن الدور الكبير في حفظ التراث الشعبي وصونه وترديده وتعليمه للأجيال القادمة.والشاعرة الإماراتية عوشة بنت خليفة السويدي إحدى تلك المبدعات في حفظ التراث الشعبي، وواحدة من كبار شعراء الإمارات، التي لم يكن يقارعها شاعر في النظم والإبداع والزخم الشعري.وقد تناول الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، في برنامج «شدو الحروف» السويدي، «فتاة العرب» كما سماها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله.ولدت الشاعرة عوشة بنت خليفة السويدي في مدينة أبوظبي عام 1920، وتربت في بيت أدب وعلم، مما جعلها تكتسب جو الأدب والشعر من أسرتها وبيتها، تزوجت مبكراً من ابن عمها؛ لكنه توفي مبكراً، تاركاً لها ابنة وحيدة انتقلا بعدها للعيش في العين، ضمن أسرة تتمتع بقدر كبير من المكانة والاحترام، وفي ثمانينات القرن الماضي انتقلت للعيش في دبي، واستقرت هناك حتى وفاتها عام 2018.وحول شعرها قال المسلم: «إنه من الصعب الاختيار بين قصائدها لغناها وجمالها جميعاً؛ حيث كانت الشاعرة الراحلة، بالغة التأثير بشعرها على عموم أبناء الإمارات والخليج، وكان شعرها متعلقاً بالروحانيات والتجرد من العاطفة الحسية المتجه للسماء، وكانت متفردة في أسلوبها الشعري، وأستاذة حقيقية للشعر النبطي في الإمارات والخليج».وأكد الدكتور المسلم أن السويدي مرت بثلاثة أطوار شعرية: طور البدايات، والذي أكثرت فيه الوصف والصور الشعرية، وطور الوسط وأكثرت فيه الحكم والسرد، وطور الختام بنهاية حياتها، وهو طور التقرب من الله عز وجل والتغني بأشعار بمناقب النبي الكريم.كتبت السويدي المدح والغزل، وكانت مدرسة خاصة في الشعر النبطي، ووصل شعرها لكل أرجاء الخليج، وكان عطاؤها غزيراً وإبداعها شديداً ومميزاً، وجارت بإسلوبها المميز ورقة كلماتها وألفاظها وصورها الشعرية الجميلة كبار شعراء عصرها، وكانت بالفعل شاعرة استثنائية وشجاعة ومختلفة عن غيرها من الشعراء.
مشاركة :