السفير الوزير الشاعر الروائي الإداري استاذ الجامعة عليه من الله شآبيب الرحمات والغفران الدكتور غازي القصيبي لم يكن شخصا عاديا على هامش الحياة ، بل ملأ مركزه وأثرى الناس بماخلفه من مخزون ثقافي وأدبي وإداري وأستدار ورحل ….. كتب عدة مقالات استشرف فيها المستقبل وكأنه يعيش بيننا الآن ، أرسل لي الزميل الإعلامي الكويتي “العجمي” بقصاصة من أحدى الجرائد مقالا له قد عنونه ب “الحذار!الحذار!الحذار” يحذر فيه السعوديين من تقسيم البلد الى قسمين :قسم سعودي وقسم غير سعودي المؤدي إلى حب كل ماهو سعودي والمفضي إلى بغض كل ماهو غير سعودي، وحذر ايضا من الاعتقاد بأننا قد ميزنا الله عن الشعوب الأخرى أن رزقنا بالمال الوفير بعد أن منّ الله علينا بالنفط،، ويحذر إلا تقتصر الضيافة العربية على “الجماعة”و “الربع” دونما غيرهم . وأراهن أخي القارئ وأنت تقرأ هذه السطور أنه تيقن لديك بما لايدع مجالا للشك أن ماحذر منه القصيبي حصل للأسف … الجدير بالذكر أنه مع إنطلاق حملة الدولة ضد الفساد تداول الناشطون مقولة عجيبة للقصيبي مفادها “أنه لو تم صرف المال العام بالوجه المرضي لكانت أعمدة الكهرباء بالذهب الخالص،،، غازي القصيبي كان بيننا وكان يكتب خلاصة أفكاره ويحاضر بغية إحداث التأثير ورحل ،،،وقبل أن يرحل نتذكر أنه هوجم وهوجم بسبب أفكاره التنويرية والتي لم ترق لشريحة متنفذة أختطفتنا لفترة من الزمن بلا هدى ولا كتاب منير ، ونحن كمنصفون يفترض أن نبتغي العدل حتى مع الأعداء والخصوم، ألم نردد أقوال” القصيبي ” بعد مماته طواعية وحبا والتزاما وايمانا؟ إلا تشاركوني بأن الأجيال القادمة ستردد كلماته المأثورة وكأنه حيا بيننا؟ صدق الله فصدقه وكتب له التأثير دون غيره . فاصلة : أجل نحن الحجاز ونحن نجد هنا مجد لنا وهناك مجد ونحن جزيرة العرب افتداها ويفديها غضارفة وأسد ونحن شمالنا كبر أشم ونحن جنوبنا كبر أشد بمثل هذه الرؤية يحضر الوطن قصيدة للخلود ومتّسعاً للحياة وذاكرة للوجدان . الثلاثاء ١٤٤١/٩/٢٦ aboasil1967@gmail.com مستشار إعلامي سعودي.
مشاركة :