حذر الاتحاد الأوروبي، إسرائيل من اتخاذها قرارات أحادية الجانب في ضم الأراضي الفلسطينية، مؤكدا عدم اعترافه بأي تغييرات دون اتفاق الجانبين. جاء ذلك في بيان صادر، عن الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية للاتحاد جوزيب بوريل، تزامنا مع تشكيل حكومة جديدة في إسرائيل. واعتبر بوريل أن "حل الدولتين مع كون القدس العاصمة لهما هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار المستدامين في المنطقة". وأضاف أن الاتحاد الأوروبي لن يعترف بأي تغييرات على حدود 1967 ما لم يتفق الإسرائيليون والفلسطينيون على ذلك. وقال بوريل إن الاتحاد الأوروبي يحث إسرائيل بقوة على "الامتناع عن أي قرار منفرد" من شأنه أن يؤدي إلى ضم الأراضي، الذي يتنافى مع القانون الدولي. وجاءت التحذيرات الأوروبية على خلفية اتفاق كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مع زعيم حزب "أزرق أبيض" بيني غانتس، شريكه بالائتلاف الحكومي، على ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية، أول يوليو المقبل، وتشمل غور الأردن وجميع المستوطنات الإسرائيلية بالضفة. وتشير تقديرات فلسطينية إلى أن الضم سيصل إلى أكثر من 30 بالمئة من مساحة الضفة الغربية. وأدت الحكومة الإسرائيلية الجديدة القسم الأحد الماضي، وقال نتنياهو إن الوقت قد حان لضم مستوطنات الضفة الغربية التي تنتظر موافقة الولايات المتحدة. وأكد رئيس الوزراء أن على الحكومة الجديدة العمل على تطبيق السيادة الإسرائيلية على مستوطنات الضفة الغربية. وقال نتانياهو أمام البرلمان بعد أن أتى على ذكر تلك المستوطنات "حان الوقت لتطبيق القانون الإسرائيلي وكتابة فصل آخر في تاريخ الصهيونية". وشدد على أن الضم "لن يبعدنا عن السلام، بل سيجعلنا أقرب أكثر إليه". وأضاف "الشعب يريد حكومة وحدة وهذا ما سيحصل عليه اليوم". يذكر أن باريس دفعت باتجاه اتخاذ موقف أوروبي موحد ضد نية الحكومة الإسرائيلية ضم أراض فلسطينية بشكل منفرد، في حين دعمت الإدارة الأميركية التوجه الإسرائيلي. ويبحث الاتحاد الأوروبي آليات لوقف خطط إسرائيل في الضفة الغربية المحتلة، بينها إمكانية فرض عقوبات ضد تل أبيب. وقال وزير خارجية لوكسمبورغ، جان أسلبورن، إن عددا كبيرا من دول الاتحاد باستثناء المجر والنمسا "دعمت مسودة نص أعددناه مع نظيري الإيرلندي سايمن كوفيني، نحذر فيه من ضم (في الضفة الغربية) سيشكل انتهاكا للقانون الدولي". وانتقد الاتحاد الأوروبي، خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتسوية النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، مذكرا بدعمه لحل تفاوضي لدولتين من أجل آفاق سلام قابلة للاستمرار بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وتنوي إسرائيل ضم أكثر من 130 مستوطنة يهودية في الضفة الغربية المحتلة وغور الأردن، الشريط الممتد بين بحيرة طبرية والبحر الميت والذي سيصبح الحدود الشرقية الجديدة لإسرائيل مع الأردن.
مشاركة :