رفع حزب الله اللبناني، أحد أهم الأذرع العسكرية للنظام السوري في الأزمة السورية، من جهوزيته، تمهيداً للمشاركة في معركةٍ من المتوقع أن تشهدها الأحياء الدمشقية الجنوبية خلال أيام، لقطع طريق الإمداد من وإلى لبنان. وقالت مصادر لـ"الوطن"، إن حزب الله وضع أكثر من 30 ألف مقاتلٍ على أهبة الاستعداد، للمشاركة في معارك "القلمون"، وهي المنطقة التي يسعى نظام دمشق للسيطرة عليها لقطع طرق إمداد المعارضة المسلحة بالسلاح من الحدود اللبنانية، نظرا لإطلالة المنطقة (القلمون) على الحدود اللبنانية، إضافة إلى وقوعها على طريق حمص – دمشق، وهو ما يزيد من أهمية المنطقة بالنسبة لطرفي النزاع في سورية. وأفصحت المصادر عن قرابة 10 آلاف من المقاتلين الجدد، الذين لم يشاركوا من قبل في القتال بسورية. ومن المفترض أن يشارك عناصر حزب الله "الجُدد" في معركة القلمون بجانب الآلاف من العناصر الأخرى التابعة للحزب، وهي المعركة التي يراها مراقبون بأنها الفاصلة في الحرب الدائرة بسورية منذ قرابة الثلاثة أعوام. إلى ذلك، أشارت ذات المصادر إلى سياسةٍ جديدة انتهجها نظام الأسد، تقوم على تهجير قاطني المخيمات الفلسطينية، كمخيم اليرموك على سبيل المثال، الذي هُجر سُكانه، من أجل ما قالت عنه المصادر، تغييرٍ ديموجرافي ينوي القيام به النظام، لإحلال عناصر تابعة لحزب الله، وإن كانوا مؤيدين فقط للحزب، محل قاطني تلك المخيمات، في خطوةٍ تهدف لتفكيك التركيبة السكانية لتلك المخيمات، التي في الغالب تقف ضد سياسات النظام، وتعامله مع الثورة. وحذرت المصادر مما سمته "محرقة جنوب دمشق"، وهي المنطقة التي يقع بها القلمون، نظراً للحشود العسكرية التي يضعها النظام في تلك المنطقة. ولم يتوان نظام الأسد من التهديد بـ"القنابل الفراغية" لترويع سُكان تلك المناطق، التي يُصنفها بـ"ذات الحاضنة الشعبية للمعارضة المسلحة"، نظرا لتعاطف تلك المنطقة مع الثورة. ومن المنتظر أن تدخل معركة القلمون خلال أيام قليلة، طبقاً لمصادر "الوطن"، والتي يُحضر لها النظام، مدعوماً بمقاتلي حزب الله، وأحزاب أخرى عراقية ثبت تورطها في الصراع السوري إلى جانب نظام بشار الأسد. يأتي ذلك، فيما قال الائتلاف الوطني السوري إن قوات النظام تعمل على تنفيذ هجوم "غير مسبوق" على أحياء دمشق الجنوبية، في وقت حشد فيه العشرات من عتاده العسكرية ودباباته، تمهيدا لاقتحام المنطقة.
مشاركة :