أظهرت بيانات اقتصادية نشرت أمس، عودة طلب القطاع الصناعي في أوروبا على الغاز إلى معدلاته شبه الطبيعية مع تخفيف إجراءات الإغلاق، التي سبق فرضها في أغلب دول القارة لوقف انتشار فيروس كورونا المستجد. وذكرت وكالة "بلومبيرج" للأنباء، أن بيانات الطلب الصناعي على الغاز في أوروبا في مطلع الأسبوع الحالي، تشير إلى أن الاستهلاك أقل من المستوى المعتاد للقطاع بنسبة 5 في المائة فقط، بحسب تقديرات خدمة بلومبيرج لتمويل الطاقة الجديدة. وأشارت "بلومبيرج" إلى تراجع الطلب الصناعي على الغاز الطبيعي في أوروبا بمقدار 30 مليون متر مكعب يوميا في إيطاليا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا مجتمعة، في أواخر آذار (مارس) الماضي عندما وصل تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد إلى ذروته ولجأت البلاد إلى فرض إجراءات صارمة لوقف انتشار الفيروس. وتستهلك هذه الدول معا نحو ثلث إجمالي واردات أوروبا من الغاز الطبيعي المسال، وفقا لما نقلته "الألمانية". وفي مطلع الأسبوع الجاري، أصبح الطلب الصناعي على الغاز الطبيعي في أوروبا يقل بمقدار 12 مليون متر مكعب يوميا عن المتوسط الطبيعي، في حين كان الفارق قد وصل إلى أقل مستوى له 12 أيار (مايو) الحالي عندما سجل سبعة ملايين متر مكعب يوميا فقط. وذكرت "بلومبيرج"، أنه رغم تعافي الطلب على الغاز في أوروبا أخيرا، فإن مسار التعافي غير منتظم، نظرا إلى تباين طريقة تعامل كل منطقة مع أزمة كوفيد - 19، إلى جانب تأثيرات عطلات الربيع المصرفية. وخسر الطلب الأوروبي الصناعي على الغاز حتى الآن، نحو 1.2 مليار متر مكعب بسبب أزمة الوباء. ويمثل الاستهلاك الصناعي نحو 25 في المائة من إجمالي استهلاك القارة الأوروبية من الغاز، في حين تستهلك محطات توليد الكهرباء نحو 20 من إجمالي الاستهلاك، ويمثل الاستهلاك المنزلي والتجاري نحو 55 من إجمالي الطلب على الغاز في أوروبا. وكانت "ريستاد إنريجي" لاستشارات الطاقة أكدت أمس الأول، أن الطلب العالمي على الغاز الطبيعي من المتوقع أن يهبط نحو 2 في المائة هذا العام مع تراجع الأنشطة التجارية والصناعية وسط إجراءات العزل العام المرتبطة بتفشي فيروس كورونا. وتوقعت أن الطلب العالمي على الغاز قد يبلغ 3878 مليار متر مكعب في 2020 انخفاضا من 3951 مليار متر مكعب العام الماضي. وقبل تفشي فيروس كورونا كان من المتوقع أن ينمو الطلب إلى 4038 مليار متر مكعب. وقال كارلوس توريس دياز رئيس أسواق الغاز في "ريستاد إنريجي"، "2020 سيكون أول عام منذ 2009 لا يحدث فيه نمو في الاستهلاك.. هذه ستكون ضربة قوية لصناعة اعتادت على معدلات نمو سنوية تزيد على 3 في المائة". لكنه ذكر أن الغاز يبقى منافسا لمصادر أخرى للطاقة، خصوصا قطاع الكهرباء، حيث استخدام الغاز ما زال مستقرا نسبيا في بعض الدول. وتشير تقديرات، إلى أن إنتاج الغاز الطبيعي هذا العام سيبلغ نحو أربعة آلاف مليار متر مكعب على أساس تراجع في نشاط الاستثمار في عمليات الاستكشاف والإنتاج.
مشاركة :