صحيفة "الإندبندنت"تصف الحياة اليومية لسكان "الدولة الداعشية"في العراق بعد عام على "الخلافة"

  • 6/29/2015
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

صحيفة المرصد : أوردت صحيفة " الاندبندنت" البريطانية، في تقريرٍ لها، السبت، أنه خلال الأشهر الستة الأولى من ما أسمته بـ " الاحتلال الداعشي"، كان المسلحون "معتدلين" عموما في تطبيقهم "للأنظمة الأصولية" الإسلامية، ولم يكن لدى" داعش" احتكار كامل للسلطة ولم ترغب في تنفير الناس منها. ولكن على القضايا الهامة من حيث المبدأ، مثل الحلاقة الإسلامية الصحيحة، فكان المتشددون يصرون عليها منذ البداية. كانت اللحى إلزامية "لا يمكن أن يوجد رجل حليق الذقن ومنعوا حلاقة الشعر على الطريقة الغربية". "وبحسب موقع وطن نقلا عن صحيفة "الإندبندنت" إلتقت مع واحد من العديد من الوافدين من المناطق التي تسيطر عليها "داعش" من أجل بناء صورة للحياة اليومية، في الخلافة المعلنة، هو رجل يبلغ من العمر "35 عاماً" ولم يرغب في نشر إسمه الحقيقي خوفا من "بطش داعش"، وهو المعيل الوحيد لعائلته وأيضاً يعتني بوالده المريض، وعندما إستولت "داعش" على الفلوجة في يناير العام الماضي، كان يعمل "حلاقاً" في صالونه الصغير، إنه "سالم" وكان صاحب صالون حلاقة في دولة الخلافة . ونقلت الصحيفة عن سالم قوله: "كان محظورا الحلاقة وكان العقاب لحلق شعر أو لحية شخص شديد". وأضاف: "أغلقت داعش معظم صالونات الحلاقة في الفلوجة، ولكن صالوني "بسبب انه كان صالون بسيط وفقير وبدون ملصقات, لذلك لم يغلقوه". وعلى الرغم من أن صالونه ما زال مفتوحاً، فإنّ هناك حدوداً صارمة على ما يمكن لسالم القيام به لزبائنه حتى انه لم يجمع ما يكفي من المال لإطعام أسرته، وحاول إكمال دخله عن طريق بيع الخضار في السوق ويعمل حلاقا فقط عندما يتلقي مكالمة من زبائنه القدامى والأصدقاء والأقارب الذين يريدون قص شعرهم، ولم تكن لديه أي مشكلة حتى يوم زفاف ابن عمه عندما وقعت الكارثة. ويقول: "جاء ابن عمي لصالون الحلاقة وطلب مني ليس فقط قص شعره، ولكن أن يحلق لحيته. وقد روعني مثل هذا الاقتراح الخطير لأنني كنت واعيا من العقاب المحتمل أن يلحق بأي حلاق يتجاهل تعليمات الحلاقة "الداعشية". قام "سالم" بأخذ ابن عمه الى شقة ليحلق له بعيد عن الصالون، ولكن بعد ذلك طلب ابن عمه أن يحلق شعرة بطريقة حديثة بدلا أن يتركه طويلا كما كانت قوانين داعش تأمرهم، جادل ابن عم سالم بأن "أحدا لن يلاحظ لأنها كانت فترة ما بعد الظهر، وكان الشارع فارغا". ويقول سالم: " كرهاً، امتثلت لطلب ابن عمي وحلقت له شعره كما أراد، وأضفت له (جل) لجعلها تبدو جيدة." ويضف: "بعد أربعة أيام من الزفاف، علمت أن مخبرا لدى السلطة الدينية المحلية "الداعشية" أبلغهم بما فعلنا. وألقي القبض عليّ ومن ثم حكمت بـــ"80" جلدة على أن تنفذ في العلن، وبالإضافة إلى ذلك، إغلاق صالون الحلاقة. ولم يستطع سالم أن يتحمل سوى 50 جلدة، حيث أغمي عليه ونقل إلى المستشفى. لم يستطع "سالم" كسب لقمة العيش في الفلوجة، فذهب للرمادي عاصمة محافظة الانبار، والتي كانت معظمها تحت سيطرة "داعش" حيث كان لديه شقيق فيها، لكن المدينة كانت عرضة للقصف من قبل سلاح الجو العراقي والمليشيات الشيعية، لذلك غادر الى بغداد، وأخيرا وصل إلى مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق حيث يأمل في العثور على وظيفة. وتشير الصحيفة إلى أن السكان الذين يعيشون تحت سيطرة "داعش" والبالغ عددهم نحو خمسة ملايين شخص يعيشون في عالم من الانظمة والمحرمات، منها الجيد ومنها السيئ. وأي خرق لهذه الانظمة "الالهية" يتم معاقبته بشدة. هذه القوانيين تميز بين من هو "سني" ومن هو "شيعي" ومن هو "يزيدي". والعلاقة بين الرجل والمرأة يتم ضبطها جيدا مع تقليل الاحتكاك بينهما بقدر كبير. ويقول سالم:" لا أحد في الفلوجة يستطيع أن يتجاهل قوانين وتعليمات "داعش" بحجة عدم معرفته بها لانهم يقوموا بالاعلان عنها على الملاء يوميا". ويتحدث سالم من الذاكرة، وقدم عددا من الأمثلة على ذلك: * لا يسمح للبنات بإرتداء الجينز ويجب ارتداء الزي الإسلامي "العباءة والحجاب". * ممنوع تدخين السجائر أو الشيشة. العقوبة هنا هي 80 جلدة، ولكنها قد تويد إذا كانت هناك انتهاكات متكررة. * استخدام كلمة "داعش"، وهي اختصار العربية للدولة الاسلامية، ممنوع والعقاب هو 70 جلدة. * إغلاق متاجر الخياطة الخاصة بالنساء في حالة دخول رجل واحد لها. ويتم إغلاق محلات تصفيف الشعر للنساء لنفس السبب. * يجب أن يكون طبيبة لأمراض النساء. * يجب على المرأة أن لا تجلس على الكراسي سواء في السوق أو في المحل. * يجب أن تغلق المحلات أبوابها في وقت الصلاة. * سائقي سيارات الأجرة الذين يأخذون الركاب إلى وجهة بعيدة لم يطلبوها ومن ثم يطلب المال لاعادتهم تعتبر جريمة "تعطيل مصالح الناس" "على ما يبدو جريمة شائعة في الفلوجة". والعقاب هو بتر أو قطع الرأس. وهناك العديد من الجرائم والمحظورات الأخرى التي قام سالم بذكرها. كمغادرة النساء للمنزل دون أن يرافقها أحد أقاربها الذكور,يتم جلد زوجها زوجها 80 جلدة. وبحسب "الاندبندنت" إن هذه القوانين والانظمة تبرر ما قام به سالم من اجل الهرب من جحيم حكم الدولة الاسلامية "داعش".

مشاركة :