يقول المولى عز وجل: "وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا". مع استمرار أزمة جائحة كورونا والمتغيرات التي تطرأ كل يوم بين مد وجزر، وانفراج وضيق، لابد لنا كمسلمين ومؤمنين أن نؤمن بقدر الله؛ خيره وشره، وأن نُقبل على الحياة بإرادة وعزم وتفاؤل، متوكلين على الله وتاركين له سبحانه أن يقدّر لنا ما يشاء، مع أخذ الأسباب دون إفراط أو تفريط أو هلع، فالله سبحانه حسبُنا وسندُنا وملاذُنا، فلا مفر من الله إلا إليه، وقد بشرنا الله أن مآل الشدة والعسر هو الفرج واليسر، فقال جل شأنه: "إن مع العسر يسراً"، وأمرنا بأن نتقرب إليه ونتعبده ونتقيه كي يأتي فرجه، باعتبار أن الابتلاء والمحن هي من سُنن الله الجارية في خلقه، وقد قال سبحانه وتعالى: "ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب". تلك وعود ربانية، حتى نتعلم نحن المسلمين أن ما يحب أن يراه ربنا منا هو الصبر والاحتساب والحرص على معية الله بالضراء، تماماً كما نكون في معيته بالسراء، فما أجمل العود إلى الله، وأن يحظى الإنسان بوقت للاختلاء بنفسه والتفكر بما له أو عليه في علاقته بالله جل شأنه، فيبادر لأعمال يجبر فيها ما اختل من عمله وطاعاته، وما فاته من تقصير وما فاته من قربات، خصوصاً في العشر الأواخر من رمضان، وربما يتذكر أنه قصّر بحقوق الله أو بحق أحد من خلقه، كقطع رحم بلا سبب، أو إساءة لجار أو ظلم لبريء أو إضرار بمسكين أو مغلوب على أمره، أو تراخٍ في الصدقة أو التوقف عنها، فتكون المِحنة والبلاء، كما في جائحة كورونا، طريقاً للعودة إلى الله، ومن ثم المبادرة بالدعاء والتضرع لله، والتقرب إليه، حتى يرفع البلاء بلطف منه ورحمة، فهو أرحم الراحمين الرؤوف بعباده، ورحمته أوسع من عذابه وابتلائه.
مشاركة :