البلاد – رضا سلامة ويمكن ربط تحذير واشنطن بتهديد وجهه الرئيس الأمريكي ترمب، الشهر الماضي، أصدر فيه تعليمات للبحرية الأمريكية بإطلاق النار على أي سفن إيرانية تتحرش بالسفن الأمريكية، بعدما أعلن الجيش الأمريكي، في15 أبريل الماضي، أن 11 زورقا تتبع للحرس الثوري الإيراني ضايقت سفنا تابعة للبحرية الأمريكية في شمال الخليج العربي، ووصف الأسطول الأمريكي الخامس إجراء القوارب التابعة للحرس الثوري الإيراني بأنه “غير مهني” و”غير آمن”. وقال إن زوارق الحرس الثوري اقتربت من السفن الأمريكية، وفي إحدى الحالات مرت هذه الزوارق على مسافة 10 أمتار من السفينة “ماوي” اﻷمريكية. وفي السياق ذاته، أعلنت القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية، أن الهدف من الإشعار الجديد هو “تعزيز السلامة وتقليل الغموض والحد من مخاطر سوء التقدير”، بينما قالت المتحدثة باسم الأسطول الخامس للبحرية ريبيكا ريباريتش، إن “سفننا تقوم بمهامها المعتادة في المياه الدولية بموجب القانون الدولي ولا تسعى إلى الصراع”، وأضافت: “ومع ذلك يحتفظ ضباطنا القادة بالحق في الدفاع عن النفس إذا لزم الأمر”. وفي تطبيق صارم لعقوبات واشنطن على طهران، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على شركة صينية تنقل إرهابيين لإيران، بسبب تعاونها مع شركة ماهان الإيرانية للطيران، في حين حذَّر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، بأن أي شخص يدخل في صفقة مع شركة ماهان المحظورة هو نفسه سيكون تحت طائلة الحظر. إلى ذلك، قال تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، إن إيران بعد سنوات من التوترات التي كادت أن تؤدي إلى إشعال فتيل الحرب، خففت نهجها تجاه الغرب، وانتقلت من سياسية الاستفزاز إلى سياسة التعاون المحدود، مبينة أن هذا التغيير يعكس محاولة إيران تجنب المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة. حذرت البحرية الأمريكية من الاقتراب بمسافة أقل من 100 متر من السفن الحربية الأمريكية في الشرق اﻷوسط، في تنبيه يبدو موجها بشكل مباشر لإيران، قائلة إن ذلك “قد يعتبر تهديدا ويواجه إجراءات دفاعية قانونية”. وفيما يرى خبراء عسكريون أن الدفاع يتضمن عادة إبعاد السفينة عن السفينة المقتربة، وإطلاق إنذار، ثم إطلاق شعلة مضيئة، وإطلاق تحذير؛ لإجبارها على تغيير مسارها، يعتبر الإجراء الأمريكي الأخير بتحديد مسافة التهديد نهجا جديدا أكثر صرامة في التعامل مع الخطورة الإيرانية. وأكدت الوزارة الأمريكية أن الشركة الصينية، متهمة بالتعاون مع شركة طيران ماهان، بصفتها وكيل مبيعات وتقدم خدمات للشركة الإيرانية المدرجة على قائمة العقوبات الأمريكية منذ عام 2011 بسبب تعاونها مع الحرس الثوري اﻹيراني، ما يؤدي إلى تجميد أي أصول مملوكة لها في الولايات المتحدة، ويمنع الشركات والمواطنين الأمريكيين من التعامل معها. وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو على صفحته في “تويتر”: “الصين واحدة من الدول القليلة التي لا تزال تستقبل طائرات ماهان، التي تنقل أسلحة وإرهابيين إيرانيين. العقوبات الجديدة على شركة مقرها في الصين ترجع إلى عواقب هذا القرار”، مؤكدا أن أي شخص يتعامل مع ماهان للطيران سيتعرض لخطر العقوبات.
مشاركة :