العيد حالة غير عادية من الفرح والسرور وإظهار البهجة في عيون الصغار والكبار. الأغنياء منهم والفقراء، فمن يصنع هذه الحالة غير العادية، ومن يرسم تفاصيلها وينسج خيوط ملامحها، ويطرز مظاهرها ومخابرها ويطلق ما في النفوس من فرح وسرور؟ الدين الإسلامي يدعو لإظهار الفرح والسرور بكل مباح والتوسيع على النفس والأهل دون إسراف أو تبذير أو تفاخر أو منافسات أو بذخ. فرح وسرور تتجدد بهما الحياة ويكسر الروتين. يلتف فيه الأهل داخل البيت رغم الظروف التي أحدثتها جائحة كورونا. تزيد فيه الروابط بين الناس عبر الاتصالات والرسائل. يشعر فيه كل فرد بالإنجاز ويتطلع لمستقبل أفضل، وأيام أحلى وأمل جميل عندما تزول هذه الجائحة التي سببت التباعد بين الناس حتى في العيد. لكن العيد يبقى رغم الظروف فالعيد ينبع من داخل النفوس المتعطشة للفرح والسعادة بالإنجاز وانقضاء شهر الصيام وعودة دورة الأيام من جديد لعل بوارق الأمل تلوح من جديد وتشرق شموس الخلاص من الوباء على هذا الوطن وجميع الأوطان. هناك فئات ربما قليلة لكن يرون عدم إظهار الفرح لدواعي الوباء والتزام البيوت فيقولون كيف تفرحون والناس تعاني من انتشار الوباء؟ كيف تفرحون وهناك المرضى في المستشفيات والخطر قائم؟ رغم أن هذه أمور ليست بيد الإنسان فهل إيقافه للفرحة والتعبير عن السرور بالعيد سيكون سبباً في زوال هذه الظروف؟ هذه سلبية فمن الإيجابية أن يظهر الإنسان الفرح في بيته ويدخل الفرح إلى نفوس أهله وأطفاله. هناك من يتعامل مع الأعياد بسلبية متطرفة فيقضيه في النوم ولا يظهر أي اهتمام بالعيد وعندما تسأله عن السبب يسرد لك أسباباً غير منطقية. يقول مثلاً إنه لا يوجد ما يحفز أو يشجع، وأن الأجواء غير ملائمة، ولا يوجد مظاهر مميزة. والسؤال هل ننتظر من يصنع لنا الفرحة أم أننا قادرون على صناعتها؟ الفرحة تنبع من دواخلنا ومستحيل أن يصنعها لنا الغير. بأبسط الإمكانات مع تجمع أهلك في منزلك وسماحة نفسك والتغاضي والإيثار ستستغرق في حالة جميلة من الفرح مع أول عيد تقضيه في بيتك وفي مساحته الصغيرة سترتب كل شيء من مستلزمات العيد لتفرح ويفرح من معك ويمارس الأطفال ألعابهم بكل حرية المهم أن تشعرهم بالعيد رغم الجائحة.
مشاركة :