دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي تناقش التطورات المستقبلية للكتب الإلكترونية

  • 5/21/2020
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

نظَّمت دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، جلسة نقاشية افتراضية تحت عنوان "التطورات المستقبلية للكتب الإلكترونية" بمشاركة خبراء دوليين ومسؤولين عن قطاع النشر الإلكتروني. تحدث في الجلسة كل من سهام عبد الله الحوسني، مديرة النشر الإلكتروني بدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، والخبير الأرجنتيني أوكتافيو كوليز، مستشار اليونسكو في القضايا ذات الصلة بالثقافة والإبداع الرقمي والذكاء الاصطناعي، وستيفن روساتو، المدير التنفيذي لتطوير الأعمال والمدير العام لشركة أوفردرايف، وجياكومو دانجيلو، الرئيس التنفيذي لـستريت ليب– وهي منصة توزيع عالمية لصناعة النشر الالكتروني، وجوليا بالوغ، المشرفة على قسم الحقوق المحلية والدولية والتراخيص في دار النشر النمساوية الرائدة أوبررويتر. وأدار الحوار صلاح شبارو، مؤسس ومدير موقع نيل وفرات، أحد أكبر وأهم المواقع لبيع الكتب العربية على الإنترنت. وفي بداية مداخلتها قالت سهام عبد الله الحوسني أن الأزمة الحالية، وتواجد الجميع في بيوتهم قد ساهم في زيادة مبيعات الكتب الإلكترونية حول العالم بنسبة 10% خلال الأشهر الماضية.  وأضافت أن دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي قد اضطلعت بدورٍ هام لدعم الطلاب في الدولة خلال فترة التعلم عن بعد ودعم الأفراد خلال فترة بقائهم في منازلهم، لذا سعت الدائرة لتوفير محتوى تعليمي متنوع مجانًا على منصاتها، بالإضافة إلى إقامة شراكات جديدة لإتاحة الكتب التي نشرتها الدائرة على منصات متعددة. وقال أوكتافيو كوليز أن قطاع الكتب شهد العديد من مبادرات التضامن العالمية لدعم متاجر بيع الكتب وذلك استنادًا إلى الإجماع على أهمية الكتاب المطبوع في المضمار الثقافي، وأضاف أنه من خلال عمله مع اليونسكو أدرك الطبيعة المزدوجة للكتاب، فهناك الشق الاقتصادي لهذه الصناعة وهناك القيمة الثقافية، التعليمية والإنسانية. وأدرك أيضًا أهمية الحفاظ على البيئة الممكنة لاستمرار متاجر الكتب، حيث لا يجب أن يُسمح باندثار هذا العالم الكبير والذي يواجه أخطار حقيقية. وأضاف أنه يجب أن يتم العمل بالتوازي للتوسع في انتاج محتوى الكتروني ذو قيمة عالية، لأن للكتب الالكترونية ميزة كبيرة وهي إمكانية الوصول إلى أكبر عدد من القراء بسهولة ومرونة قد لا تتوفر للكتاب المطبوع. من جانبه أوضح ستيفن روساتو، أن العديد من المكتبات العامة حول العالم ومنها مكتبات أبوظبي العامة ومكتبة الشارقة العامة تستخدمان منصات أوفردرايف، وقد اضطروا للعمل بجهد كبير لمواكبة الزيادة الهائلة في الطلب على الكتب الالكترونية خلال الأشهر الماضية، وأضاف أنه رأى الكثير من أوجه التضامن التي تطرق إليها السيد أوكتافيو، حيث قامت العديد من دور النشر بتوفير الكتب مجانًا. وأكد أن مبيعات الكتب الالكترونية عبر المنصات التي تديرها أوفردرايف قد زادت بنسبة 30% خلال أول أسبوع من تطبيق الحجر المنزلي، بينما حققت مبيعات كتب الأطفال زيادة تتراوح ما بين 65 % إلى 75% خلال نفس الفترة. وفي مداخلته، قال جياكومو دانجيلو، أنه بالرغم من النمو الكبير في مبيعات الكتب الالكترونية إلا أنها لا تزال تمثل 10% إلى 20% فقط من إجمالي مبيعات الكتب. وأرجع ذلك إلى سياسة تسعير الكتب الالكترونية على المنصات العالمية مثل متاجر آبل ستور وغوغل بلاي والتي تتبع السوق الأمريكي، مما يجعل هذه الكتب خارج متناول القرَاء في معظم دول العالم، ولاسيما الدول النامية، ويزيد من ظاهرة قرصنة الكتب كنتيجة لعدم إمكانية الحصول على الكتب بشكل قانوني. وأكدت جوليا بالوغ، أن دور النشر حول العالم تقوم بوضع سياسة تسعير الكتب الالكترونية بحيث يقارب ثمنها الكتب المطبوعة بشكلٍ مقصودٍ، بحيث لا تتنافسان في السعر ويكون الفيصل في اختيار إحداها عوامل أخرى، مثل سهولة نقل الكتاب، وتحميله بين الأجهزة المتنوعة، والخصائص التفاعلية للكتب الالكترونية وما إلى ذلك. وفيما يتعلق باستمرار ظاهرة الإقبال على الكتب الالكترونية بعد انتهاء الأزمة الحالية، أجمع المشاركون أنه يمكن التعامل مع هذه الظاهرة على أنها الواقع الجديد، حيث يتوقعون أن تُحدث هذه الفترة تغيرًا في عادات القراءة، حيث سيعتاد الناس على مرونة الكتاب الإلكتروني وسهولة توفره في أي وقت. كما أن الطفرات التكنولوجية المتلاحقة مثل تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتقنية الجيل الخامس كلها عوامل داعمة للتوسع في قطاع النشر الالكتروني، ويتوقع أن تتمثل بعض التحديات المستقبلية في سيطرة دور النشر الكبرى على السوق مما قد يؤثر سلبًا على تنوع المحتوى المتوفر الكترونيًا.

مشاركة :