يطل علينا عيد الفطر المبارك هذا العام بشكل جديد ومختلف لم نعهده من قبل، في ظل تدابير وإجراءات مكافحة جائحة «كورونا» التي غيّرت ملامح أيامنا، وانسحب هذا التغيير على طقوس استقبالنا للعيد، خاصة الأطفال الذين لن يحظوا بزيارة المراكز التجارية والسينما والملاهي أو حتى شراء ملابس العيد بأنفسهم. على الرغم من أن هذا الوجه المختلف للعيد يؤثر أيضاً في عادات الكبار، في عدم القيام بالزيارات المنزلية أو صلاة العيد في الساحات العامة فإن ذلك يتطلب منهم كأولياء أمور التفكير بإيجابية والبحث عن أفكار وخطط مبتكرة؛ لإسعاد أطفالهم وعائلاتهم ومنحهم قدراً من البهجة في العيد من دون الإخلال بالالتزام بالإجراءات الاحترازية لمكافحة «كورونا» ومنحهم فرصة للاحتفال دون تعرضهم لأي مخاطر. وفي السطور التالية نتعرف إلى خطط وتدابير بعض العائلات وأفكارهم للاستمتاع بالعيد في زمن «كوفيد-19». تحدثنا ليلى مصطفى، موظفة بدبي، عن خطتها للاستمتاع بالعيد هذا العام وتقول: «توقفت منذ سنوات طويلة؛ بسبب انشغالي المستمر، عن اتباع عاداتنا القديمة الموروثة المتعلقة بصناعة الكعك والبسكويت وحلوى العيد بالبيت، وكنت أجنح لشراء حلوى العيد جاهزة من المحال؛ بسبب ضيق الوقت وانشغالي الدائم بالعمل والعبادات طوال شهر رمضان، نظراً للظروف الحالية وتطبيق العمل عن بُعد والمكوث بالبيت مع الأبناء كان لابد أن نستفيد من الوجه المشرق لهذه الفترة الاستثنائية التي وفرت لنا المزيد من الوقت لنمضيه مع أطفالنا. ولهذا اتفقت مع بناتي على إحياء هذا الطقس الجميل لأول مرة بعمرهم، وصنع الكعك سوياً بالبيت وهو طقس يعيدني إلى أجمل أيام الطفولة في بيت العائلة، وتحمست البنات بالفكرة عندما شرحت لهم كم السعادة التي كنا نشعر بها ونحن أطفال نشارك في صنع الحلوى ونلعب بالعجين ونصنع منه أشكالاً متنوعة بذوقنا. تضيف: قسمنا المهام بيننا وحرصت علي تعليم بناتي فن الخبز وإعداد الكعك وسط جو من المرح والضحك المتواصل وقيام البنات بنثر الدقيق على وجوههن والتسابق لاختيار شكل الزخرفة لسطح العجين وتشكيل بعض قطع العجين بأشكال مختلفة من إبداعهن. خطط بديلة لجأت دعاء سعيد، معلمة، لخطة بديلة لإسعاد أطفالها الصغار وتقول: بالنسبة لي ولأطفالي فإن شراء ملابس العيد الجديدة من أهم مظاهر الاحتفاء بأيام عيد الفطر المبارك، ولكن في ظل هذه الظروف الطارئة التي يمر بها العالم لمواجهة الجائحة، تقلصت فرص استمتاع الأطفال بشراء الملابس؛ لأنه من غير المسموح للأطفال ارتياد المولات حفاظاً على سلامتهم؛ لذلك أقنعت أطفالي بفكرة الشراء «أون لاين» خاصة أن معظم المحال التي كنا نقصدها في السابق للتسوق أطلقت مواقع شراء افتراضية، وهكذا لم أحرم أطفالي من فرحة انتقاء ملابسهم الجديدة ولو عن بُعد وتمت عملية الشراء وتحققت الفرحة بلباس العيد لكل الأسرة. أما عاطف موسى، موظف بدبي، فقرر الاحتفال بالعيد بعمل زيارات وتجمعات عائلية افتراضية ويوضح: «العيد بالنسبة لي مناسبة دينية واجتماعية في الأساس، تعودنا أن نسعد فيها بتجمع الأهل والأصدقاء وعمل زيارات عائلية بالبيوت أوالتجمع في الأماكن العامة. ولما كان من الصعب أن نقوم بهذه الطقوس الاحتفالية هذا العيد بسبب ظروف مكافحة فيروس كورونا والتباعد الاجتماعي، اتفقنا مع أفراد العائلة من الطرفين حول العالم، على التجمع افتراضياً عبر الفضاء الإلكتروني؛ بحيث نتبادل التهاني والتبريكات، ونستعيد روح المرح والحميمية، وعلى أن تكون أول تجمعاتنا الافتراضية عقب صلاة العيد مباشرة مع أقارب الدرجة الأولى داخل الدولة، يليها مواعيد أخرى يتم الاتفاق عليها مع باقي الأهل والأقارب بأماكن متفرقة حول العالم على مدى أيام العيد الثلاثة، كما اتفقنا علي أن تكون هذه التجمعات عن بُعد بملابس العيد الجديدة والأنيقة حتي نحيي أجواء العيد ونحاكي مظاهره حتى من البيت حتى لا نفتقد شيئاً وندخل السرور على قلوب الأطفال. تنظيف شامل تقول صفاء حسين، مترجمة: أقيم مع والدتي فقط بالطبع أخشى عليها كثيراً من الخروج أو الزيارات في ظل كورونا، لهذا قررنا أن نحسن حياتنا وإقامتنا داخل البيت، وقمنا بحملة تنظيف شاملة للبيت وإعادة فرز و ترتيب كل محتوياته والتخلص من الزيادات والتبرع ببعض قطع الأثاث والملابس التي تتمتع بحالة جيدة ولا نحتاج إليها ولكنها قد تسد حاجة لآخرين، واشترينا وجددنا بعض قطع الأثاث بالبيت وقمنا بتغيير الستائر القديمة وشراء أدوات جديدة للمطبخ، لتزويده بإمكانات أفضل بعدما أصبح الطهي من وسائل الإبداع والترفيه بالبيت بزمن كورونا واستفدت كثيراً من التخفيضات الكبري بشهر رمضان بالشارقة والتي شملت عروضاً على الأثاث والمفروشات والأواني، وبالفعل نجحت تدابير وخطط التجديد والتغيير الشامل بمحتويات البيت في إدخال السرور علينا وشعرت أمي بأجواء العيد الذي عادة ما كان يقترن في ذكرياتها بحملات التنظيف. طريقة مبهرة تبحث سلمى الكاظم عن وسيلة للاستمتاع بالعيد وتقول: قمت بشراء مجموعة من الهدايا والألعاب المحببة لأطفالي وتغليفها بطريقة مبهرة لإسعادهم بها في العيد؛ حيث وعدتهم قبل العيد إذا التزموا بدروسهم والعبادات والصوم لفترات محددة سأقدم لهم في العيد مفاجآت سعيدة تشغل وقتهم بالبيت بالإجازة وتمنحهم قدراً من المرح والتسلية والمتعة كما تشاركت معهم بتزيين البيت بالبالونات والزينة لبث روح العيد بالبيت، وأبحث عن مكان مفتوح يتمتع بالشمس والهواء المتجدد لتمضية العيد مع زوجي وأطفالي الصغار بمناخ صحي، مع الالتزام بالطبع بوسائل الحماية وأوقات التعقيم وعدم التجمعات.
مشاركة :