عقد مركز تريندز للبحوث والاستشارات حلقة نقاشية عن بُعد تحت عنوان: «إدارة الأمن السيبراني في ظل الأزمات: دروس مستفادة من تجربة كوفيد-19»، بمشاركة نخبة من الخبراء العالميين والمتخصصين في مجال الأمن السيبراني، استعرضوا خلالها طبيعة العلاقة بين وباء «كوفيد-19» والحاجة إلى الأمن السيبراني الكافي في أوقات إدارة الأزمات الطارئة، وكيفية الحفاظ على مستوى كاف من الأمن السيبراني للعمل عن بُعد، وضمان عدم تعرض وسائل التواصل للقرصنة والتوقف، وكيفية تفعيل دور الحكومات في إدارة مخاطر الأمن السيبراني. واستعرض منتصر بدير، مدير العمليات في مؤسسة سيكيورتي ماترز بالمملكة العربية السعودية، في بداية هذه الحلقة النقاشية ورقة بحثية حول «الأمن السيبراني: تأمين البيانات والأعمال»، حيث أكد أن وباء «كوفيد-19» فاقم من التحديات الأمنية المرتبطة بالأمن السيبراني مع تزايد خطر القرصنة التي تستهدف الأشخاص والدول، خاصة أن قراصنة الإنترنت اليوم باتوا على درجة عالية من التأهيل والخبرة، وبعضهم مدعوم من دول، ما يجعل القرصنة تهديداً كبيراً للأمن السيبراني. ثم قدم نعيم إس موسى، كبير مسؤولي أمن المعلومات، بهيئة تداول العقود الآجلة في الولايات المتحدة الأميركية ورقة تحت عنوان: «الأمن السيبراني في ظل كوفيد-19: إرشادات للعمل عن بُعد». وأشار أندرو ستانيفورث مدير مؤسسة ساهر بأوروبا، وزميل غير مقيم في مركز «تريندز» متخصص في مكافحة الإرهاب من المملكة المتحدة في ورقته البحثية التي حملت عنوان «المرونة التنظيمية: مكافحة تهديدات كوفيد-19 السيبرانية» إلى أن الجرائم السيبرانية تشكل أكبر تهديد للأمن العالمي وأنها تكلف العالم ما يزيد عن 6 تريليونات دولار سنوياً. واستعرض الدكتور إرنستو دامياني، مدير مركز جامعة خليفة للأنظمة الفيزيائية الإلكترونية، ورقته البحثية التي حملت عنوان «أزمة كوفيد-19: دروس في العمليات السيكولوجية للأمن السيبراني». تصورات وتوصيات قدم المشاركون في نهاية هذه الحلقة النقاشية بعض التصورات والتوصيات التي من شأنها تعزيز جهود الأمن السيبراني في ظل تجربة «كوفيد-19»، أبرزها: ضرورة تدريب العاملين والموظفين على أساليب العمل عن بُعد الآمنة، وزيادة التوعية بخطر القرصنة الإلكترونية لمن يعملون من المنازل حتى لا يعرضوا مؤسساتهم لمخاطر القرصنة، والتحديث المستمر لأنظمة الحماية والأجهزة المستخدمة من قبل الأفراد والمؤسسات، وضرورة العمل على توفير بيئة معلوماتية آمنة لعمل المؤسسات والشركات، ووضع التشريعات والقوانين التي تضمن الأمن السيبراني، وضرورة رفع الوعي العام بالجريمة السيبرانية بين جميع العاملين بالمؤسسات الخاصة والعامة، بالإضافة إلى توفير التكنولوجيا اللازمة لتحقيق الأمن السيبراني. وأشار الدكتور محمد عبدالله العلي مدير عام مركز تريندز للبحوث والاستشارات إلى أن مركز «تريندز» كان في مقدمة مراكز البحوث والدراسات في المنطقة والعالم التي أسهمت في إلقاء الضوء على الأبعاد والتداعيات المختلفة لوباء «كوفيد-19»، خاصة في ما يتعلق بالمجالات الأكثر تأثيراً على دول العالم، كالطاقة والاقتصاد والأمن السيبراني، لاستشراف سيناريوهات المشهد الدولي في مرحلة ما بعد «كوفيد-19».
مشاركة :