نعم بعد كل هذا المشوار الطويل، نعم بعد كل هذا العناء والعمل الشاق، بعد مسايرة كل التطورات بنجاح.. نعم بعد استبدال الأقوال بأفعال، نعم من اجل توفير راحة البال والاطمئنان، بعد الثبات والانتصار بعد كل العناء، يبدو كل بيت في البحرين أصبح بخير وصحة وسلام، اليوم تقول ابنتي وابنك وشباب وشابات ورجال ونساء هذا الوطن إنه قد بانت بوادر النجاح، والحمد لله بيوتنا في أمان، نحن الآن في بيوتنا نحتمي بها بالإضافة إلى التزامنا بالطاعة من اجل ان نكون في خير وسعادة، بذا لا تستطيع اي فيروسات ان تجتاز حدودنا أو منازلنا أو وطننا.نعم البيت البحريني جزء من مجتمع وطن، اليوم بكل فخر نرسم له صورة في برواز جميل تليق بهذا الوطن (البحرين) في صورة تليق بمحيطه ان كان شرقا أو غربا أو شمالا أو جنوبا فكلها مرسومة في قلوبنا وعقولنا نحن أبناء هذا الوطن نعم، كل هذه الأمور تعطي ملامح اجتماعية نستطيع بصورة جماعية وحتى فورية ان نطلق عليها قيمة الإنسان في علاقته الشخصية بين نفسه وبيته واستمرارية بقائه فيه، سعيا منه لحياة مستمرة وعطاءات تمثل مثلا أعلى لمن حوله، إن الإنسان البحريني اليوم أمامه شيئان، العمل الجاد والعمل التطوعي.أجل سيأتي اليوم الذي يرحل فيه ما ابتلي به العالم وأعني به كورونا في صمت ونتمنى ان يكون الوقت قريبا، وأن يكون مجرد عاصفة انقشعت، وأتمنى ان تكون فيه السماء ضاحكة وليست باكية، أتمنى أن هذه الصورة والحلم تتحول إلى حقيقة، وتجدد الحياة لنا جميعا تحت بريق الشمس واخضرار الزرع، وسيأتي هذا في كل بيت، لا أعتقد انها مجرد لمحات سريعة، انها حياتنا اليوم التي نتطلع إليها بالإحساس بالمسؤولية والعطاء لهذا الوطن بمثل ما أعطانا وهذا شيء قليل نؤديه نحوه، أي نحو الوطن.إن واقع الحياة على امتداد الشهور الماضية كانت حركة مستمرة ودائبة من مسؤولي هذا الوطن يوما بيوم بلا انقطاع أو توقف من اجل ان تعود الحياة إلى طبيعتها، وذلكم تمثل أيضا في أطباء هذا الوطن، وجهود معاونيهم لتطهير البلاد من الوباء، حتى تعود هذه الأرض إلى وضعها الطبيعي بل وأحسن من السابق.إننا اليوم نعيش أزمة (كورونا)، فمثل هذا الموضوع لا أحد منا يستطيع تسميته موضوعا قديما فهو مع الأسف حتى الآن متجدد، لكن الجهات المسؤولة في وطننا سعيها مستمر وإحاطتها بمخاطرة واضحة، اذن علينا مكافحته ومشاركة الجميع للقضاء عليه وهذا لا يتأتى إلا بالعزيمة والثبات، إن الإنسان قد يفعل أشياء بحريته، ولكنه لا يستطيع ان يفعل ما ينافي المسؤولية، بسبب هذا الفيروس الخطير وأن ينظر إليه من كثب حفاظا على أطفالنا.في هذا الوقت من الزمن والذي نجده يختلف عما نحن عليه نظرا إلى اختلاف أعمارنا، فالطفل اليوم أشد ذكاء وأكثر قدرة على الجدل أو التحدث بمعنى أخر في أمور لا نتوقعها منه، فالجلوس في البيت لا بد أن يواجه بإقناع وفائدة من الآباء وتفسير صحيح له.قد يكون البعض منا يعرفه والبعض الآخر يستنكر هذا الوضع، وهذا يعتمد بالدرجة الأولى على التربية التي يتلقاها الطفل، وحتى الآن لم نجد برنامجا يعلم الطفل بشكل جدي كيفية ممارسة هوايته كالرسم والموسيقى والرياضة في ظل زمن كورونا حتى إن تطلب الأمر دقائق معدودة لتحقق الغاية المنشودة منه، فهؤلاء الأطفال هم جيل الحاضر والمستقبل. أنتم أعزائي في أجهزة الإعلام المتمثلة في المحطات المرئية والسمعية، ان بعض ما تعرضونه ليس من الواقعية بالنسبة إلى الأطفال فرحمة بفلذات اكبادنا وفلذات أكبادكم.وأخيرا أقول اننا في هذا الوطن (مملكة البحرين) أفضل كثيرا من بلدان أخرى تعاني هذا الوباء الفتاك الذي لف العالم ولا يزال كذلك. ولكن بحمد من الله نحن هنا بخير تحت رعاية قيادة كريمة، ولهذا لن يغيب اسمك يا وطني، وسيبقى قلبي وقلمي يعبر بحبر دمي وتشابك الكلمات حبا لتراب الوطن وعين الله ترعانا.
مشاركة :