دمشق – لا تتورع تركيا والميليشيات السورية الموالية لها عن استخدام أي أسلوب أو وسيلة لضرب الوجود الكردي بالقرب من حدودها على الجانب السوري، وآخرها تعمد إشعال الحرائق في المحاصيل الزراعية في شمال شرق سوريا، مع اقتراب موسم الحصاد. وسبق أن عمدت تركيا قبل فترة إلى قطع المياه عن معظم سكان محافظة الحسكة في خطة أثارت انتقادات من المنظمات الدولية، لاسيما وأنها تزامنت مع خطر تفشي وباء كورونا. وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان قيام الفصائل الموالية لأنقرة على مدار الأيام الماضية، بإضرام النيران في حقول ومحاصيل زراعية تعود ملكيتها إلى المدنيين على مقربة من مناطق سيطرتها شرق وشمال شرق سوريا، وذلك عبر استهدافها بالقذائف، وسط صعوبات بالغة يواجهها الأهالي في إخماد تلك الحرائق المفتعلة، نظراً لقربها من مناطق نفوذ الأتراك والفصائل، في أرياف حلب والحسكة والرقة. ونشبت الأربعاء حرائق جديدة في شمال شرق سوريا، جراء قصف القوات التركية والفصائل الموالية لها على محاصيل القمح والشعير هناك، وطالت الحرائق قرى معشبة وعبوش وخربة شعير الواقعة ضمن مناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية، بالقرب من خطوط التماس مع الفصائل الموالية لتركيا. وتعتبر تركيا الوجود الكردي المتجذر في تلك الربوع تهديدا مباشرا لأمنها القومي وتزعم أن أكراد سوريا على صلة بحزب العمال الكردستاني. وسبق أن قامت تركيا منذ عام 2015 بثلاث عمليات عسكرية تستهدف هذا المكون، كانت آخر عملية في عام 2019، والتي شنتها تحت عنوان “غصن الزيتون” واستهدفت مدينة عفرين في محافظة حلب.
مشاركة :