تونس – أقرت الحكومة التونسية الخميس حزمة جديدة من الإجراءات لمزيد التخفيف من القيود على دور العبادة والأنشطة الاقتصادية والثقافية التي أغلقتها منذ 13 مارس الماضي للحدّ من تفشي فايروس كورونا. وتبدأ تونس يوم 26 من الشهر الجاري المرحلة الثانية من خطة على ثلاث مراحل كانت انطلقت منذ الرابع من مايو، من أجل تخفيف قيود الحجر الصحي تدريجيا على الحركة الاقتصادية والأنشطة الثقافية والرياضية، وسط مخاوف من موجة جديدة لفايروس كورونا، ومطالب ملحّة للإسراع بإنقاذ النظام الاقتصادي التونسي من الانهيار بسبب تداعيات الوباء واستمرار فترة الإغلاق الكامل لأكثر من شهر. وأوضحت الوزيرة المكلفة بالمشاريع الكبرى لبنى الجريبي، في مؤتمر صحافي، أنه سيسمح للمطاعم والمقاهي بفتح أبوابها بداية من يوم 26 مايو الجاري لتقديم الوجبات والمشروبات المحمولة فقط ولكن انطلاقا من يوم الرابع من يونيو المقبل سيسمح لها باستعادة نشاطها بشكل عادي. كما تفتح المساجد والمتاحف وصالات الرياضة أبوابها في الرابع من يونيو وكذلك المنشآت السياحية بنصف طاقة استيعابها. وقال وزير الشؤون الدينية أحمد عظوم إنه “تقرر تأجيل فتح المساجد إلى 4 يونيو المقبل.. حتى لا يتم إغلاقها مجددًا، كما حصل في دول أخرى، مضيفا أن الوضع الصحي حال دون فتح المساجد أيام عيد الفطر. وأكد بدء السلطات التونسية بحملات تنظيف وتعقيم للمساجد، لحفظ صحة التونسيين عند عودة الصلاة فيها. وكانت تونس قد علّقت منذ 13 مارس الماضي، الصلاة بالمساجد، ضمن إجراءات احترازية للوقاية من الفايروس، وسط احتجاجات عديدة وتسجيل مخالفات لتجمعات في الأحياء من أجل الصلاة. من ناحية أخرى، أجاز ديوان الإفتاء في تونس، الثلاثاء، أداء صلاة عيد الفطر في المنازل، للحد من تفشي “كورونا”. ويأتي تخفيف القيود مع انحسار عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد الذي أصاب حتى الأربعاء أكثر من ألف شخص، أكثر من 80 بالمئة من بينهم تماثلوا للشفاء، فيما توفى 47 شخصا بسبب الفيروس. وفي المقابل أبقت السلطات الأمنية على القيود ذاتها لمنع التنقل بين المحافظات فيما سمحت بذلك في منطقة تونس الكبرى فقط، والتي تضم تونس العاصمة وثلاث محافظات متاخمة لها. وأكد وزير الداخلية، هشام المشيشي، تشديد المراقبة خلال الفترة القادمة، واستمرار منع التنقل بين المحافظات إلى أن تتم السيطرة على الوضع الوبائي. وأوضحت الوزيرة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالمشاريع الكبرى، لبنى الجريبي، أنه تقرر تأجيل عودة الدراسة الجامعية إلى الثامن من الشهر المقبل، بعد أن كانت مقررة في الأول منه، نظرًا لخطورة التنقل بين المحافظات واستمرار منع التنقل بينها. وأصاب فايروس كورونا أكثر من ألف شخص في تونس، تماثل حوالي 80 بالمئة من بينهم للشفاء، فيما بلغ عدد الوفيات 47 شخصا حتى الثلاثاء. وكان رئيس الحكومة التونسي، إلياس الفخفاخ قد أعلن في كلمة توجه بها إلى التونسيين الأربعاء، أن بلاده نجحت في مكافحة الفايروس بفضل كفاءاتها دون أن ينهار النظام الصحي المتداعي أصلا، ودون تسجيل خسائر كبيرة. وأوضح الفخفاخ "نجحنا معا شعبا كاملا، وقد بينت الأزمة أن التلاحم الرائع بين الدولة والمجتمع المدني هو السبيل للانتصار". وكانت تونس حددت خطة من ثلاث مراحل لرفع الحجر الصحي العام بدءا من الرابع من الشهر الجاري، وهي تستعد انطلاقا من يوم 24 مايو في دخول المرحلة الثانية حتى يوم الرابع من يونيو قبل رفع الحجر نهائيا يوم 24 من الشهر نفسه.
مشاركة :