الكثير من الأعمال الأدبية التي نالت شهرة عالمية باتت أيقونات محصنة ضدّ النقد، وكل محاولة لنقدها تجابه بردات فعل دوغمائية، تدافع عن العمل حتى وإن لم يكن أصحابها قد قرأوا هذا العمل، إذ تكفي شهرة العنوان وما قيل عنه. لكن في المقابل هناك من يصدر آراء مجحفة وغير منطقية في حق أعمال أدبية نالت الشهرة وحققت الإجماع على قيمتها. ما أن أفصحتُ على صفحتي بالفيسبوك بأن رواية الكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز “مئة عام من العزلة” لم تعجبني عندما قرأتها لأول مرة، إلا ووجدت سيلا من ردود أفعال أصدقائي الأدباء المتابعين لصفحتي ما بين مؤيد ومعارض ومفند وشارح. بعض المتفاعلين قال إنها رواية مملة، وبعضهم اتهم الترجمة السيئة، وبعضهم رأى أنها رواية عظيمة، وبعضهم فضّل أعمالا أخرى لماركيز، وبطبيعة الحال لن نجد العمل الأدبي الذي يجمع عليه كل الناس، وتتفق عليه كل الآراء والأذواق. في البداية علق الكاتب الفلسطيني ناصر عطالله فقال في عبارة موجزة “لم أكملها.. ضجرا”. بينما قال الشاعر سعد عبدالرحمن “الأدب تذوق والاختلاف على تقدير نص أدبي وارد يا صديقي وعدم إعجابك بـ”مئة عام من العزلة عادي جدا”. وقال حسن الأشقر “لك حرية الرأي إما بالقبول وإما بالرفض”. وأوضح الشاعر محمد السيد إسماعيل “بأن هذا كان رأي يوسف إدريس أيضا”. بينما رأى الشاعر والناقد أحمد حسن بأنه “ربما جو العزلة المفروض علينا الآن هو الذي يوحي بذلك”. أما الشاعر عبده الزراع فقد أكد أن كثيرا من الناس لم تعجبهم الرواية، بينما قال ناصر حمودة “زعلتني. دي قصة عرفتني بمجتمع جديد تماما وتقاليد جديدة وهي أول قصه للكاتب”. بينما رأى الكاتب سمير المنزلاوي بأن الرواية “عايزه بال رايق وتفرغ”. الشاعر السماح عبدالله: رواية "مئة عام من العزلة" تعد من أهم الروايات الشاعر السماح عبدالله: رواية "مئة عام من العزلة" تعد من أهم الروايات وعلق الشاعر السيد الخميسي بقوله “علشان كده قالوا الثقافة مستويات وأذواق” وأضاف “أنا شخصيا من المبهورين بها. هي نموذج للفن الروائي المستوعب لمرتكزات الحكي التراثي الإنساني”. ونصح أن اقرأها “بترجمة صالح علماني السوري، أو المصري د سليمان العطار”. وتضامنت الشاعرة وداد معروف مع رأيي قائلة في اقتضاب شديد “ولا أنا”. أعقبها الكاتب الروائي أمير مصطفى قائلا “مئة عام من الملل”. وتساءل الكاتب شرقاوي حافظ “قرأتها بأي لغة؟ وإذا كانت مترجمة فهل المترجم واحد؟ هذا لي. أما ما لك فهذا أمر طبيعي. أنا لا تعجبني أشياء كثيرة مما يتعبد فيها الآخرون. لا تنس سؤال الترجمة”. ويضيف شرقاوي حافظ “معظم الذين يتشدقون بها لم يقرؤوها. ولكن ماشيين مع التيار”. الشاعر منير فوزي أفصح قائلا “ولا أنا.. رواية مزدحمة بالشخصيات والأحداث.. وبالمناسبة أيضا أنا لم تعجبني قط الطوق والأسورة ليحيى الطاهر عبدالله”. الباحثة والأكاديمية الفلسطينية إيمان يونس توافقت مع رأيي وقالت “ولا أنا” وعقبت “من الجائز أنها كانت رائعة وقتها، لكني أظن أن قارئ اليوم بحاجة لروايات مختلفة.. ولست ممن يؤمن أن الأدب الجيد هو كذلك في كل زمان ومكان. على كل حال إنها وجهة نظر”. وعقب الروائي السيد حنفي قائلا “أحيي شجاعتك في هذا التصريح الذي سيجعل الكثيرين يبيحون بمكنونات خافوا الإفصاح عنها”. وأضاف “ابني قرأها وقال عن الملل الذي لاقاه منها قصائد هجاء لهذا الذي وضعوا على رأسه تاج الرواية العالمية. نظرت إليه وابتسمت. ظننت أن الجينات هي التي أوعزت إليه بذلك. وهناك روايات يقولون عنها عالمية لا تقل سخافة ومللا عن مئة عام من الملل كما قال أمير مصطفى”. الناقدة السورية عبير خالد يحيى قالت في تعليقها أنه لم تجد العنوان مناسبا فهي 100 عام من تطور حياة عائلة غرائبية غير منعزلة أبدا، بل على العكس متشعبة بتواصلها، لم تنغلق إلا باختيار أسماء أفرادها. وأضافت “هو ماركيز مسهب لدرجة الملل، لكن للترجمة أيضا دور كبير في إمتاع أو إملال المتلقي”. ثم أردفت قائلة “أعاني نفس المشكلة مع رواية ‘المحاكمة‘ لكافكا. الترجمة سيئة جدا”. الناقد والروائي أحمد رجب شلتوت قال “وما المشكلة؟ أعرف البعض لا يحبون ماركيز كله ويصفون أدبه بثقل الظل، أختلف معهم لكن أرى موقفهم عاديا تماما”. بينما عقب الكاتب والمترجم ياسر شعبان “رواية جميلة لكنها ليست الأجمل فنيا بالنسبة إلي. وأرى أن الحب في زمن الكوليرا، وسرد أحداث موت معلن، وليس لدى الكولونيل من يكاتبه.. أفضل منها”. وفي اقتضاب شديد قالت الكاتبة والروائية هالة فهمي “مثلك والله”. بينما قال الكاتب طارق مراد “بلا تحفظ أستاذ أحمد.. عادي أن حد ميحبش أشهر رواية أو أشهر لوحة.. الجريكو كان يقول عن الموناليزا إطار من النحاس الصدئ أو كلمة قريبة من هذا”. ناصر عطالله: لم أكملها.. ضجرا ناصر عطالله: لم أكملها.. ضجرا وقال الكاتب شريف محيي “هذه أذواق وأنت حر في ما تحب، ولا يقلل من قيمة المبدع أن يكون غير مغرم بعمل ذي شهرة عالمية، ولكن الزمن هنا مختلف”. بيما علق يوسف حمدوني بقوله “وكذلك ماركيز لم تعجبه في البداية دون كيشوت، وبعد ذلك أصبحت عنده سفر التكوين”. مضيفا “لعلك تعيد حساباتك، أنا شخصيا أعجبتني أيما إعجاب لدرجة أنني قرأتها ثلاث مرات”. الشاعر عماد الدوماني قال “رواية عادية”، بينما علق الناقد عادل ضرغام بقوله “أعتقد الترجمة هي السبب”. أما الكاتبة انتصار عبدالمنعم، فقد قالت “العجيب فعلا أنك تجد الناقد الذي يهاجم الروايات بحجة الترهل والحشو.. تجده هنا وفي أي رواية مترجمة يهتف ويشيد ويكتب مرات عن فتوحاتهم”. أما الكاتبة منال فاروق فقد أحالت الأمر على ثلاثية نجيب محفوظ وقالت “أنا لم أستطع أن أقرأ ثلاثية نجيب محفوظ ولم أطق أن أكمل عشرين صفحة منها”. بينما علق الشاعر أشرف دسوقي علي قائلا “ليست كل الأعمال المترجمة جيدة؛ باولو كويلو مثلا يشبه مطربي البوب وليس كاتبا كبيرا”. وعلقت الكاتبة بهية طلب بقولها “أنا قرأتها خمس مرات وهذا الكتاب الوحيد الذي قرأته عدد المرات تلك، ولكن هذه أذواق”. وعلى العكس من ذلك تضامن الكاتب الصحافي عماد عبدالراضي مع رأيي بقوله “هذا رأيي الذي كنت أخشى البوح به”. الكاتب صلاح قرناس قال إن رواية “مئة عام من العزلة” لماركيز “تحتاج لخارطة لمتابعتها. قصصه ورواياته القصيرة أجمل. مثل الحب في زمن الكوليرا، لا أحد يكتب للكولونيل، وحكاية نوت مسبقة” مضيفا “أيضا لم تعجبني عزازيل زيدان”. بينما قالت رانيا عبدالمنعم “وجهة نظر.. أنا أعجبتنى أيما إعجاب”. وعقب صلاح الحلبي قائلا “قول يا أستاذ وشجعنا إحنا كمان نقول”، وأضاف “لكن ممكن الترجمة يكون لها دور”. الناقد شوقي عبدالحميد أوضح قائلا “لك مطلق الحرية في قول رأيك”. بينما قال الشاعر العراقي علي جمعة الكعود “أتفق معك صديقي”، وتضامنت هبة الله أحمد بقولها “ولا أنا”. الشاعر السعودي علي الدميني عقب قائلا “أنا قرأت مئة صفحة فقط ولم أستطع إكمالها، فيما روايته الأخرى (الحب في زمن الكوليرا) أثارت إعجابي ودهشتي وعظمته كروائي فاتن”. وعلق الكاتب مصطفى عوض بقوله “الاختلاف لا يفسد المحبة”. وقال الكاتب محمد رجب عباس “الترجمة فقط سيئة.. كما ترجموا كافكا.. بمنتهي السوء والترجمة التجارية أو غير الواعية”. الترجمة هي السبب الترجمة هي السبب أما فاتن فاروق عبدالمنعم فقد أضافت إلى “مئة عام من العزلة”، رواية “البحث عن الزمن المفقود” لمارسيل بروست قائلة “والبحث عن الزمن المفقود ملل ما بعده ملل”، بينما أثار الشاعر حمدي عمارة قضية أخرى بقوله “وهل لما يبدعه فكر إنساني من قداسة؟” وتضامنت الكاتبة أنديرا محمد بقولها “الحقيقة ولا أنا ومن أول صفحة بل من أول عبارة”. الناقد السوداني عزالدين ميرغني قال في تعقيب مقتضب يحمل إشارة فنية “لغة متناسلة”. وقالت الإذاعية منال زيدان “هي رواية طويلة جدا أعجبتنى أكثر روايته الحب في زمن الكوليرا القصة جميلة وسلسة”. بينما أوضح الشاعر والناقد أحمد سماحة قائلا “ليس عيب ماركيز ولكن من ترجموا له”، وأضاف إنها “رواية تسبق التاريخ الروائي”. ويرى الشاعر السماح عبدالله أن رواية “مئة عام من العزلة” تعد “من أهم الروايات، وقد تأثرتُ بها لدرجة أنني كتبت قصيدة عن الشخصية الرئيسة فيها جوزيه أركاديو بوينديا، لكنني أحترم رأيك، وإن كان من المهم أن تقول لنا الأسباب”. وقالت الكاتبة الفلسطينية رجاء القاروط “لا تخف إن مثل مئة عام من العزلة بدت تفكفك حالها”، بينما رأى الشاعر السعودي محمد الدميني أنها “رواية عظيمة بكل المقاييس الفنية الممكنة. لم تحظ الرواية بهذه المكانة في ذاكرة العالم لو لم تكن كذلك. يبقى أن بناءها السردي غريب وجديد ويحتاج إلى تأقلم من القارئ ليكمل قراءتها”. وتضامن الكاتب والناقد محمد الدسوقي بقوله “وأنا”. وقال محمد سمير “منذ عشر سنوات كلما حاولت أن أقرأها. أقرأ رواية غيرها ولم تقرأ إلى الآن” ووصفها بأنه “رواية ملعونة”. وفي إشارة متقتضبة قال أسامة خالد المغربي “ومن سمعك!”. وتساءل هاني المرعشلي “وما المشكلة؟!” وهو الرأي نفسه للكاتب محمد اللبودي الذي قال “وإيه المشكلة.. عادي جدا”. بينما قال الكاتب منير عتيبة “حقك”، موضحا “أنا عجبتني جدا وعملتها مسلسل إذاعي 30 حلقة. لن يجمع الناس على عمل أبدا. وهذه ميزة الاختلاف”. بينما تضامن محمد فتحي عبدالعال بقوله “وأنا كمان”. وهو الرأي نفسه الذي أوضحته الكاتبة الأردنية دلال النبطاوي بقولها “أتفق معك تماما”. أما القاص سمير الفيل فقد علق تعليقا ذا دلالة بقوله “هيخرجوك من الملة الثقافية!” بينما يرى الشاعر عزت الطيري أن “لا يجد الكولونيل من يخاطبه أفضل”. وأضاف “مئة عام مملة”. وأكد الكاتب عمار باطويل أن “نجيب محفوظ قال لم أستطع أن أكملها”. وقال الكاتب محمود قنديل “عادي جدا، الإبداع – بشكل عام – وجهات نظر، وحرية تلقّي”. وأكد الكاتب محمد صلاح الدين أن هذا كان رأي يوسف إدريس أيضا، قال عنها “مئة عام من الملل!”. أخيرا تتضامن مع رأيي الكاتبة منى ماهر قائلة “ولا أنا”.
مشاركة :