تسبب الإغلاق الذي تفرضه بعض الولايات الأميركية، التي تقع تحت قبضة حكام ديموقراطيين، إلى ارتفاع مستوى السخط بين السكان والناخبين، وسط جدل حول فعالية هذا الإغلاق من عدمه. وانعكس هذا الجدل على استطلاعات الرأي الأخيرة، حيث هناك احتمالات من أن تدفع هذه الولايات ثمنا باهظا بسبب لعبة الإغلاق، التي يصفها أنصار الرئيس دونالد ترمب بأنها سياسية وتهدف للإضرار بالرئيس. فبعد أزمة إيلون ماسك، رئيس شركة تسلا، مع حاكم ولاية كاليفورنيا وتهديده بنقل مصانعه بسبب تمديد الإغلاق، كشف استطلاع رأي جديد أن ولاية بنسلفانيا الديموقراطية منذ عقود باتت ترجح فوز ترمب، حيث يقود ترمب استطلاعات الرأي هناك بنسبة واسعة عن جون بايدن، بسبب إغلاق الولاية. وليس حال الديموقراطيين أفضل في ولاية فرجينيا التي صوتت لأوباما مرتين، حيث أطاح الجمهوريون بثلاثة أعضاء ديمقراطيين في مجلس مدينة ستونتون بولاية فيرجينيا يوم الثلاثاء في انتخابات محلية هامة، كما تشير استطلاعات الرأي عن مؤشرات لتحولها لولاية حمراء بسبب تمديد الإغلاق إلى أجل غير مسمى. وفي رد فعل خطير، وقّع أكثر من 600 طبيب رسالة تحث الرئيس ترمب على إنهاء إغلاق البلاد بسبب فيروس كورونا التاجي، مشيرين إلى أن الأوامر الصادرة عن الولايات التي تبقي الشركات مغلقة باعتبارها "حادث يتسبب بإصابات جماعية" مع عواقب مدمرة. وتشير الرسالة إلى العواقب السلبية التي لاحظها الأطباء منذ أن بدأت حكومات الولايات في إصدار أوامر البقاء في المنزل، حيث تفاقمت حالات المرضى الذين فقدوا مواعيد فحوصهم مع الأطباء، ولوحظ زيادة في تعاطي المخدرات وتعاطي الكحول، والآثار المالية السلبية، وفقا لشبكة "فوكس نيوز" Fox News الأميركية. وحذرت الرسالة من انهيار النظام الاجتماعي وتفاقم الحالات المرضية المزمنة التي يتسبب بها إغلاق البلاد، وقالت الرسالة "إننا نشعر بالجزع لما يبدو أنه عدم مراعاة للصحة المستقبلية لمرضانا. إن التأثيرات الصحية في المرحلة النهائية.. لا يتم تقديرها بشكل كبير.. ومن الناحية الطبية، كان الإغلاق حادثا يتسبب بإصابات جماعية". وتابع الخطاب: "الملايين من ضحايا الإغلاق المستمر سيكونون مختبئين على مرأى من الجميع ، لكنهم سيقعون في إدمان الكحول والتشرد والانتحار بخلاف النوبات القلبية أو السكتة الدماغية والفشل الكلوي. كما سينتشر بين الشباب عدم الاستقرار المالي والبطالة واليأس والمخدرات والإدمان والحمل غير المخطط له والفقر وسوء المعاملة". ويتوقع خبراء أن إغلاق الولايات قد ينعكس على الديموقراطيين بشكل كبير في الانتخابات المقبلة، حيث أظهر استطلاع للرأي، نشر يوم الخميس، أن الرئيس ترمب يتقدم جو بايدن في ولاية بنسلفانيا المتأرجحة والحاسمة. وأظهر الاستطلاع، الذي أجري في الفترة من 9 إلى 13 مايو 2020، من بين 600 ناخب محتمل في بنسلفانيا، أن الرئيس ترمب يتقدم بايدن، المرشح المفترض للحزب الديمقراطي بـ50.2% إلى 45.5%. وهو تحول مهم، لأنه يعكس قفزة في حظوظ ترمب بنسبة 4.7% من المسح السابق. وأشار مؤسس ورئيس PAC التي أجرت المسح، دوغ ترواكس، إلى أن الزيادة قد تنجم عن ردود الفعل العكسية على أوامر الإغلاق الصارمة التي فرضها الحاكم الديموقراطي توم وولف، والتي لا تزال تمنع العديد من المقاطعات من إعادة فتح اقتصاداتها، مما تسبب في الإحباط بين السكان. وتابع: "من المؤكد أن هناك بعض ردود الفعل العكسية في بنسلفانيا ضد أوامر إغلاق الولاية والثقة في أن الرئيس ترمب يمكن أن يحيي الاقتصاد". وكانت نتائج Keystone State هي الأكثر إيجابية لترمب في استطلاعات شركة PAC.
مشاركة :