أكدت استشارية التنمية البشرية عبير المعتوق أن الأشخاص الذين يتحلون بالثبات العاطفي والتوازن الداخلي هم الأكثر قدرة على تحويل الظروف الصعبة التي فرضتها جائحة كورونا إلى فرصة لتعزيز التواصل مع العائلة والأصدقاء، بل وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأشخاص في محيطهم، بدلا من الضجر والتنافر والشكاوى التي تفضي إلى تدهور النفسية وتفكك الأسرة والمجتمع. وحذَّرت المعتوق من التهاون في التعاطي مع الأزمات النفسية التي ربما تصيب الأهل والأطفال نتيجة للظروف التي فرضها كورونا على البحرين والمنطقة والعالم كله، وهي ظروف غير مسبوقة في التاريخ، حيث يجلس العالم حبيس دوله ومنزله، لا سفر ولا رحلات ولا خروج من المنزل إلا للضرورة القصوى، إضافة إلى الخوف من المجهول ومن مصير الاقتصاد والعمل والمجتمع، والخشية من الإصابة بالفيروس والمرض وربما الموت. وأضافت «لا نريد للمشاكل العائلية والزوجية أن تزداد، ولا أن تزداد عزلة الأولاد، وأن يتضرر جيل كامل، بل دعونا نفكر بمرونة أكثر، لنبحث عن حلول، ليكون عندنا وضوح كافي، وكل ذلك يحتاج إلى أرضية صلبة نستند عليها، هذه الأرضية هي نفسنا ومكنونات ذاتنا، وليست العالم الخارجي المتغير باستمرار». وأشارت المعتوق إلى أن «أزمة كورونا الحالية مرحلة ستمر مهما طالت، والمهم أن نخرج منها سليمين نفسينا وذهنيا وعاطفيا»، لافتة إلى أن الناس تتفاوت في صلابتها النفسية، واستجابتهم للتحديات والمصائب تتفاوت بين درجات الصمود والانهيار. واعتبرت أن الفايروس «فرصة تدفعنا لإعادة ترتيب أولوياتنا وإعادة النظر في طريقة حياتنا، والخروج من الروتين وابتكار طرق جديدة للاستمتاع بالحياة، وقالت «قبل أن يتعلم الشخص التعامل مع الناس يجب أن يتقن التعامل مع نفسه أولا». ولفتت إلى أن «الصدمة التي أحدثها فايروس كورونا على مستوى العالم ككل لم تكن متوقعة أبدا، وهذا يعطينا دليل آخر أنه لا شيء ثابت في هذه الحياة سوى التغيير، وأنه علينا أن نتحلى بالمرونة لنكون قادرين على التأقلم مع التغيرات في حياتنا مهما كانت عنيفة أو غير متوقعة». وتقدم المعتوق دورة تدريبية عن بعد تحت عنوان «21 يوما للتوازن»، وقد حققت هذه الدورة خلال وقت قصير انتشارا غير مسبوق داخل مملكة البحرين، إضافة إلى وصولها لعدد كبير من المتابعين والمهتمين في دول الخليج والوطن العربي، وناطقين بالعربية في مناطق مختلفة حول العالم. ولفتت في هذا الإطار إلى زيادة عدد البحرينيين الذين يطلبون إرشادات تساعدهم في تجاوز تحديات كورونا الراهنة على أنفسهم وأسرهم، وقالت «من خلال هذه الدورة اكتشفت غياب أحاديث الود والصداقة بين كثير من الأزواج الذين يقتصر تواصلهم على ضرورات تسيير أمور الحياة الروتينية للأسرة»، وأضافت «هناك أزواج لم يجلسا مع بعضهما البعض لساعة واحدة يتحدثون فيها عن عواطفهم ويظهرون اهتماما متبادلا، وهذا الأمر إما إن تفاقمه أزمة كورونا الحالية أو أن يستثمر الزوجين هذه الأزمة في تعزيز ما يمكن تسميته بالصداقة والشراكة الحقيقة بينهما»، وأشارت إلى أن هذه المواضيع ستكون أساسا لدورات قادمة تقدمها.
مشاركة :