كونثبثيون - أ ف ب - يخشى المنتخب الارجنتيني اللحاق بغريمه البرازيلي والسقوط ضحية المنتخب البارغوياني عندما يواجهه فجر غد الاربعاء على الملعب البلدي في كونثبثيون في الدور نصف النهائي من بطولة كوبا اميركا لمنتخبات اميركا الجنوبية لكرة القدم 2015 في تشيلي. وانتظر الجميع ان يشهد «ستاديو مونيسيبال دي كونثبثيون» موقعة نارية بين الغريمين الازليين الارجنتين والبرازيل لكن البارغواي فرضت نفسها مجددا كلاعب يحسب له الف حساب واطاحت بـ«سيليساو» من ربع النهائي وللنسخة الثانية على التوالي. لكن طريق البارغواي الى نهائي نسخة 2011 حيث خسرت امام الاوروغواي بثلاثية نظيفة، كان اسهل من النسخة الحالية اذ اصطدمت في دور الاربعة بفنزويلا وفازت عليها بركلات الترجيح بعد تعادلهما صفر-صفر في الوقتين الاصلي والاضافي، في حين ستتواجه مع الارجنتين الحالمة بالصعود الى منصة التتويج للمرة الاولى منذ 1993. ورغم صعوبة المهمة امام ارجنتين ليونيل ميسي، بامكان البارغواي التي بلغت نهائي 2011 دون الفوز بأي مباراة (3 تعادلات في الدور الاول ثم فازت على البرازيل وفنزويلا بركلات الترجيح)، ان تحقق مفاجأة اخرى والوصول الى النهائي للمرة التاسعة في تاريخها المتوج بلقبين (1953 و1979) من خلال تماسكها الدفاعي الملفت. ويدرك المنتخب الارجنتيني صعوبة المهمة اذ سبق له ان اختبر اللعب امام البارغواي في النسخة الحالية وفي مستهل مشواره حيث تعادل مع «لا البيروخا» 2-2 في مباراة كان متقدما خلالها بثنائية نظيفة لسيرخيو اغويرو وليونيل ميسي (ركلة جزاء)، قبل ان يرد رجال المدرب الارجنتيني رامون دياز في الشوط الثاني عبر نيسلون هايدو فالديز ولوكاس باريوس. ومن المؤكد ان مباريات الادوار الاقصائية تختلف عن الدور الاول اذ لا مجال للتعويض وبالتالي سيقدم المنتخب الارجنتيني، الساعي الى تناسي خيبة خسارته نهائي مونديال الصيف الماضي امام المانيا، كل ما لديه من اجل حسم المواجهة وبلوغ النهائي للمرة الـ 27 في تاريخه المتوج بـ14 لقبا، اخرها عام 1993 عندما تذوق «لا البيسيليستي» طعم التتويج للمرة الاخيرة على كافة الاصعدة بفوزه على المكسيك (2-1). لكن على رجال المدرب خيراردو مارتينو الا يقعوا في فخ البارغواي والوصول الى الشباك مبكرا، تجنبا لاختبار سيناريو ربع النهائي امام كولومبيا التي حصلوا امامها على عدد كبير من الفرص لكنهم لم يتمكنوا من ترجمتها ما اضطرهم الى خوض ركلات الترجيح من اجل تخطي عقبة خاميس رودريغيز ورفاقه في «لوس كافيتيروس». «ضد كولومبيا، قدمنا افضل مباراة لنا على الاطلاق في البطولة لكننا افتقدنا الى الهدف»، هذا ما قاله ميسي الذي لم يرتق حتى الآن الى مستوى الامال بعد ان اكتفى بهدف واحد سجله امام البارغواي بالذات من ركلة جزاء. ومن المؤكد ان الاهتمام سيكون منصبا مجددا على القائد ميسي القادم من موسم استثنائي مع برشلونة الاسباني حيث قاد النادي الى ان يصبح اول فريق اوروبي يحرز ثلاثية الدوري والكأس المحليين ودوري ابطال اوروبا للمرة الثانية في تاريخه (بعد 2009). وقد دافع اغويرو عن رفيق الدرب ميسي الذي لعب الى جانب مهاجم مانشستر سيتي الانكليزي مع المنتخبات العمرية ايضا وتوج معه في 2005 بكأس العالم دون 20 عاما وذهبية اولمبياد بكين 2008، قائلا: «ميسي يريد دائما ان يقدم اداء افضل وعندما لا يسجل يقول لم اكن محظوظا، لكني اقول له دائما اصمت، الاهداف ستأتي، يجب ان تكون صبورا». وتابع اغويرو الذي سجل اثنين من اهداف بلاده الاربعة في البطولة: «ليو يجد نفسه دائما تحت ضغط مماثل من اجل تسجيل الاهداف. الامر ذاته بالنسبة لي رغم ان هناك لاعبين اخرين الى جانبك في المنتخب. من البديهي ان الجميع يرتكب الاخطاء لكن ميسي دائما يخاطر دون تردد وهذا الامر يعطينا الثقة، لانه اذا واصل ليو اندفاعه فنحن سنقوم بالامر ذاته». ومن المؤكد ان الارجنتين الحالمة بانهاء صيامها عن الالقاب لمدة 22 عاما لم تقدم المستوى الهجومي المتوقع منها، خصوصا في ظل وجود ميسي واغويرو هداف الدوري الانكليزي وكارلوس تيفيز الذي تألق مع يوفنتوس الايطالي وغونزالو هيغواين مهاجم نابولي الايطالي، وايضا صاحب النزعة الهجومية انخل دي ماريا لاعب وسط مانشستر يونايتد الانكليزي. لكن ما يهم الان ليس الاستعراض بل الفاعلية والفوز على البارغواي بفارق هدف او حتى بركلات الترجيح سيكون كافيا لقطع نصف الطريق نحو اللقب الاول منذ 1993. قائد البارغواي ومهاجمها المخضرم روكي سانتا كروز توقع مواجهة مختلفة عن لقاء الدور الاول، وهو تحدث عن تطور اداء الارجنتين مع تقدم البطولة: «ستكون المباراة اكثر تعقيدا من لقاء دور المجموعات. الارجنتين تطورت مع تقدم البطولة ونحن ايضا، وبالتالي نأمل ان نكون خصما قويا وان نصل الى نهائي اخر». اما نيسلون هايدو فالديز الذي اختير افضل لاعب في المباراة امام البرازيل، فأكد بعد مباراة ربع النهائي «اننا نستحق التأهل الى الدور نصف النهائي اكثر من 2011. لعبنا مباراة جيدة ولم نكن نستحق الخسارة (لو حصلت)». وواصل «لا يمكننا السماح بان تكون بداية نصف النهائي مثل المباراة الاولى التي تخلفنا خلالها سريعا صفر-2. الارجنتين هي الاوفر حظا لكن سنقاتل حتى النهاية. البارغوياني لا يستسلم ابدا. انا فخور جدا لاني جزء من هذه المجموعة».
مشاركة :