د.أحمد مصطفى محرم يكتب: أدرك رمضان قبل الفوات

  • 5/23/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يا عبدالله: ما بقي في رمضان إلا ثلاث ليالٍ، وقد جدّ القوم وأنت قاعد، وقربوا وأنت متباعد، وقاموا وأنت راقد، وتذكروا وأنت شارد، ترجو النجاة ببضاعة مزجاة؛ فلا صلاة ولا مناجاة، ولا توبة ولا مُصافاة! يا من فرّط في رمضان -وكلنا مفرّطون- أين مقلتك الباكية؟! أين دمعتك الجارية؟! لأي يوم أخّرت عدتك؟! لا تيأس على ما فات في الليالي الخوالي؛ فهناك فرصة لمن فاته القطار، ولا يزال في العربة الأخيرة مُتّسع  اعلم أن العبرة بخواتيم الأعمال، وليس التقصير في البدايات بمانع من النشاط في ختام الشهر الفضيل؛ بل إن حُسن النهاية يطمس تقصير البداية.. فأقبِل قبل فوات هذا الزمان الشريف، يقول ابن الجوزي: "إن الخيل إذا شارفت نهاية المضمار بذلت قصارى جهدها لتفوز بالسباق.. فلا تكن الخيل أفطن منك ! فإنما الأعمال بالخواتيم.. فإنك إذا لم تحسن الاستقبال لعلك تحسن الوداع !!". ✍️ دعوة للتنافس في الخيرات عامة كإطعام الطعام والسعي في قضاء حوائج الضعفاء، وإخراج الصدقات، وصلة الأرحام، وذكر الله تعالى، وغير ذلك من صنوف البر والقربات... وفي الإقبال على كتاب الله خاصة، وقد بقيت ثلاث ليالٍ فشارك ونافس في السبق إلى الله تعالى وليكن شعارك: " وعجلت إليك رب لترضى " ولن يسبقني إلى الله أحد تقرّب إلى الله تعالى بختمة_الثلاثة_أيام بين القراءة والصلاة وكن من أصحاب الهمم العالية، وهذا يسير على من يسره الله عليه؛ فتوكل على الله تعالى واستعن بالله ولا تعجز، وسله سبحانه العون والقبول اللهم ارحم موتانا واشف مرضانا وأمّنّا في أوطاننا واحفظ بلادنا من كل سوء اللهم ارفع الغمة وتقبلنا في الصالحين وأعتق رقابنا من النار

مشاركة :