تسعي كثير من المؤسسات التعليمية إلي تحقيق جودة التعليم في مختلف مراحله عن طريق استراتيجيات تستتبعها آليات ترتكز علي الفهم والتفكير والتحليل بدلا من الطرق التقليدية التلقين والحفظ ومواكبة لذلك تبنت جامعة القاهرة شعار " أن التفكير النقدي هو أحد مدخل وأسس الإصلاح التعليمي في مصر" وهنا يشير "ريمون نيكرسون" في أحد مقالاته علي الحاجة الملحة للتفكير الناقد لتنظيم الأفكار وتوضيحها وفهم الفروق بين الأستنتاجات والأفتراضات وكذلك التمييز بين الاستدلالات .كما أشار الأديب العالمي نجيب محفوظ بقوله " من أمراضنا العقلية الشائعة أننا نفكر كثيرا بعواطفنا ونحن لاندري، ومما يضاعف من خطورة الظاهرة تفشيها بين المتعلمين والمثقفين ، والتسرع في الحكم والانطلاق فيه من مسلمات بلا تدبر واختبار، ودون روية أو فحص ، وبلا أي دليل ، ثم نستخدم العقل في تأييد مسلماتنا العاطفية وانفعالاتنا وأهوئنا فنخلق من لاشئ حقائق وهمية. ونأتي هنا إلي مفهوم التفكير الناقد يعود إلي أصل أغريقي ""criticalبمعني الحكم المميز وفي المعجم الوسيط أظهر ما فيه من عيب او حسن وهنا نشير إلي د/عصام جميل أن التفكير النقدي في أبسط معانيه هو فحص وتحليل وتقييم الأفكار المطروحة أو هو قدرة الشخص علي التعرف علي الأفتراضات ، واستخلاص النتائج بطريقة منطقية سليمة ، وتفسير البيانات، وتقويم الحجج المتعلقة بالقضايا والمشكلات المختلفة(الشخصية والحياتية والعملية) أم مراحله في ضوء خطوات المنهج العلمي الأسئلة ثم وضع الفرضية والبحث وجمع المعلومات والتحليل واختبار الفرضية واخيرا الخروج باستخدام المهارات الشخصية ذات التفكير الناقد كمهارة التمييز بين الحقائق والآراء بمعني هل هي معلومات تم التأكد من صحتها أم رأي شخصي كما يتضمن مهارة الكشف عن الصحة والخطأ في الاستنتاج بمعني نتيجة يستخلصها الشخص من معلومات أو وقائع أو خلاصة عقلية لموقف معين،وأيضا مهارة الاستقراء وهي انتقال العقل من الحوادث الجزئية إلي القواعد والاحكام الكلية وهذه العملية تسير من الخاص الي العام ومن الجزء الي الكل ، ومهارة الاستباط الانتقال من الكل الي الجزء أي استخلاص نتائج فردية جزئية من قاعدة عامة أو مبدأ عام مهارة التفسير وهي قدرة الفرد علي رد الظاهرة أو الحدث أو القضية إلي اسبابها الحقيقية ومدي ارتباط النتائج بالوقائع المعطاة منطقيا وأخيرا مهارة تقويم الحجج وتنطوي علي التفنيد والاقناع..ومن هنا لابد لكل شخص من أن يفكر بنقد او تحليل وليس سطحيا لعلاج المشكلات الحياتية وغيرها وهذا هو الأسلوب العلمي.
مشاركة :