وقل ربي زدني علما | اسلاميات

  • 6/30/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

في هذه الزاوية نقدم مجموعة من الأفكار والخواطر الإيمانية والتربوية التي تتناسب مع طبيعة شهر رمضان المبارك، عسى الله أن ينفعنا بها . أول المخلوقات من المعلوم لدينا أن الله سبحانه وتعالى هو خالق هذا الكون ومبدعه، معلومة يعرفها جميع المؤمنين بالله تعالى ايمانا قاطعا، وأن جميع ما في الكون إنما هي مخلوقات، صغيرها وكبيرها من الذرة الى المجرة، ومن الكرسي الى العرش وحملته، مخلوقات تتفاوت في الأشكال والأحجام والمسافات والأعماق، هذه الارض مثلا وما عليها من ناس وحيوانات وأشجار وجبال وبحار وانهار وغيرها من المخلوقات المعلومة لدينا وغير المعلومة من خلق الله تعالى، كذلك المجرات العملاقة وما تحتويه من كواكب ونجوم ومذنبات وسدوم، وأشياء عرفنا بعضها وجهلنا اكثرها لبعدها عنا، والكرسي وما يحويه من سبع سماوات طباقا لا يعلم حجمها إلا من خلقها وهو العزيز الحكيم، كلها وغيرها إنما هي مخلوقات والخالق واحد لا ند له ولا شبيه، وبالنسبة للخلق فهناك اشياء قد خلقت بكلمة كن، من الله العلي الكبير واشياء اخرى خلقها بيديه الكريمتين، وهناك سؤال قد يتبادر الى الذهن، ترى ما أول الخلق بمعنى أول خلق خلقه الله العزيز الحكيم، سؤال صعب ومحرج وقد تتضارب فيه الآراء ولكن هناك أقوالا لأهل العلم والفقهاء كل يدلي بدلوه، والاقوال المعتبرة في هذه المسألة ثلاثة: القلم كما يرجحه ابن جرير الطبري وابن الجوزي، والعرش كما يرجحه ابن تيمية وابن القيم، والماء وهو مروي عن ابن مسعود وطائفة من السلف، فالذين قالوا إن القلم هو اول مخلوق استندوا الى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يقول: ( إن اول ما خلق الله سبحانه القلم فقال له اكتب، فقال له ما اكتب، قال اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة )، رواه الترمذي وابو داود وصححه الالباني رحمه الله تعالى، وهناك قول آخر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال، كتب الله مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين ألف سنة، قال: وعرشه على الماء، رواه مسلم، والقول الراجح عند بعض العلماء ان الترتيب هو خلق الماء، ثم العرش، ثم القلم، ثم السماوات والارض على ارجح الاقوال، والله اعلم. اما المخلوقات التي خلقها الله بيده فهي اربعة، العرش،القلم، آدم، وجنة عدن، نأتي الآن لنتكلم عن هذه المخلوقات العظام، العرش هو أعظم المخلوقات وعليه استوى ربنا استواء يليق بجلاله وعظيم سلطانه وله قوائم وتحمله ملائكة عظام هم حملة العرش، عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من ملائكة حملة العرش، ان ما بين شحمة اذنه الى عاتقه مسيرة عام) اسناده صحيح كما قال الذهبي والهيثمي وصححه الالباني، تصور يا اخي هذه المسافة الطويلة جدا ما بين شحمة اذن هذا الملاك الكريم الى عاتقه فكيف يكون طوله، مسافة لا يعلمها الا الله خالقه، عبارة نقولها للمتكبرين والمتجبرين في الارض بلا تعليق، تصور يا أخي ان هذه المخلوقات العظيمة سخرها الله سبحانه وتعالى للاستغفار للتائبين من البشر اقرأ معي هذه الآيات البينات لتعرف قيمة من تاب إلى الله تعالى (الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم )غافر آية 4، نحمد الله الغفور الرحيم على ذلك فمن منا بلا ذنب يذكر، أما القلم فهو ما كتب به القدر وما هو كائن الى الأبد، وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله لا يعلم كيفية اللوح والقلم إلا الله وهما مخلوقان من مخلوقات الله عز وجل أما أبونا آدم فقصته معروفه فقد بدأ من تراب ثم أضيف اليه الماء فصار طينا ثم حمأً مسنوناً ثم صلصالاً ثم نفخ الله فيه الروح، أما جنة عدن فالأقوال فيها متضاربة.

مشاركة :