كعك العيد والمعمول على موائد النساء رغم الحجر الصحي | | صحيفة العرب

  • 5/23/2020
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

لم يثن الحجر الصحي الشامل النساء في عدد من الدول العربية عن التجمع في بيت واحد لصنع حلويات العيد خاصة الكعك والمعمول. وقد أثنى خبراء التغذية على هذه الخطوة واستحسنوها معتبرين أن صنع الحلويات في المنزل يساعد على التحكم في كميات السكر الموجودة بها أولا ويقي من عدوى فايروس كورونا ثانيا. ألقت جائحة كورونا بظلالها على حلويات عيد الفطر هذا العام، بعد تراجع نسبة مبيعاتها حاليا بعدد من الدول العربية، بسبب حظر التنقل الذي تفرضه حكوماتها في وقت مبكر من المساء بالنسبة إلى المحلات التجارية، وقد ساعد هذا الإجراء النساء على تجهيزها منزليا. ولم يثن الحجر المنزلي وإجراءات التباعد الاجتماعي اللذين فرضتهما حكومات الدول العربية بغاية التحكم في انتشار عدوى فايروس كورونا النساء عن التجمع في منزل واحد لإحياء هذه العادة ومن بينهن فاطمة الأندلسي التونسية المقيمة بالمدينة العتيقة (القديمة). تقول فاطمة لـ”العرب” إن خوفها من انتشار عدوى فايروس كورونا جعلها تعمد إلى إعداد حلويات العيد في المنزل عوض أن تشتريها جاهزة من محل بيع الحلويات. وأضافت فاطمة أن إعداد البقلاوة (حلويات تونسية مشهورة) يتطلب دراية وخبرة لذلك تتجمع النسوة في بيت إحدى الجارات ليشتركن في صنعها، مشيرة إلى أن الحجر الصحي لم يمنعها من الذهاب إلى جارتها التي تقطن في النهج المجاور لها لإعداد الحلويات سويا بعد أن اشتركا في شراء لوازمها من إحدى محلات الأسواق العتيقة. وأضافت أنها ستقوم بطهيها في الفرن المنزلي وذلك على غير عادتها حيث اعتادت أن ترسلها إلى فرن الحي. أما أم حسن السورية فلم تمنعها الأوضاع الاقتصادية الصعبة من النزول إلى سوق البزورية في العاصمة دمشق بغاية شراء مستلزمات صناعة الحلويات. طبخ الحلويات في الفرن في درجة حرارة عالية يضمن بصفة قطعية التخلص من الفايروسات إذا كانت عالقة بأحد مكوناتها قالت أم حسن لوكالة الأنباء السورية إن حلويات العيد لها بهجتها الخاصة، لذا تحرص الأسر على توفير المال لتحضير المعمول قبل العيد بأيام، موضحة أن موائد الحلويات التي تصنعها السيدات تختلف من أسرة إلى أخرى حيث تقوم بعض الأسر بصناعة الحلويات في المنزل، وبعضها يقوم بشرائها من السوق والبعض الآخر يجمع بين الشراء من السوق وصنعها في المنزل. و قال ماجد خليل من الغوطة الشرقية، إن عائلته تتكاتف في الأيام الأخيرة من رمضان، وتتعاون في ما بينها من أجل تحضير حلوى عيد الفطر في جو يميزه التسامر والفرح، لافتا إلى أن هذه العادة تلاشت في السنوات الماضية، لكن غلاء الأسعار وجائحة كورونا ساهما في عودة هذه الظاهرة الجميلة. بدورها أكدت ريهام محمد علي، ربة منزل مقيمة في حي إمبابة بمحافظة الجيزة غرب القاهرة بمصر، أن انتشار وباء كورونا وارتفاع حصيلة الإصابات اليومية بالفايروس لم يمنعاها من الانقطاع عن عادتها السنوية، وهي إعداد الكعك والبسكويت للعيد منزليا مع جيرانها، وتسويتهما في أحد الأفران الكهربائية بالمنطقة التي تقيم فيها. وتقول إنها خشيت أن يمر العيد دون التمتع ببهجته، ولاسيما بعد تشديد السلطات المصرية إجراءات الحظر ووقف وسائل النقل العامة خلال أيام العيد لتقليل التجمعات والحد من الزيارات العائلية، لذلك حرصت على إدخال السعادة في نفوس أبنائها الذين يحبون هذه الطقوس السنوية. كما يشير صلاح العبد، رئيس شعبة الحلوى في غرفة القاهرة التجارية، إلى أن حركة بيع كعك العيد شهدت تراجعا لافتا في زمن كورونا، قدرت نسبته بنحو 60 في المئة مقارنة بالعام الماضي، بسبب الخوف من تفشي فايروس كورونا، بالإضافة إلى غلق المحال التجارية بداية من الساعة الخامسة مساء، مع اهتمام المواطنين بشراء سلع أساسية أخرى في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الجميع. وتنصح وزارة الصحة المصرية بـ8 خطوات يجب اتباعها عند شراء كعك العيد في زمن كورونا، أهمّها عدم لمس الوجه خلال عملية الشراءوعدم شراء الاحتياجات اللازمة للعيد في أوقات الزحام، وكذلك الالتزام بارتداء أقنعة واقية وقفازات للاستخدام الواحد فقط. وتناشد الوزارة أيضا بتعقيم اليدين قبل الدخول والخروج من المحل أو المخبز لشراء كعك العيد، والحفاظ على مسافة لا تقل عن متر بين المشترين، والدفع بواسطة بطاقة الائتمان إن أمكن، ومحاولة عدم لمس المنتجات التي لم يتم شرائها، والالتزام بغسل اليدين بالماء والصابون قبل وبعد الخروج من المنزل. من جهته دعا الدكتور التونسي المختص في التغدية، محمد خوجة، العائلات إلى صنع حلويات العيد في المنزل بما أنه يتيح التوقي من العدوى بفايروس كورونا من جهة والتحكم في كميات السكر الموجودة بهذه الأغدية من جهة أخرى. وقال خوجة في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء، إن طبخ الحلويات في الفرن في درجة حرارة عالية يضمن بصفة قطعية التخلص من الفايروسات إذا كانت عالقة بأحد مكوناتها، داعيا إلى ضرورة وضعها في علب معقمة ومحكمة الغلق وتخزينها في مكان مهوّى ودرجة حرارته منخفضة. وأضاف أن صنع حلويات العيد في المنزل يمكّن العائلة من التقليل من كميات السكر بها أو استبدال السكر بمحليات طبيعية مثل رب التمر أو اللجوء إلى بدائل السكر المستخرجة من بعض النباتات فضلا عن إمكانية استبدال مادة الفارينة ذات السعيرات الحرارية المرتفعة بمواد أخرى غنية بالألياف. وشدد خوجة على ضرورة اختيار محلات تحترم شروط حفظ الصحة على مستوى صنع المواد وعرضها واستعمال علب تكون معقمة بالإضافة إلى احترام التباعد الجسدي، في حال اللجوء إلى شراء حلويات العيد من السوق، محذرا من المسالك التجارية الموازية التي لا تحترم إجراءات السلامة. ونبه خوجة إلى ضرورة عدم الإفراط في تناول الحلويات خلال فترة العيد خاصة إذا لم يتم صنعها بطريقة صحية أو تم شراؤها من المحلات، داعيا إلى عدم تجاوز قطعة واحدة في اليوم بالنسبة إلى الحلويات التي تحتوي على القطر وقطعتين أو ثلاث بالنسبة إلى الحلويات الخالية من القطر. ولفت إلى أنه من المستحسن تناول هذه الحلويات في الصباح حتى يتمكن الجسم من حرق السعيرات الحرارية طيلة بقية اليوم أو على الأقل تناولها مباشرة بعد تناول وجبتي الغداء والعشاء حتى يتمكن الجسم من امتصاص جميع الفيتامينات التي يستحقها من مختلف الأطعمة.

مشاركة :