تغلّب على الخوف من الآخر بعد رفع الحجر الصحي | | صحيفة العرب

  • 6/8/2020
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

الرباط - مع اقتراب رفع الحجر الصحي، انقسمت مشاعر المغاربة بين الرغبة والخوف من اللقاء داخل سياق يتميز ببقاء خطر انتشار كوفيد – 19 من جديد، ولتسليط الضوء على تدبير هذا الخوف. وأكد المحلل النفسي والكاتب المغربي جليل بناني لوكالة المغرب العربي للأنباء أن الخوف يسكن المواطنين منذ بداية الوباء، ومن ثم فإنه من الطبيعي الحديث عن حرب أو عدوّ خفي. ولا يتعلق الأمر بحرب حقيقية وبمقاتلين، فالهدف من استعمال لفظ ذي حمولة حربية هو دق ناقوس الخطر حول الفايروس ووضع وسائل الحماية. وتشتمل وسائل الحماية لمكافحة الجائحة على التدابير الوقائية واحترام التباعد الاجتماعي مع كل شخص خارج المنزل، وكل أجنبي عن مكان تواجدنا خلال الحجر الصحي، وأي شخص تم اللقاء به داخل الأماكن العمومية. وأوضح الخبير النفسي أنه “للتغلب على مسألة الخوف من الآخر، يتعين الانطلاق من القول إنه من الممكن أن نكون نحن هو ذلك الآخر بالنسبة لشخص آخر، وهو ما يربط بين الأشياء ويجنب الإسقاطات على هذا الشخص ، الذي يمكن اعتباره الحامل الوحيد لهذا الخطر”. وسائل الحماية لمكافحة الجائحة تشتمل على التدابير الوقائية واحترام التباعد الاجتماعي مع كل شخص خارج المنزل ويعتبر الخوف آلية للدفاع، على عكس الهلع الناجم عن مواجهة حدث عنيف وقاس مثل حادثة سير”. وأضاف بناني “في هذه الحالة يعلق كل شيء، وتفتقد الكلمات، ليأتي الخوف في ما بعد، متيحا الوقت أمام الإعداد والتعبير عن الإدراك”. كما أشار إلى أنه “عند احترام المسافات الضرورية، نستطيع تجاوز الخوف. ومن الممكن الحديث عن الخوف والتخلص منه، على عكس الهلع الذي يسكن الجسد”، منبها إلى أنه خلال هذه الظرفية الاستثنائية، يجب شرح الأمور للأطفال. وقال “في الحياة الطبيعية، يحب الطفل اللعب بالخوف، ويجد متعة في رواية القصص المخيفة، وهي طريقته في تدبير هذا الخوف، الأمر الذي يعتبر بنيويا بالنسبة له، ويتعين على الأبوين أو الشخص البالغ التحلي بالهدوء ورباطة الجأش أمام الطفل لطمأنته”. وخلال التعامل مع الأطفال الصغار، وخصوصا أولئك الذين لا يتجاوزون سبع سنوات، “من الممكن رواية قصص حول ذلك ‘الشرير’ الذي يمكن أن يكون هو الفايروس مثلا، أو إنجاز رسومات”، أما بالنسبة للأطفال فوق هذه السن، “يمكن تفسير الوضعية باستعمال كلمات مبسطة”. من انعكاسات كورونا على الحياة اليومية من انعكاسات كورونا على الحياة اليومية كما أنه يجب التفريق بين الخوف والفوبيا التي تعتبر علامة على وجود مرض أو خلل. وأوضح بناني “حينما ترتفع نسبة الهلع إلى درجة قصوى، يتركز هذا الهلع على شيء ما أو حيوان أو أمراض، أو الشارع في بعض الأحيان.. تسبب في ردود فعل من الذعر غير المتحكم فيه، ويفتعل كبتا نفسيا يمنع صاحبه من مواجهة الوضع المخيف”. ولفت بناني إلى أن الأشخاص الذين يعانون من رهاب أو خوف الخلاء والخروج إلى الفضاءات الكبيرة، وجدوا بعضا من الطمأنينة والراحة في الحجر الصحي، الذي يعطيهم الانطباع بأنهم في نفس حالة الأشخاص الآخرين، ويعطيهم نوعا من الأمن من خلال الامتناع عن الخروج، “وهذا هو السبب الكامن وراء تخوف هذه الفئة من الخروج من الحجر الصحي”. وأضاف “هنا أيضا، يتطلب الأمر منهم التكلم والتعبير، وعدم نسيان الأعراض التي كانوا مصابين بها قبل الجائحة، ومتابعة مكافحة هذه الأعراض كما كان الحال عليه من قبل”. وأكد “ويستطيعون أيضا مواصلة الدعم الطبي الذي كانوا يستفيدون منه سابقا، كما ينطبق هذا الأمر على الأشخاص الذين يعانون من الهلع والاضطرابات النفسية قبل الجائحة”.

مشاركة :