شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مساء أمس، محاضرة بعنوان حتى آخر طفل: استئصال شلل الأطفال التي ألقاها كل من عبد الله خليفة الغفلي مدير إدارة المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان، والدكتور إلياس داري منسق حالات الطوارئ في عمليات استئصال شلل الأطفال برعاية منظمة الصحة العالمية، وتوم روبرتس مخرج فيلم حتى آخر طفل وذلك بقصر سموه في البطين في أبوظبي. حضر المحاضرة سمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، وسمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي ولي عهد رأس الخيمة، وسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني نائب رئيس المجلس التنفيذي، وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، والشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، واللواء الركن طيار الشيخ أحمد بن طحنون بن محمد آل نهيان رئيس هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية، وعدد من كبار الشخصيات والوزراء وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى الدولة. وأعلنت إدارة المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان خلال المحاضرة عن النتائج النهائية لتنفيذ حملة الإمارات للتطعيم في مرحلتها الثانية التي تكللت بالنجاح في إعطاء 73 مليوناً و299 ألفاً و231 جرعة تطعيم لأطفال باكستان ضد شلل الأطفال خلال أشهر يناير، فبراير، مارس، إبريل ومايو، من عام 2015، حيث تأتي الحملة تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بتقديم المساعدات الإنسانية والتنموية ودعم القطاع الصحي وتعزيز برامجه الوقائية بجمهورية باكستان الإسلامية، وضمن مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لاستئصال مرض شلل الأطفال في العالم. وأعلن عبدالله خليفة الغفلي مدير المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان خلال المحاضرة عن النتائج الإجمالية لحملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال في باكستان، كاشفاً عن أن مجموع جرعات التطعيم ضد مرض شلل الأطفال التي قدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة لأبناء الشعب الباكستاني خلال المرحلتين الأولى والثانية من حملة الإمارات للتطعيم بلغ 86 مليوناً و582 ألفاً و932 جرعة تطعيم، حيث سبق أن نجحت حملة الإمارات للتطعيم في مرحلتها الأولى عام 2014 في إعطاء 13 مليوناً و283 ألفاً و701 جرعة تطعيم لأطفال باكستان، مؤكداً أن الحملة ساهمت الحملة في خفض الإصابة بشلل الأطفال بنسبة 71%، حيث تم تسجيل 25 إصابة بشلل الأطفال في باكستان هذا العام بعد أن كانت 82 إصابة في العام 2014. واستهدفت الحملة تطعيم أكثر من سبعة عشر مليون طفل باكستاني ضد مرض شلل الأطفال، تحت شعار الصحة للجميع.. مستقبل أفضل، حيث بدأ تنفيذ المرحلة الأولى منها في شهر يونيو/حزيران 2014 واختتمت المرحلة الثانية في شهر مايو/أيار من عام 2015. من جانبه، أعلن الياس داري أنه سيتم خلال أغسطس/آب المقبل استئصال شلل الأطفال من العالم، مشيداً بدعم الإمارات في القضاء على المرض عالمياً وتنفيذ حملة شاملة في باكستان. وأشار الغفلي إلى أن هذا النجاح يبرهن للعالم أن الجهود والمبادرات الإنسانية للدولة، بتوجيهات القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، فعالة ومتميزة في تحقيق أهدافها الإنسانية النبيلة وتعزيز تنمية صحة الإنسان والمجتمعات، كما يؤكد الدور القيادي لدولة الإمارات في مساعدة أبناء الشعوب الفقيرة والمحتاجة ودعم الجهود الدولية وبرامج هيئة الأمم المتحدة لوقاية المجتمعات من الأمراض والأوبئة والأزمات والكوارث وتأمين الحياة الكريمة للإنسان وحماية فئة الأطفال من التداعيات الصحية السلبية التي يعانونها في المناطق المنكوبة بالكوارث. وأكد أهمية مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لاستئصال مرض شلل الأطفال في أصعب وأكبر المناطق الحاضنة له في العالم، ومؤشرات النجاح الاستثنائي التي بدأت منذ المرحلة الأولى لإطلاقها وتواصلت في المرحلة الثانية تدل على مدى تقدير ومحبة أبناء الشعب الباكستاني وثقتهم الكبيرة بما تقدمة الإمارات والأيادي البيضاء للقيادة الرشيدة من جهود وأعمال إنسانية وتنموية خيرة لمصلحتهم. وأشار إلى الدور الاستثنائي والأهمية الخاصة التي قدمتها الدولة في دعم المبادرة العالمية التي أقرتها الجمعية العامة للصحة العالمية لاستئصال شلل الأطفال بنهاية عام 2018، ودعم خطة الطوارئ الوطنية التي أطلقتها الحكومة الباكستانية للقضاء على فيروس مرض شلل الأطفال. وقال أطلقت إدارة المشروع الإماراتي حملة إعلامية واسعة في باكستان شملت جميع وسائل الإعلام، كما قامت بالإشراف المباشر على متابعة تنفيذ الحملة ميدانياً في مختلف المدن والقرى وبجميع المراكز المخصصة للتطعيم. وأشاد مدير المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان بالجهود الميدانية لتنفيذ حملات التطعيم التي شاركت فيها فرق التطعيم الثابتة والمتنقلة وفرق التدقيق والمتابعة والإشراف، وتم خلالها استخدام خيارين لإيصال اللقاحات وتطعيم الأطفال، الأول من خلال فرق التطعيم الثابتة في المراكز الصحية، والثاني من خلال فرق التطعيم المتنقلة التي خصصت لتغطية المناطق والقرى، كما أشاد بالتنسيق والتعاون والجهد المشترك الذي بذلته قيادة الجيش الباكستاني ومنظمة اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة الباكستانية ووزارات الصحة في حكومات الأقاليم لتعزيز نجاح جهود الحملة. وقال الدكتور الياس داري قبل 30 عاماً كانت إصابات شلل الأطفال في 120 دولة ويومياً يصاب 1000 طفل بالمرض على مستوى العالم وفي العام 2013 تم تسجيل 365 إصابة بشلل ألأطفال بمعدل حالة واحدة يومياً، منها 304 إصابات في باكستان ما يبرر سبب تركيز حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في باكستان، مشيراً إلى أنه في العام الجاري تم تسجيل 25 إصابة عالمياً فقط منها 24 إصابة في باكستان. وأكد داري أن عدم تجاوب الأهالي مع فرق التطعيم ورفض تطعيم أطفالهم ليس موضوعاً إسلامياً لأن هذه المشكلة موجودة في الهند ونيجيريا وأمريكا وكندا، وتجربة الإمارات في باكستان ناجحة جداً لأن حملة التطعيم رافقها تنفيذ مشروع متكامل يوفر خدمات في شتى القطاعات ما ساعد المجتمع على التعاون في إنجاح حملة التطعيم. من جانبه، تحدث توم روبرتس عن تجربته في إخراج فيلم حتى آخر طفل موجهاً الشكر إلى إيميج نيشن في أبوظبي على الدعم الذي وفرته لإنتاج الفيلم، وقال خلال عمليات التصوير كنا نتقاسم الأحزان مع أهالي الأطفال المصابين بشلل الأطفال بالذات عندما يتم إبلاغهم من قبل الأطباء باكتشاف إصابة أطفالهم بالمرض. دعم استئصال الشلل كان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، قدم في وقت سابق مبلغ 440 مليون درهم إماراتي و120 مليون دولار أمريكي مساهمة من سموه في دعم الجهود العالمية لاستئصال مرض شلل الأطفال بحلول عام 2018 مع التركيز بشكل خاص على باكستان وأفغانستان. وتعد هذه المساهمة ثاني مساهمة يقدمها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لإيصال اللقاحات المنقذة للحياة إلى الأطفال في جميع أنحاء العالم، ففي عام 2011 أعلن سموه ومؤسسة بيل ومليندا غيتس عن شراكة استراتيجية تم خلالها تقديم مبلغ إجمالي قدره 100 مليون دولار أمريكي مناصفة بين الطرفين لشراء وإيصال اللقاحات الحيوية للأطفال في أفغانستان وباكستان. 163 مشروعاًب340 مليون دولار أطلق المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان بتوجيهات كريمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وبدعم ومتابعة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، في شهر يناير/كانون الثاني 2011 لتقديم الدعم والمساعدة لأبناء جمهورية باكستان الإسلامية ولتخفيف الآثار السلبية التي خلفتها كارثة الفيضانات الطبيعية عليهم وعلى مناطقهم. وقد تم منذ إطلاق المشروع وحتى اليوم تنفيذ 163 مشروعاً تنموياً وإنسانياً في جمهورية باكستان الإسلامية بتكلفة بلغت 340 مليون دولار أمريكي، ويمثل المشروع مرحلة جديدة من مراحل العطاء والتكاتف والتضامن مع الشعب الباكستاني الصديق، وبرؤية تتطلع للتخفيف من معاناتهم الإنسانية وتوفير سبل الحياة الكريمة لهم، كما يعتبر امتداداً لنهج ومسيرة المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في العطاء الإنساني. تحديات تنفيذ الحملات تحدث عبد الله خليفة الغفلي عن التحديات التي واجهت الفرق في تنفيذ حملة التطعيم قائلاً: إن من هذه التحديات التوترات الأمنية والعمليات العسكرية المتواصلة، وبخاصة في المناطق القبلية حيث تسببت بعدم توفر الأمن للعاملين في حملات التطعيم، كما منعت الوصول الآمن لأطفال لمراكز التطعيم، ومشكلة الهجمات الإرهابية وعمليات القتل والخطف التي تستهدف الأطباء والممرضين العاملين في تنفيذ حملات التطعيم من قبل العناصر الإرهابية ورجال العصابات، وكثرة النزوح للعائلات الباكستانية من مناطقهم أدت إلى فقدان التواصل معها من قبل فرق حملات التطعيم، كما ساهمت في نقل الفيروس من المناطق النشطة بالوباء إلى المناطق الخاملة. الكوادر المشاركة في التطعيم شارك في حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال في باكستان 3205 أطباء و12765 مراقباً و123487 فريق تطعيم و 21116 فرد أمن و2928 فريق إدارة وتنسيق، وبلغ عدد الحملات التطعيمية التي نفذت 798 حملة، ونسبة معدل النجاح في إعطاء جرعة التطعيم بلغت: 98.7%، ونسبة عدد الممتنعين عن قبول جرعة التطعيم بلغت: 0.2%، ونسبة عدد الذين لم يتم التوصل إليهم وإعطائهم جرعة التطعيم بلغت: 1.1%. كتاب توثيقي للحملة أصدت إدارة المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان كتاباً توثيقياً عن حملة الإمارات للتطعيم في مرحلتيها الأولى والثانية، ويحتوي الكتاب على نبذة عن الحملة وأهميتها، والتعريف بمبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لاستئصال مرض شلل الأطفال في العالم، إضافة إلى بيانات ونتائج مراحل الحملة، وخرائط الأقاليم والمناطق التي نفذت فيها، كما تمت الإشارة إلى إنجازات الدولة التنموية للشعب الباكستاني في مجال الصحة والمساعدات الغذائية. أفلام وثائقية وصور تم خلال المحاضرة عرض عدد من الأفلام التسجيلية والوثائقية التي تظهر الجهود التي بذلتها فرق التطعيم في الوصول إلى الأطفال المستهدفين، كما تظهر حجم معاناة الأسر عند إبلاغها من قبل الأطفال بإصابة أطفالها بشلل الأطفال، والصعوبات التي تواجهها فرق التطعيم عند رفض الأهالي تطعيم أطفالهم ضد شلل الأطفال.
مشاركة :