يعد “الكعك و الفسيخ ” من أبرز طقوس مائدة عيد الفطر السعيد في قطاع غزة، فلا تحلو بداية العيد دون أكل الفسيخ وكذلك السمك المدخن و الذى يعرف باسم ” الرنجة ” بعد أداء صلاة العيد مباشرة في ساعات الصباح الباكر. ولا يخلو البيت الفلسطيني من هذه الطقوس و التي تدخل الفرحة و البهجة على الجميع لاسيما الأطفال منهم، و هم يشاركون ذويهم في تحضير و صناعة” الكعك” . كعك وقهوة وحول طقوس تحضير الكعك، تقول السيدة الستينية سمية أبو سمرة، والذى اتخذت من صناعة الكعك مهنة لها لمساعدة أسرتها “نقوم بعمل الكعك والمعمول للعيد، ونأمل أن يكون هذا العيد خير وسعادة عل كل أهل قطاع غزة، الذين يعيشون ظروفا صعبة في هذه الفترة بسبب الكورونا والحصار”. تأمل سمية، خلال حديثها لموقع قناة الغد، بأن يتحسن الوضع للأفضل، بعد أن تأثر الطلب على الكعك والمعمول وكذلك أنواع أخرى من المأكولات التي أنتجتها مقارنة بالأعوام السابقة، موضحة، أن العام الماضي كان هناك طلب كبير على ” الكعك والمعمول” ، خلال عيد الفطر، كونه من الأطباق الرئيسية على مائدة الأسرة الفلسطينية في قطاع غزة ويقدم مع القهوة أو الشاي للضيوف. ويعد الكعك أحد حلويات العيد، ويعتبر من الحلويات العربية والشرقية الأصيلة، واشتهر كعك العيد الفلسطيني في بلاد الشام والشرق الأوسط، حيث يتميز بطعمه الشهي، وعادةً ما يكون الكعك الفلسطيني على شكل أساور أو حلقات. الرنجة المصرية ومن طقوس العيد على مائدة الأسر في قطاع غزة ” السمك المدخن”، والذى يعد طبقا رئيسيا، يحبه الصغار والكبار، ويقول الشاب العشريني جمال إن وجبته المفضلة في صباح العيد هي “الرنجة”، فلها مذاق خاص ونكهة مميزة خاصة في العيد، على الرغم من توفرها طوال العام. فصناعة ” السمك المدخن” وكذلك الفسيح له طرق خاصة وفق ما قاله علاء الرحال (40 عاما)، والذى كان يقف وسط مجموعة من العاملين معه وهم يجهزون أسماك “الرنجة” استعدادا لعيد الفطر، فمجموعة تقوم بالتنظيف وأخرى تعلق السمك استعداد لتدخينه ومن ثم تجهيزه للسوق. ويقول علاء في حديث لموقع قناة الغد، “نحضر أسماك مكاريه وسردينة من أجل صناعة السمك المدخن (الرنجة)، كما نقوم بصناعة السمك المدخن الذي يعرف باسم (الرنجة المصرية) التي يكون لها رأس وغير مقطوعة، وأنواع أخرى مثل الجرع والبوري وكذلك سردينة صغيرة وكبيرة لصناعة الفسيخ المملح”، ويتم تخزين الفسيخ (الكبس) قبل شهر على الأقل حتى يأخذ طعمه المالح ويكون جاهز للأكل. متابعا حديثه، ونحن نستقبل عيد الفطر، يكون هناك طلب كبير على السمك، وهذا من تراث الأجداد وهي طقوس فلسطينية يشتهر بها أهل قطاع غزة، ورغم الظروف الاقتصادية الصعبة وأوضاع فيروس كورونا، إلا أن هناك إقبال كبير من المواطنين على شرائها، وهي تكون ما بين 15 – 22 شيكل للكيلو الواحد حسب النوعية. والفسيخ هو نوع من الأسماك يتم تجفيفه ووضعه في ملح خشن لـ 15 يوما أو أكثر حتى يكتسب لونا ورائحة مميزة، وكان أول من تناوله الفراعنة المصريين، حيث يقدم مع صلصة الطماطم المقلية وشرائح البصل، كما يتم تناوله في بعض الدّول العربية وخاصة فلسطين في أول أيام عيد الفطر.
مشاركة :