مع انتهاء شهر رمضان الكريم، تنطلق تكبيرات العيد من حناجر المصلين، لتعلن عن صباح أول يوم لعيد الفطر المبارك، حيث يبدأ المصريون أول أيام العيد بتناول إفطارهم المكون من الكعك، الذي تحرص كل الأسر على شرائه كمظهر لاحتفالات العيد، وتضع الأسر أيضاً الفسيخ والرنجة والملوحة على قائمة اهتماماتها أول يوم عيد الفطر المبارك. وبعد صيام شهر رمضان الكريم يحرص كل المصريين على تناول الأطعمة التي حرموا منها خلال الشهر الكريم، ومنها الفسيخ والرنجة، لأنها تسبب العطش الشديد، لكنهم يشترونها ليسعدوا عائلتهم بها، وكعادة احتفالية مصرية منذ عهد الفراعنة وحتى الآن. وفي الأيام الأخيرة من شهر رمضان تجد طوابير طويلة من الناس تقف أمام محلات الفسيخ الشهيرة في مختلف أحياء القاهرة والمدن المصرية الكبرى، لشراء “فسيخ العيد” أو الرنجة أو الملوحة، رغم ارتفاع ثمنه، إلا أنهم اعتادوا عليه ولا يستطيعون تغييره. ومع بدء العد التنازلي لتوديع شهر رمضان تستعد مدينة نبروه الواقعة بمحافظة الدقهلية شمال مصر والملقبة بعاصمة الفسيخ لاستقبال عيد الفطر المبارك، بعد أن شهدت المدينة فترة من الراحة أو الإجازة الإجبارية، بدأت مع حلول شهر رمضان، لامتناع الموطنون عن شراء وتناول الفسيخ، وتمثل المدينة قبلة للمصريين من شتى المحافظات مع حلول العيد، حيث يتوافد المواطنون على المدينة لشراء الفسيخ وتعويض فترة الانقطاع. وتشهد مدينة نبروه في الأيام الأخيرة من شهر رمضان توافد مواطنين من محافظات أخرى، بعد أن استطاعت أن تحصد لقب «عاصمة الفسيخ» بجدارة وتفوز بالريادة في صناعة هذا النوع من الأسماك المملحة، حيث يوجد بها 40 مصنعا وآلاف العمال. من جانبه أكد إبراهيم شاهين صاحب أحد محلات الفسيخ الشهيرة بحي السيدة زينب بالقاهرة، أن عيد الفطر هو موسم شراء بالنسبة لنا، لأن الفسيخ أول يوم العيد هو عادة مصرية، وبالرغم من ارتفاع أسعاره إلا أنه أساسي على المائدة، حيث يصل سعره إلى 100 جنيه، والرنجة إلى نحو 30-35 جنيهاً، والملوحة بـ80 جنيهاً. وأكد شاهين أن الفسيخ لا بد وأن يكون مراعياً للمواصفات الصحية، حتى لا يسبب التسمم، ناصحاً كل المصريين بأن يشتروه من مكان موثوق به، وليس من أي مكان أو من الباعة المتجولين، لأنه قد يضر صحتهم. وأشار إلى أنهم يجرون اختبارات على الفسيخ بشكل دوري، حيث يتابعون عملية التخزين أولاً بأول، ويتم استبعاد أي فسيخ تالف، كما أن هناك رقابة دورية من وزارة الصحة والطب البيطري والتموين خاصة في المواسم، مضيفاً أن المستهلك عليه أن يختار المكان الجيد ليشتري منه. وأضاف أن سمك الرنجة يتم استيراده من هولندا، ثم يتم تصنيعه في مصر في مصانع إنتاج الرنجة المدخنة، وبالنسبة للملوحة، يتم الحصول عليها من بحيرة أسوان وتكون جاهزة للصنع، ويتم تمليحها ووضعها في صناديق خشب، وتحفظ في مكان بارد.;
مشاركة :