كتب - نشأت أمين : أكد فضيلة الداعية د . سلمان العودة أن هناك الكثير من العادات التي يقوم بها الإنسان بشكل تلقائي ودون تفكير مؤكداً أن هذه قضية ضارة للغاية وحذر في هذا السياق من إدمان شبكات التواصل الاجتماعي، وقال إنها تجعل الإنسان محصوراً داخل غرفة. وقال د. سلمان العودة في محاضرة " زنزانة " التي ألقاها ضمن فعاليات مهرجان بشائر الرحمة الرمضاني الذي تنظمه مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية راف إنه يقصد " بالزنزانة " أن ينغلق الإنسان نفسه ويكون محصوراً داخل غرفة حديدية يبنيها على نفسه وهي غرفة العادات.. مشدداً على أن العادات هي أخطر شيء في الحياة. ولفت إلى خطورة العادات وقال إنها تذهب جمال الأشياء وتورث نوعاً من السلوك السلبي مثل رؤية الجثث والقتل الذي يتم كل يوم وننظر إليه باعتباره شيئاً عادياً لا نقف عنده . وقال إن مشاهدة الموت والقتل يميت عندنا القلوب .. ودعا في هذه الأثناء إلى تعويد النفس على العادات الحسنة والإيجابية. تدبر القراءة وأضاف العودة " إن الكثيرين منا يقرأون القرآن الكريم في رمضان وفي غيره ولكن المشكلة أننا لا نتدبر القراءة لأننا تعودنا أن نقرأه دون تدبر " .. وقال إن الكثيرين يقرأون من أجل الأجر ولكن القرآن لم ينزل من أجل الأجر فقط ولكن نزل حتى نتدبر آياته ومن أجل صياغة قلوبنا روحانية عالية وهو كلام الله لذلك يجب أن نقرأه قراءة تدبر ومعرفة .. وأشار إلى قصة سحرة فرعون المعروفة .. وقال إن الإيمان الذي نزل عليهم فجأة خلق فيهم إرادة " إنا إلى ربنا لمنقلبون " إلى قالوا فاقضي ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا ولايهمهم ما يفعل بهم فرعون. وقال في هذه الأثناء إن تقريب الخيال مهم جداً لتدبر القرآن الكريم ودعا إلى تحويل قرءاة القرآن من قراءة عادية إلى قراءة تدبرية روحانية .. ولفت إلى العادة في قراءة القرآن في النوافل من الصلوات إذ يكتفي الإنسان بقراءة قصار السور فيقرأها بسرعة دون تدبر لمعناها وذلك بفعل العادة اليومية .. وقال إن الإنسان المسلم عليه أن يقرأ سوراً مختلفة حتى يتمكن من تدبر القرآن الكريم. سماع القرآن وحث المحاضر على سماع القرآن باستمرار .. وأشار في هذا المنحى إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم إلى عبد الله بن مسعود حينما طلب منه النبي صلى الله عليه وسلم أن يقرأ عليه القرآن الكريم فقال له عبد الله بن مسعود يا رسول الله أأقرأ عليك وعليك أنزل فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : "أحب أن أسمعه من غيري". وقال د. سلمان العودة إننا إذا لم نتأثر بالقرآن الكريم ولم ينزل منا الدمع حتى ولو مثل رأس الذباب فإنه علينا أن نراجع قراءتنا للقرآن الكريم. ودعا إلى سماع القراء الآخرين المشاهير مؤكداً أن سماعهم يرسخ القرآن في الذاكرة ولن ينسى مهما كانت مشغوليات الحياة . وشدد على أن تكون قراءة القرآن عبادة وليس عادة وإن كانت عادة فلابد من تحويلها إلى عبادة . وتحدث عن موضوع الخشوع في الصلاة وهو موضوع يشغل بال كل الناس وقال إنه ليس هناك قاعدة معينة يتبعها الجميع ولكن القاعدة هو أن نجاهد أنفسنا في الركوع والقيام والسجود حتى يكون الخشوع عندنا عادة حتى أن الإنسان لو صلى بدون خشوع يحس بألم ولذلك الرسول صلى الله عليه وسلم لما سها في صلاة الظهر وسلم في ركعتين قام إلى خشبة معروضة في المسجد فاتكأ عليها كأنه غضبان وشبك بين أصابعه وهذه العادة ما يفعلها إلا إنسان حزين فجاءه رجل من الصحابة وسأله يا رسول الله " أقصرت الصلاة أم نسيت ؟ قال صلى الله عليه وسلم بل نسيت فقام وأكمل الركعتين وهكذا أصبح الخشوع وحضور القلب والاستمتاع بالصلاة عادة عنده صلى الله عليه وسلم . ملكوت الله وقال إن الناس صاروا أقل تدبراً في ملكوت الله الذي يرونه اليوم بكل الوسائل .. وعزا عدم التدبر في الملكوت إلى العادة لأنهم يرون المخلوقات كل يوم أمامهم ولم يفكروا في خلقها.. وبين كيف أن عادة التعامل مع مخلوقات الله يمكن أن تكون تدبراً . ودعا إلى الاستمتاع بالموجودات من حولنا لأنها ما خلقت إلا لنا فالاستمتاع بها يشعرنا بوجودها وبالتالي تنتفي هنا العادة .. وقال إن استحضار الأشياء التي لا يحصل عليها الآخرون يجعل لها معنى .. وأضاف " إن في مقدور الإنسان أن يجعل قيمة للأشياء التافهة التي تعود التعامل معها " وقال إنه من المهم أن لا تحول حياتك إلى رتابة وإلى عادات وإلى أمور نفعلها من غير نفس.. وحذر من الكآبة التي تجعل الناس لا يستمتعون بالحياة لأن عدم المتعة بها يجعلها رتيبة لا قيمة لها .. وقال إنه المهم أن نصنع الابتسامة "وتبسمك في وجه أخيك صدقة". وحكى قصة رجل حفر في الصخر حتى 20 عاماً حتى يفتح شارع لأهل قريته وكان الناس يسخرون منه ولكن بعد الـ 20 عاماً فتح نفقاً في الصخر مشى منه أهل قريته الذين كانوا يسخرون منه وأثبت لهم أن الإرادة تهد الجبال.
مشاركة :