المسلمون بحاجة إلى سماع القرآن وتدبر آياته

  • 6/10/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

قال د. عيسى يحيى شريف إن أحوج ما يحتاجه المسلمون أن يستمعوا وينصتوا حين يتلى القرآن الكريم لا سيما والأمة الإسلامية تعيش أجواء إيمانية في (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان). وأشار في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بمسجد علي بن أبي طالب بالوكرة إلى أن مجتمعنا المسلم في أمس الحاجة إلى الاستماع للقرآن الكريم لافتا إلى أنه قد تلوث كثير من المفاهيم والعقول والأفكار بأسباب وأخرى من الشبهات التي يبثها أعداء الإسلام مما تسبب في صرف كثير من المسلمين عن الاستماع للقرآن والإنصات له وتدبر معانيه. وأضاف: لا توجد وقاية من تلك الشبهات ولا علاج لمن ابتلي بأفكار منحرفة إلا بالعودة إلى القرآن بآذان صاغية وقلوب واعية، مؤكدا أن الاستماع للقرآن الكريم فيه تزكية للنفوس وانشراح للصدور واطمئنان للقلوب وحفظ للعقول وتنقية للأفكار. عظمة الاستماع وأوضح أن عظمة الاستماع للقرآن تعرف إذا علمنا أن الله تبارك وتعالى الذي تكلم بالقرآن يحب استماعه، فقد روى الشيخان البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ( ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به) ومعنى أذن أي استمع، والمعنى ما استمع الله لشيء أعظم وأجل وأحب وأعلى من استماعه لنبي يقرأ القرآن يجهر به. ونوه إلى إن تلاوة واستماع القرآن عبادة عظيمة، حيث ترتوي به قلوبُ الحائرين فتهدي، وتنتعشُ به عقولُ الصالحين فتتألَّق، وتكتحلُ به عيونُ الذاكرين فتبصر الحقَّ المبين، وتستمع إليه آذانُ المخلصين فتخشع لربِّها، وتعمل لدينها، وتستقيم أخلاقها وتصلح في أعمالها ومعاملاتها. وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب الاستماع للقرآن كما حث المسلمين على سماعه لافتا إلى أنه صلى الله عليه وسلم طلب من الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن يقرأ وهو يستمع إليه، مستشهدا بما روى البخاري ومسلم من أن عبد الله بن مسعود قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقرأ عليَّ القرآن قلت: أأقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: إن أحب أن أسمعه من غيري، فقرأ (ابن مسعود)حتى بلغ قول الله تعالى: ( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً) قال: فأبصرته وعينه تذرفان) أي خشية وبكاء . مزامير داود ونوه إلى أنه صلى الله عليه وسلم كان يخرج من بيته ليستمع إلى القراء وهم يتلون القرآن في صلاة الليل، وقال لأبي موسى لو رأيتني وأنا أستمع لقرائتك القرآن لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داوود) وأضاف: هكذا كان صحابة النبي صلى الله عليه وسلم يجدون سماع القرآن من أحب الأمور إليهم، ولفت إلى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج ذات مرة فاستمع لقارئ وهو يقرأ (والطور وكتاب مسطور) ....حتى بلغ قوله تعالى (إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع ) فتأثر بذلك حتى عاده الناس وظنوا أنه مرض من شدة تأثره بسماع القرآن. وقال: جاء أحد الجهلاء المعتدين إلى عمر رضي الله عنه وأساء إليه إساءة كبيرة حتى هم عمر أن ينتقم فقال له أحد الصحابة ألم تسمع قول الله (خذ العفو وأمُر بالعرف وأعرض عن الجاهلين) قالوا والله ما تجاوزها عمر حين سمعها وكان وقافاً عند كتاب الله تعالى. سلطان القلوب وأشار إلى أن لسماعِ القرآن سلطان للقلوب، وسِحْرٌ للنفوس، وإرشادٌ للعقول، ولذَّة للأرواح، لا تُغَالب ولا تُقَاوم؛ فربما أثر على المشرك إن أصغى إليه وأنصت واستمع قال الله تعالى: (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله، ولهذا تواصى الكفَّار بتحذير أتباعهم من سماع القرآن؛ لِمَا يعلمون من صِدْقِه وسلطانه على العقول والقلوب؛ حيث حَكَى القرآنُ عنهم فقال: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآَنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ﴾. وأضاف: ما بال كثير من المسلمين لا يسمعون، وإذا سمعوا لا يتدبَّرون، وإذا تدبَّروا لا يعملون، وإذا عملوا لا يُخْلِصون - إلاَّ مَن رَحِمَ ربي وعَصَمَ - وهم أتْقَى عباده وأحْرصهم على الامْتِثال لكتابه، والعيش في رحابه، والتقرُّب إلى جنابه، فلسماع القرآن الكريم مذاقٌ لا يعرفه إلا مَن ذَاقَه؛ قال الله تعالى: (كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلاً) (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيراً).

مشاركة :