تاريخ طويل من التبادل الثقافي بين الشرق والغرب

  • 5/24/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة: «الخليج»كان من نتائج الحرب العالمية الأولى أن تفتح الوعي القومي في الشرق الأدنى، ونشطت حركات التحرير في بلاده، وقد نبّه هذا نظر كتاب الغرب فبدأوا يتطلعون إلى هذا الجزء من العالم، يحللون مجتمعه، ويناقشون مشاكله، وظهر عدد وفير من الكتب في اللغات الأوروبية عالج بعضها الإقليم كوحدة متكاملة. ولم يمض عقدان من الزمان حتى أشعلت الأطماع حرباً أخرى قاست منها الإنسانية الشيء الكثير، وكان للشرق الأدنى دوره فيها، حتى لقد تقرر مصير هذه الحرب في أراضيه، يوم أن رجحت كفة الحلفاء في معركة العلمين، وتجدد الاهتمام مرة أخرى بهذه المنطقة الحساسة من العالم، وبدأت أقلام كتّاب الغرب تناولها من جديد.ونَحَت الجامعات الأمريكية منحى خاصاً في هذا الموضوع، فهي تعقد الندوات والمؤتمرات تدعو إليها المختصين في شؤون الشرق المختلفة، للحديث والمناقشة، ثم تصدر أبحاثهم ومناقشاتهم في كتب تعالج شتى النواحي والموضوعات، ومن هذه الكتب «الشرق الأدنى مجتمعه وثقافته»، الذي جمع فيه مؤلفه «كويلر ينج» عدداً من البحوث، التي ألقيت في المؤتمر، الذي عقدته جامعة برنستون للاحتفال بعيدها المئوي الثاني، وخصصته لدراسة الشؤون الثقافية والاجتماعية للشرق الأدنى.يقدم المؤلف في الفصل الأول من كتابه مقدمة شاملة تتناول ما جمع من أبحاث بالدراسة والتحليل، وكان «كويلر ينج»، موفّقاً إلى حد كبير في إعطاء صورة واضحة عن النواحي التي عالجها الكتاب، وطريقة البحث التي اتبعها هو والمشتركون فيه.اتصال الشرق بالغرب، وتبادل التأثير بينهما هو محور هذا الكتاب الذي ترجمه إلى العربية عبد الرحمن أيوب، ويستعرض الكتاب بمنظوره التاريخي تلك العلاقة التفاعلية بين الحضارات بين هذين الجانبين من العالم بسلبياتها وإيجابياتها، وقد مرت تلك العلاقة بطورين، أولهما كانت فيه للشرق الريادة والقدرة على التأثير في الغرب، وفي ثانيهما انعكست الآية، وأخذ الشرق دور المتلقي من الغرب.ينقسم الكتاب إلى جزأين في أولهما يعرض للفن الإسلامي والآثار الإسلامية والأدب الإسلامي العربي والعلوم وغيرها من مظاهر الحضارة العربية الإسلامية، ثم ينتقل إلى الجزء الثاني ليتحدث عن التقاء الشرق بالغرب، ويناقش فيه قضية تفاعل الفكر الإسلامي بالفكر الغربي في العصر الحديث.

مشاركة :