«كــورونا».. جدل محتدم حول المنشأ وجهود الاحتواء

  • 5/24/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

إعداد: خنساء الزبير تبدو قصة أصل الفيروس التاجي ثابتة بشكل جيد في ذهن العامة، وهي أنه في أواخر عام 2019 أصيب شخص في سوق للمأكولات البحرية المشهور عالمياً في ووهان بفيروس انتقل إليه من حيوان. ما لبث أن تطور السيناريو إلى جائحة خارجة عن السيطرة ألقت بظلالها على جميع مناحي الحياة. توجد شكوك على الرغم من ذلك حول المنشأ الأصلي للفيروس، والذي يحاول العلماء جاهدين كشفه بعد أن اختلفت الروايات والرواة؛ فالبعض اكتفى بأن النشأة الأولى كانت داخل الخفافيش إلى أن قام الإنسان باقتحام بيئاتها الطبيعية، وتغوّل على أوكارها؛ فناله منها العدوى الفيروسية. يعتقد البعض الآخر- بل ويصرح - بأن الفيروس المستجد تسرب من أحد المختبرات العلمية بمدينة ووهان، وهي الرواية التي لاقت رواجاً كبيراً.لا تُعد الأوبئة الفيروسية جديدة في تاريخ البشرية؛ حيث تنتشر عدة فيروسات كل عام بين البشر، متسببة في تفشي الأمراض والوفيات الموسمية، مثل: الإنفلونزا الموسمية. يرى العلماء أن معرفة مصدر فيروس كورونا المستجد لا يقل أهمية عن معرفة الدواء، ويرى العامة أن إنقاذ البشرية ووقف نزيف الأرواح هو الهدف الأهم؛ وذلك بالفعل ما يجري حالياً بنشاط كبير أشبه بالسباق. أسفرت الجهود العلمية عن عقاقير ولقاحات مرشحة بقوة لعلاج كوفيد-19 وربما الوقاية منه، ووصل بعضها إلى مرحلة التجارب السريرية؛ وحملت الأنباء بشرى ترخيص عقار للاستخدام لذلك الغرض. آراء علمية يرجح البروفيسور ستيفن تورنر، رئيس قسم علم الأحياء الدقيقة بجامعة موناش في ملبورن، أن الفيروس نشأ في الخفافيش، ويقول: إن الفيروسات من هذا النوع تنتشر طوال الوقت في المملكة الحيوانية. يضيف قائلاً: إن حقيقة إصابة أحد النمور في حديقة حيوانات نيويورك بذلك الفيروس، تظهر كيف يمكن للفيروسات الانتقال بين الأنواع المختلفة؛ لذلك فإن معرفة مدى الأنواع التي يمكن أن يصيبها هذا الفيروس أمر مهم؛ لأنه يساعد في تضييق نطاق مصدره.يعتقد العلماء أنه من المرجح بدرجة كبيرة أن الفيروس جاء من الخفافيش؛ لكنه مر أولاً من خلال حيوان وسيط بذات الطريقة التي انتقل بها الفيروس التاجي المسبب لمرض السارس، والذي انتقل من خفافيش حدوة الحصان إلى قط الزباد قبل انتقاله للإنسان. تتجه آراء علمية إلى أن الحيوان المعروف باسم آكل النمل (البانجولين) متورط كمضيف وسيط بين الخفافيش والبشر؛ ويُعد من أكثر الثدييات المتداولة بشكل غير قانوني في العالم، ويكون الطلب عليها؛ بسبب لحومها ولخصائص علاجية مزعومة.قام العلماء بتحليل النموذج الجيني النتوءات البروتينية الموجودة بسطح فيروس كورونا المستجد التي يستخدمها للإمساك بالخلية (البشرية أو الحيوانية) والتغلغل داخلها بعد عبور الغشاء المحيط بها. تم التركيز على سمتين مهمتين لذلك البروتين، وهما مجال الارتباط بالمستقبلات، وهو نوع من الخطاف الذي يمسك بواسطته بالخلية المضيفة؛ والآخر موقع الانقسام وهو عبارة عن جزيء شبيه بفتاحة المعلبات، يسمح للفيروس بعمل شق للدخول عبره إلى الخلية. تبين أن مجال الارتباط بالمستقبلات في فيروس السارس قد تطور ليستهدف بشكل فاعل سمة جزيئية على السطح الخارجي للخلايا البشرية تسمى «الإنزيم محول أنجيوتنسين-2»، وهو مستقبل يشارك في تنظيم ضغط الدم. استنتج العلماء أن ذلك التطور نتيجة الانتقاء الطبيعي وليس نتاج الهندسة الوراثية ما يشير إلى استبعاد الشبهة عن مختبر ووهان. تأثير الطقس أفادت دراسة جديدة أن درجة الحرارة تلعب دوراً مهماً في نمو جائحة كوفيد-19؛ فقد كانت هناك أدلة محدودة على أن الفيروس المسؤول عن وباء السارس يفقد استقراره وشدة شراسته في المناطق الاستوائية التي ترتفع فيها درجات الحرارة والرطوبة.درس الباحثون دور العديد من الظروف البيئية، منها درجة الحرارة وهطول الأمطار وسرعة الرياح والغطاء السحابي؛ ووجدوا أن التغيرات في درجات الحرارة له تأثير في معدل الإصابة بكوفيد-19؛ حيث يؤثر فيها بمعدل 13-16 حالة في اليوم لكل ارتفاع في درجة الحرارة بمقدار درجة مئوية.ذكرت دراسة سابقة لأول مرة أن فيروس السارس، يصبح غير نشط في درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية؛ وبالمثل تشير الدراسات الحديثة إلى أن الفيروس ينتشر في المناخات الباردة بين خطي العرض 30-50 درجة شمالاً عند درجات حرارة تراوح بين 5 درجات مئوية و11 درجة مئوية، وليس في المناطق الاستوائية أو القاحلة.خرج الباحثون بعدة ملاحظات أخرى منها: أن درجة الحرارة عندما تكون أقل من صفر درجة مئوية، يكون معدل نمو الوباء ثابتاً ولكنه يبدأ في الانخفاض عند درجات حرارة أعلى من ذلك.يفترض الباحثون أن جميع البلدان التي عانت معدلات إصابة كبيرة، ولا سيما الولايات المتحدة وإيطاليا وإسبانيا والصين، أظهرت درجة حرارة تقل عن 15 درجة مئوية. كانت الدول التي أبلغت عن انخفاض في عدد الوفيات مثل الهند وإفريقيا وأستراليا، بها درجات حرارة أعلى من 15 درجة مئوية. يبدو أن ماليزيا وإندونيسيا وأستراليا كانت استثناءات، وافترضت الدراسة أن ذلك يمكن أن يكون بسبب اختلاف الارتفاع أو التغيرات الموسمية بتلك المواقع الجغرافية. كما أشارت الدراسة إلى أن البلدان المجاورة للمناطق التي تتلقى هطولاً منخفضاً (أقل من 400 مم) وسرعة الرياح العالية (10-12 م/ ث) كانت أكثر عرضة للفيروس. ظهر من ناحية أخرى أن البلدان المتأثرة كان لديها غطاء سحابي ما بين 70% - 80% أثناء فترة الدراسة. مراقبة المياه طور العلماء منهجية جديدة لتتبع فيروس كورونا من خلال أنظمة الصرف الصحي ومياه المجاري، والتي يمكن استخدامها لتتبع التفشي الحالي والمستقبلي للفيروس التاجي. يمكن أن يوفر تتبع مياه الصرف الصحي تقديرات أفضل لمدى انتشار الفيروس لتحديد مدى إصابة المصابين بالعدوى ولم يتم فحصهم ولا تظهر لديهم الأعراض. يمكن للفيروسات التاجية السابقة، مثل المسببة للسارس، أن تعيش فقط تحت 20 درجة مئوية لفترات طويلة في مياه الصرف الصحي. يقول الباحثون: إن تلك الفيروسات في حالة أنها ما تزال معدية فقد يكون عمال صيانة الصرف الصحي من الناقلين الإضافيين الذين يسهمون في زيادة انتشار الفيروس، كما أن بعض سكان العالم من المعرضين للتماس مع مياه الصرف الصحي غير المعالجة ما يزيد خطر الانتشار. يُعد فحص أنظمة المياه ممارسة روتينية للبلديات؛ لذا يمكن أن توفر هذه العملية بيانات قيّمة يمكن أن تمنع النقل وإنقاذ الأرواح. مخاوف علاجية تخوف بعض الباحثين من أن يؤدي استخدام نوعين من عقاقير علاج ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب إلى تفاقم أعراض كوفيد-19. يستند هذا على بيانات من دراسات على الحيوانات والتي تظهر أنهما يعززان التعبير عن الإنزيم المحول للأنجيوتنسين-2، وهو المستقبل الفيروسي بالخلية البشرية.أفادت دراسة جديدة نشرت بمجلة «أمراض القلب» أنه لا يوجد ارتباط بين استخدام العقاقير الشائعة لعلاج ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، والنتائج الإيجابية لفحص كوفيد-19. يدعم ذلك النصائح الطبية الحالية التي تدعو إلى مواصلة استخدام هذه الأدوية كما هو موصوف للمرضى بغض النظر عن الوباء.بحثت الدراسة الحالية من نظام كليفلاند كلينك الصحي في آثار مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين-2 وحاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين، على نتائج اختبارات كوفيد-19، وكذلك شدة المرض والنتائج السريرية. لم تجد الدراسة أي ارتباط كبير بين استخدام تلك العقاقير وإيجابية نتائج الفحص. دواء القطط حدد باحثون في جامعة ألبرتا مثبطات فيروسية يقولون: إنها مرشحة بقوة لعلاج مرض كوفيد-19 الناجم عن الفيروس التاجي المستجد؛ ويرون بأن مثبط البروتياز القائم على ثنائي الببتيد ونظيره، يجب تقديمه بسرعة للاختبار في التجارب السريرية كعلاج للمرض. يقوم الفيروس بمجرد دخوله إلى الخلية الجسدية باستخدام آلية الخلية لإنتاج البروتينات الفيروسية المتعددة، والتي يتم بعد ذلك شقها بواسطة البروتياز لتوليد المزيد من البروتينات المطلوبة للتكاثر الفيروسي. يُعد البروتيز الرئيسي في الفيروس هدفاً دوائياً قابلاً للتطبيق لتطوير العلاج المضاد للفيروسات؛ بسبب دوره الأساسي في تقطيع البروتينات.طور الباحثون بالفعل أنواعاً مختلفة من مثبطات ذلك البروتين الرئيسي بالفيروس التاجي، تم استخدام أحدها لعلاج القطط المصابة بالتهاب الصفاق المعدي السنوري، وهي عدوى قاتلة تسببها الفيروسات التاجية. رمزيفير والكلوروكين شهد الأسبوع الماضي ثلاث دراسات ذات نتائج متناقضة على ما يبدو حول الأدوية المضادة للفيروسات؛ ففي 28 مارس/آذار الماضي أعطت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الإذن للأطباء باستخدام كبريتات هيدروكسي كلوروكوين ومنتجات فوسفات الكلوروكوين لعلاج المرض لدى المراهقين والبالغين في الحالات التي لم تكن فيها التجارب السريرية خياراً. أظهرت متابعة المرضى بعد ذلك تعرض بعضهم لمشاكل عدم انتظام ضربات القلب نتيجة استخدام الدواء ما جعل التركيز يتجه للعقار «رمزيفير».يقول الباحثون: إن هذا الدواء كان فاعلاً ضد أنواع متعددة من الفيروسات التاجية في الخلايا المخبرية وفي نموذج الفئران المصابة بالسارس، ولم يبد أنه سام. نظراً لنشاطها الواسع، يمكن نشر هذه الأدوية المضادة للفيروسات؛ لمنع انتشار تفشي الفيروسات التاجية في المستقبل، بغض النظر عن الفيروس المحدد الذي سوف يظهر. يقول بعض الباحثين: إن ذلك العقار ليس شافياً من المرض؛ ولكنه ساعد في تسريع تعافي المرضى. لقاح إيطالي يتسابق العلماء لتطوير علاجات ولقاحات لمكافحة كورونا، وتبشر العديد من التجارب الجارية بإمكانية تحقيق ذلك، في محاربة الفيروس التاجي الجديد. أعلن باحثون إيطاليون بأنهم توصلوا إلى تركيبة لقاح يمكنه تحييد شدة متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد في الخلايا الحيوانية.أجرى باحثون بشركة للتكنولوجيا الحيوية مقرها في روما، اختبارات بأحد مستشفيات المدينة المتخصصة في الأمراض المعدية. كانت نتائج هذه الدراسة الأولية في الفئران إيجابية بدرجة كبيرة؛ فبعد جرعة واحدة تمكنت اللقاحات الخمسة المعتمدة على الحمض النووي من إحداث استجابة قوية ضد الأجسام المضادة ضد بروتين الفيروس التاجي في 14 يوماً فقط. أظهرت الاختبارات التي أجراها العلماء أن اللقاح قد يعمل ضد المرض، كما تستكشف الشركة منصات أخرى متطورة مع إحدى شركات الأدوية في محاولة لتطوير اللقاح بشكل أكبر. عدوى كامنة تشير دراسة جديدة إلى أن التأثير طويل المدى لفيروس كورونا يمكن أن يشمل تنشيط الالتهابات البكتيرية الخاملة مثل داء السل؛ ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يصيب السل الخامل ربع سكان العالم. إذا نشط الفيروس التاجي الجديد نسبة كبيرة من هذه العدوى الكامنة فقد يزعزع بشدة الوضع الصحي والاقتصادي العالمي. وتهدف الدراسة الحالية إلى تحديد هذا الارتباط لتحديد شكل السياسات التي يمكن أن تساعد في تجنب جائحة السل العالمي.تتسبب العديد من الفيروسات، بما في ذلك الفيروس التاجي، في تأثير كابت للمناعة بشكل مؤقت، ما يؤدي إلى عودة العدوى البكتيرية الخاملة إلى الحياة. كانت هذه هي الحال مع جائحة الإنفلونزا الإسبانية في السابق، والذي أدى إلى زيادة عدد حالات السل الرئوي. كما أظهرت جائحة إنفلونزا الخنازير لعام 2009 ذات الاتجاه، مع نتائج أسوأ في المرضى المصابين بالسل أو سلالات مقاومة للأدوية المتعددة. كما وجد أن مرضى السارس ومرضى متلازمة الشرق الأوسط التنفسية يصابون بالسل الرئوي.تركز الدراسة الحالية على السل الخامل في الخلايا الجذعية البالغة والتي قد تعيش في النخاع العظمي وكذلك في المناطق المصابة بالالتهابات. يمكن لمجموعة فرعية منها أن تأوي البكتيريا الفطرية الخاملة في كل من الفئران والبشر ما يسمح بإعادة التنشيط لاحقاً. لاحظ الباحثون أيضاً نتيجة غير متوقعة: إن تنشيط بكتيريا السل يرتبط بزيادة في عدد خلايا الرئة المجاورة التي بقيت حية، وهو ما أدى إلى الاهتمام بالتطبيق العلاجي المحتمل لآلية الدفاع هذه. تأهب طفولي تسلط دراسة جديدة أجراها باحثون في مستشفى بامبينو جيسو للأطفال في روما الضوء على سبب تجنيب معظم الأطفال الإصابة بكوفيد-19. يكون الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالعدوى الأخرى، بما في ذلك الإنفلونزا والالتهاب الرئوي والتهاب المعدة والأمعاء الفيروسي والحصبة، من بين أمراض أخرى. لا يعني ذلك أن كورونا لم ينج منه الأطفال، ففي بعض مناطق العالم خرجت تقارير تفيد بوفاة بعض من تلك الفئة؛ بسبب الجائحة. تساعد الأجسام المضادة للأمهات على حماية الأطفال خلال الأشهر الأولى من عمره من مسببات الأمراض؛ لكن على الرغم من ممارسات المحافظة على الصحة العامة وتطوير اللقاحات لحماية الأطفال من العدوى الفتاكة، فإن جميع الكائنات الحية الدقيقة تُعد جديدة على الطفل.خلال السنة الأولى من الحياة، تعمل الأمراض التي يصادفها الطفل على بناء مجموعة من خلايا الذاكرة T و B لتجنب الإصابة مرة أخرى، وتصبح أجهزة المناعة لدى الأطفال مستعدة لمحاربة مسببات الأمراض أثناء مراحل نموه المختلفة، والتي قد تكون ضعيفة لدى الأشخاص الذين يبلغون من العمر 70 عاماً أو أكثر. قد يكون للشيخوخة تأثيرها السلبي على الجهاز المناعي؛ حيث يعمل بشكل أقل كفاءة كما كان من قبل.في حين تلعب المناعة الفطرية والخلايا التائية القوية دوراً مهماً في درء العدوى، فقد تساعد الأجسام المضادة في محاربة عوامل المرض؛ فعلى سبيل المثال أثناء تفشي الأوبئة السابقة مثل السارس في عام 2002، والإيبولا في عام 2014، وإنفلونزا الخنازير في عام 2009، تم استخدام مصل النقاهة الذي يحتوي على أجسام مضادة من المرضى المتعافين؛ وذلك لعلاج المرضى في المرحلة المبكرة من المرض.خضع الأطفال للتأهب المناعي الذي لعب دوراً محورياً في الوقاية من الفيروس التاجي الجديد أو السارس؛ حيث إن الأطفال يمتلكون أجساماً مضادة طبيعية تقي من الفيروس، حتى لو تم تشكيل هذه الأجسام المضادة استجابة لعدوى أخرى.بعد ذلك، يمكن للأطفال بسرعة إنتاج أجسام مضادة طبيعية ذات تفاعل واسع، وبينما يتحدى العامل الممرض الجديد جهاز المناعة، يمكن للخلايا المناعية أن تقدم رد فعل مداهم، مما يسمح بإفراز الأجسام المضادة. تكون خلايا الذاكرة المناعية لدى الرضع والأطفال قابلة للتكيف بشكل كبير مع المستضدات الجديدة، بينما في كبار السن، يمكن لبعضها التعرف إلى أهدافها؛ ولكنها غير قادرة على التكيف مع المستضدات الجديدة. فقدان الشم يكشف حاملي العدوى يقول باحث في جامعة سينسيناتي إن دراسة مجموعة من مرضى كوفيد-19 أظهرت أن فقدان حاسة الشم يحدث على الأرجح في اليوم الثالث من الإصابة بفيروس كورونا؛ ويعاني معظم هؤلاء المرضى أيضاً من فقدان حاسة التذوق.تم سؤال المرضى عن عدد الأيام التي ظهرت عليهم أعراض كوفيد-19، وطُلب منهم أيضاً وصف توقيت وشدة الفقدان أو انخفاض حاسة الشم بجانب الأعراض الأخرى. يقول الباحثون إن 61% من المرضى على الأقل تراجعت لديهم حاسة الشم أو فقدوها تماماً، وكان متوسط ظهور الحد أو الخسارة في حاسة الشم 3 4 أيام.وُجد أيضاً في هذه الدراسة أن شدة فقدان حاسة الشم ترتبط بمدى سوء أعراض المرض الأخرى؛ فإذا كان فقدانها أسوأ يبلغ المرضى عن ضيق في التنفس أشد، وحمى وسعال أكثر. ووجدت الدراسة أيضاً أن المرضى الأصغر سناً والنساء في الدراسة كانوا أكثر عرضة للإصابة بفقدان تلك الحاسة.يقول الباحثون إن فقدان حاسة الشم ليست من الأعراض الخطرة، ولكنها ذات أهمية كونها تساعد في تحديد المصابين الحاملين للمرض من دون ظهور أعراض حتى لا ينقلوه إلى الآخرين. يمكن من خلال ذلك العرض تحديدهم مبكراً لبدء الأدوية المضادة للفيروسات ما يسهم في مضاعفة إمكانية علاج هؤلاء المرضى بشكل فعّال.

مشاركة :