أكدت دراسات عدَّة حول تأثير الصيام في الحمل أنَّ الصيامَ لا يؤثِّر في الجنين نفسه، لكنَّه قد يؤدِّي إلى حدوث انخفاض في السكَّر لدى بعض النساء، خاصَّة في الأشهر الأخيرة، وبعضُ الباحثين أعطى نصيحةً عامَّة بعدم صيام الحامل، وهو قولٌ غير مقبول على الإطلاق، والصحيحُ أنَّ أغلبَ الحوامل يستطعن الصيامَ من دون مضاعفات. والأمرُ يختلف من حامل لأخرى، وهو يعتمد بشكلٍ كبير على صحَّة الأم قبل الولادة، وعلى الانتظام في المتابعة لعيادة الحمل، فإذا كانت المؤشِّرات والتحاليل سليمة، فالأمر مطمئن، واذا ظهرت مؤشِّرات أو تحاليل تدعو للقلق، فعلى الحامل التشاور مع الطبيبة لاتِّخاذ القرار المناسب بإكمال الصيام أو الإفطار. وفي بريطانيا، أُجريَت دراسةٌ على 11 حاملاً من مسلمات بريطانيا، وقارنهنَّ الباحث بمجموعةٍ أخرى من النساء «الصيام الفيزيولوجي الطبيعي» فلم يجد فرقًا في مُخرَجات الحمل بين المجموعتين، لكن وجد أنَّ مجموعةَ الصائمات تغيَّرت لديهن مستوياتُ بعض مكوِّنات الدم، حيث انخفضَ مستوى الأنسولين واللاكتات، وارتفع مستوى الدهون الثلاثية والأحماض الدهنية، وقد أوصى الباحثُ الحاملَ ألاَّ تصومَ رمضان. وفي ماليزيا قارنت دراسةٌ 477 حاملاً صائمة مع 128 حاملاً غير صائمة، فلم تجد فرقًا بين المجموعتين، لا في وزن المواليد ولا في نموِّ الجنين خلال الحمل. كما أجريت دراسةٌ أخرى في بريطانيا، قام فيها الباحث بإجراء مقارنة لأوزان أكثر من 13.000 من المواليد من أمَّهات مسلمات مع غير المسلمات، وراجع الملفَّات لفترة عشرين سنة (من 1964-1984) في برمنغهام، فلم يجد أنَّ حدوث رمضان في أثناء الحمل يؤثِّر في وزن المولود، واستنتج أنَّ الحاملَ بإمكانها أن تصومَ بأمان.
مشاركة :