خلال لقاء افتراضي، حاورت باميلا كسرواني، القيّمين على مسرح البلد في الأردن للحديث عن مختلف نشاطات هذه المؤسسة غير الربحية وكيفية الاستمرار ببعضها على الرغم من الأزمة التي فرضها كورونا على مختلف القطاعات.«الفن للجميع»، مبدأ يرتكز عليه مسرح البلد؛ هذه المؤسسة غير الربحية التي تُعنى بالثقافة والفنون في الأردن. ويسعى القيّمون عليها أن يبحثوا ويفكّروا بطرق جديدة لمواصلة هذه المسيرة على الرغم من توقف غالبية الفعاليات والنشاطات الثقافية والفنية، ليس فقط في الأردن لا بل في العالم.مهرجان حكايا، موسيقى البلد، بلدك، حكايا بلدك…. ماذا سيحلّ بكل هذه الفعاليات التي ينظّمها «مسرح البلد» منذ سنوات؟ هنا يجيبنا رائد عصفور، مدير مسرح البلد قائلاً «نحن حالياً نعمل على مشروع اسمه «بلدك» الذي تأجل ولكنه لم يُلغَ لا بل قسّمناه على مرحلتين وسيكون في يوليو وأكتوبر. أما في ما يتعلق بمهرجان حكايا، نعمل على إيجاد طرق لنتواصل مع الناس في ظل الوضع الصحي الصعب». أمر يحتاج إلى الكثير من التفكير من أجل احترام المتطلبات الصحية المفروضة مثل التباعد الاجتماعي.أما مهرجان «موسيقى البلد»، فتحوّل كلياً مع المشاركة في مبادرة خريطة أوسلو للمهرجانات العالمية التي تتضمّن أهم المهرجانات والمبادرات الفنية في العالم. وتخبرنا رودا حدادين، رئيسة تحرير مجلة واو البلد والمنسقة الإعلامية لمهرجان موسيقى البلد، «هي خريطة العالم تجمع كل المهرجانات التي يمثّل كل منها نفسه بـ20 أغنية. تحتوي لائحتنا على أغانٍ من مهرجانات سابقة نُظّمت بين 2009-2019». ولا بد من الإشارة إلى أن خريطة أوسلو للمهرجانات العالمية تضمّ 6 مهرجانات من الوطن العربي وتحديداً من الأردن ولبنان وفلسطين والإمارات العربية المتحدة. ولتغطية كل هذه النشاطات وغيرها، كان مسرح البلد، بحسب عصفور، قد أطلق «واو البلد»، مجلة إلكترونية أعادوا إحياءها على شبكات التواصل الاجتماعي مثل انستغرام وفيسبوك.وتغوص حدادين بتفاصيل هذه المنصة الإعلامية شارحةً «نغطي نشاطاتنا الأساسية بالإضافة إلى أننا نكون داعماً أو منصة لكل المؤسسات الثقافية الموجودة في الأردن كي نتمكن من إبراز عملها وتسليط الضوء على المشهد الثقافي الأردني». وترى أنه لا بد من استغلال الوضع الراهن بطريقة ايجابية لتعاون محلي لا بل أيضاً عالمي، ولا سيما أن «الجميع في بيته وبات للجميع القدرة على زيارة الموقع الذي يريده أو الذهاب بزيارة افتراضية إلى أي متحف في العالم مثلاً»، على حد قولها. وتعود إلى خطة «واو البلد» الأساسية قائلة: «كانت موقعاً إلكترونياً وتطبيقاً يتضمنان الأجندة الثقافية التي بدأنا بالعمل عليها بالإضافة إلى المحتوى الأصلي الذي يكون نصوصا وبودكاست وفيديوهات». ويشرف على هذه النشاطات هيئات تحرير محلية في خمس محافظات مختلفة في الأردن، كل منها تضمّ 5 إلى 10 صناع محتوى؛ ليسوا بالضرورة صحفيين، على حد قول حدادين، لا بل يحبون العمل عن بعد ويحبون المسار الثقافي والفني. صنّاع المحتوى يحصلون على ورش تدريبية كي يتمكنوا أكثر من مهاراتهم. وتضيف حدادين أن هدف «واو البلد» لا يقتصر على رصد الحركة الثقافية لا بل أيضا تنمية مهارات الشباب والصبايا في الأردن.«واو البلد» تواكب هذه التحوّلات الكثيرة التي ليست دائماً سهلة. ويقول عصفور «نحن حالياً أمام حالة صعبة ونحاول أن نجد الفرص لتحويلها من السلبيات إلى الإيجابيات. فلا تنسوا عملنا هو التواصل المباشر مع الجمهور ونعمل بالفن ونتعامل معه كصناعة والصناعة تحتاج الى دخل وأن يتواصل الناس معها».وهنا تشدد آية النابلسي، المديرة التنفيذية لمسرح البلد «نحن الآن نكمل بمهرجاناتنا والأعمال التي أطلقناها، بطريقة أو بأخرى»، لكنها تضيف: «علينا الآن التأقلم مع ما يحدث والعمل على إيجاد حلول لأننا لن نستطيع العودة إلى حياتنا السابقة». وتضرب مثلاً بالعروض الحية وكيفية إيجاد طريقة لتقديمها بما يتناسب مع كل الجهات. وتضيف: «أعتقد أن هذا يحتاج إلى تعاون مع كل الجهات والمؤسسات في العالم ليتشاركوا ويطرحوا أفكارا جديدة كي نصيغها بطريقة تكون مناسبة للجميع. أعتقد أن هذا أكبر وأكثر جزء يجب أن نعمل عليه على مدى الأشهر والسنوات القادمة». بالفعل، تواصل سيحتاج إلى الكثير من الوقت ليعود إلى ما اعتدنا عليه. وتشير حدادين «هو يعتبر عنصرا مهما جداً في هذه الصناعة. وقد تغيّر بيننا وبين الجمهور وبيننا وبين الفنانين. هذا هو التحدي للمرحلة المقبلة أن نجد طريقة بديلة من دون المس بالجوهر الفني أو الثقافي أو القيمة التي نحاول إيصالها».ولا يخفي عصفورة قلقه تجاه المستقبل لأن صناعة الفن أو الثقافة ككل هي «في حالة تحدٍ في ظل المأساة التي نعيشها»، ولكن على الرغم من هذه المخاوف، يسعى «مسرح البلد» إلى التأقلم، بقدر المستطاع، حتى لو أن الوقت ما زال مبكراً لنرى ما إذا كانت النتيجة ستكون ايجابية ليواصل مهامه، ألا وهي دعم الفنانين من كل التخصصات لإيصال عملهم إلى أكبر جمهور ممكن.
مشاركة :