اعتبر سياسيون وشيوخ عشائر عراقيون أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يمارس التضليل السياسي للواقع العراقي منتقدين تصريحاته أمام مليشيات الحشد الشعبي مؤخرا بقوله ان هناك اعدادا كبيرة من المتطوعين يرغبون بالقتال، إلا أن هذه الطلبات أكبر من قدرة الحكومة دون أن يشير الى أن هذه الاعداد من ابناء العشائر السنية الذين رفضت طلبات انضمامهم الى الجيش. وقالوا لـ «عكاظ» إن منهجية العبادي أتاحت لإيران النجاح في السيطرة شبه الكاملة على القرار العراقي، معتبرين ما يجري في بلادهم احتلالا إيرانيا شيعيا بقالب عسكري جديد للمحافظات السنية العراقية، معربين عن مخاوفهم من تحول هدفه المعلن بقتال تنظيم «داعش» الإرهابي إلى حملة إبادة جماعية لسنة العراق. وعبر شيخ عشيرة البعلي الجاسم أحمد المشعان عن رفضه لوجود ما يسمى بـ «الحشد الشعبي» في المحافظات السنية والذي وصفه بأنه «يدار من قبل إيران». وقال المشعان إن جميع المعلومات المتوافرة لدينا تؤكد وجود عملية إبادة جماعية للطائفة السنية، مؤكدا أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لم يأت بشيء جديد ومغاير عن سلفه نوري المالكي، معتبرا أن وعوده في شأن المصالحة الوطنية والعفو العام وإطلاق سراح المعتقلين ونصرة المحافظات السنية ذهبت أدراج الرياح وكانت لشراء الوقت فقط. ونبه المشعان لضرورة التفات العالم لمعاناة أبناء «السنة» في العراق الذين قال عنهم إنهم يتعرضون لإبادة جماعية. ويتفق القيادي العراقي الدكتور أحمد الدباش على أن قتال «الحشد الشعبي في المحافظات السنية ما هو إلا «لافتة معلنة فقط» في وقت قال إن الحشد الشعبي يضمر في داخله الحقد الدفين على أبناء الطائفة السنية ويعيث فيهم قتلا وتشريدا وتهجيرا. ويؤشر الدباش بوضوح إلى وجود عمليات إبادة جماعية يومية لأبناء السنة عدا تهديم دور العبادة والمنازل والتشريد اليومي المتواصل من مدنهم وقراهم في ظل ما قال عنه إنه صمت حكومة حيدر العبادي على هذه الجرائم. وزاد: «لم يتحقق أي شيء من طلبات أهل السنة.. لن نرضى أن نكون مهمشين في العملية السياسية ونقتل ونذبح في الشوارع.. كفى قضما لحقوقنا وقتلا لأبنائنا.. مطالبنا واضحة ووصلت لحكومة بغداد ولم يتحقق منها أي شيء على الأرض». بدوره، أكد البرلماني السابق زعيم جبهة التوافق النيابية في البرلمان العراقي الدكتور عدنان الدليمي أن الأمور بدأت تخرج عن سياقها الطبيعي مشيرا إلى وجود مخاوف حقيقية تجتاج أبناء الطائفة السنية من تمدد ما يسمى بالحشد الشعبي. من جانبه شدد الشيخ مجيد الكعود وهو أحد القيادات السنية العراقية على ضرورة خروج إيران من الأراضي العراقية ووقف دعمها للحشد الشعبي الذي قال عنه إنه «يستبيح يوميا أبناء الطائفة السنية». ودعا العالم إلى الالتفات لمعاناة «السنة» الذين قال إنهم الآن يشكلون أكثر من ربع سكان العراق. من جهته اعرب أمين سر مجلس عشائر الأنبار الشيخ طارق الحلبوسي عن خشيته بأن يتحول القتال إلى «حرب بين الطائفتين السنية والشيعية» لافتا الى ان ممارسات مليشيات الحشد الشعبي تدفع بهذا الاتجاه.
مشاركة :