ماذا فعلت يـا بـراقــش ؟

  • 6/30/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

ذكر في هذه الصحيفة يوم السبت الماضي، أن مواطنا رفع قضية يطالب بتعزير ثلاثة من زملائه، يتهمهم أنهم تسببوا في إصابته بأضرار نفسية عندما شهروا به في تغريداتهم على صفحات تويتر، مشيرين إلى أن شهادته للدكتوراة مزورة وأنهم وجدوا اسمه مدونا مع أصحاب الشهادات الوهمية في الموقع الإلكتروني (هلكوني)، المتخصص في حصر أسماء أصحاب الشهادات الوهمية !! حقا كما يقول مثلنا الشعبي: (شين وقواية عين)، يكذب ويغش ويخدع ثم يغضب عندما يكشف كذبه وخداعه !! ماذا يريد هذا الشاكي من الناس؟ هل يريدهم أن يتركوه يكذب عليهم ما شاء له فلا يتحدثون عن كذبه أبدا، وأن يغشهم فيقابلوا غشه بصمت وعمى، فلا يفسدوا عليه متعته بالكذب!! فإن هم تناقلوا خبر فعلته غير الأخلاقية، بادر إلى البكاء شاكيا من تأذيه من التشهير !! رحم الله من قال: (ضربني وبكى وسبقني واشتكى)، أيهم أولى بالبكاء والشكوى من الأذى، الكاذب، أم المكذوب عليه ؟! ثم إن هؤلاء الذين يشتكي منهم لم يقولوا شيئا من عند انفسهم، كل ما فعلوه أنهم تناقلوا فيما بينهم خبرا وجدوه منشورا في الانترنت، يقرؤه الجميع ويعرفه الجميع، فإن كان متضررا حقا، عليه أن يشتكي الموقع الذي نشر اسمه وكشف سره، لا أن يشتكي من قرأ ما هو منشور، فلم لم يشتك الموقع ؟ أم أن شكوى الموقع ينتج عنها كشف حقيقة تزويره وكذبه فيصير آنذاك كبراقش التي أهلكت نفسها بحمقها !! هذا الشاكي ما كان لي أن أعلق على موقفه لو كانت قضيته فردية، لكنها ليست كذلك، فهو واحد من مئات فضحهم موقع (هلكوني) الذي احتوى اسماء حملة الشهادات الوهمية، فكشف الغطاء عن زيفهم، وأجد أن منشئ هذا الموقع الدكتور موافق الرويلي، يستحق التكريم لتقديمه هذه الخدمة الوطنية للمجتمع، فقد كان له الفضل في الحد من استمرار هذه اللعبة الخطرة التي راجت زمنا بين الغشاشين والمخادعين خلال السنوات الماضية. قد يختلف معي بعض الناس الذين يرون في ذلك هتكا للستر يتنافى مع ما يحث عليه الدين من ستر على المخطئ، لكنهم يغيب عنهم أن هناك فرقا بين مخطئ نادم يعلن توبته متراجعا عن ذنبه، ومخطئ يصر على الخطأ، خاصة حين يكون أثر الخطأ لا يصيب فاعله وإنما يصيب الآخرين !! إن من يجد في نفسه الجرأة ليدعي حمل درجة علمية زورا، فيغش بها الناس لينال ما لا يحق له، يغلب على الظن أنه لا يحمل في داخله احتراما لقيمة الأمانة، ومن المتوقع أن يكون الكذب والغش هما النهج الذي يتبعه في حياته (لتسليك) أموره، كلما أمن العقوبة واطمأن إلى أن لا أحد سيكشف ستره.

مشاركة :