في الوقت الذي يستعد فيه عديد من دول العالم لتخفيف إجراءات العزل، الذي فرضه لمواجهة فيروس كورونا، في محاولة لتعزيز ودعم الاقتصادات، أرخى شبح الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والصين بظلاله على آفاق مستقبل الاقتصاد العالمي. ووفقا لـ"الفرنسية" اتهمت الصين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بجرها إلى حرب باردة جديدة وسط أزمة تفشي الفيروس المستجد الذي دفع دول العالم إلى الإغلاق، وأجبر ملايين السكان على البقاء في المنزل. وحذر وانج يي وزير الخارجية الصيني، من أن الصين والولايات المتحدة اللتين تتواجهان أساسا في حرب تجارية، على حافة حرب باردة جديدة، منددا بوجود "فيروس سياسي" في واشنطن. وقال الوزير "إلى جانب الدمار الناجم عن فيروس كورونا المستجد، ينتشر فيروس سياسي، يستغل جميع الفرص لمهاجمة الصين والإساءة إلى سمعتها"، من دون تسمية ترمب. وأبلِغ عن أول الإصابات بكوفيد 19 في كانون الأول (ديسمبر) في مدينة ووهان الصينية، وانتشر الفيروس بعد ذلك في أنحاء العالم كافة، فأصاب 5.3 مليون شخص وأودى بحياة أكثر من 342 ألف شخص. ويتهم ترمب السلطات الصينية بأنها تأخرت في تشارك المعطيات المهمة بشأن خطورة الفيروس، وبأنها لم ترغب في الكشف عن مصدره، بينما تضغط واشنطن من أجل فتح تحقيق دولي بهذا الخصوص. وردا على ذلك، كررت الصين أنها منفتحة على تعاون دولي لتحديد مصدر الفيروس، على أن يكون التحقيق خاليا من أي "تدخل سياسي" وأن "تقوده منظمة الصحة العالمية". من جهتها، نفت مديرة المعهد الصيني لدراسة الفيروسات في مدينة ووهان، الذي تتهمه الولايات المتحدة بأنه مصدر الفيروس، أي مسؤولية للمختبر. وأكدت وانج يانيي "كما كل العالم، لم نكن نعلم حتى بأن الفيروس موجود"، متسائلة كيف سيكون قد تسرب من مختبرنا"؟ وفي بريطانيا تعتزم السلطات الخروج من العزل رويدا رويدا، قال بوريس جونسون رئيس الوزراء، "إن بعض التلاميذ في المراحل الابتدائية سيعودون إلى مدارسهم في الأول من حزيران (يونيو) مع تخفيف الحكومة التدابير الاحترازية المفروضة لوقف تفشي الجائحة". وقال جونسون في مؤتمر صحافي "قلنا إننا سنبدأ بأعوام "الدراسة الأولى"، العام الأول والعام السادس"، وأعلن أننا "ننوي المضي قدما في ذلك، وفقا لما هو مخطط يوم الأول من يونيو". ويواجه رئيس الوزراء ضغوطا بعد أن دافع عن دومينيك كامينجز كبير مساعديه الذي كسر الحظر وقام برحلة داخلية مع زوجته التي كانت تعاني عوارض المرض، رافضا دعوات نواب من حزبه لإقالته، على خلفية اتهامات له بخرق قواعد الإغلاق. وكامينجز هو العقل المدبر لحملة "بريكست" الناجحة في عام 2016 إلى جانب جونسون، ومذّاك تثير شخصيته انقساما في المشهد السياسي البريطاني، وبعدما تولى رئاسة الحكومة العام الماضي عينه جونسون كبيرا لمساعديه. قال جونسون في مؤتمر صحافي، "إن كامينجز تصرف بمسؤولية ونزاهة وبشكل قانوني"، ذلك عقب محادثات ثنائية بين الرجلين. ومع قرب تجاوز عدد الوفيات عتبة مائة ألف في الولايات المتحدة، خصصت صحيفة "نيويورك تايمز" صفحتها الأولى لذكرى ألف ضحية منهم، وأدرجت تعريفا بسيطا عن كل ضحية. وبين الضحايا الذين ذكرتهم الصحيفة المغني جو ديفي "62 عاما"، وآخرون مثل روث سكابينوك "85 عاما" التي توفيت في روزفيل في كاليفورنيا، ورثتها بعبارة "كانت الطيور تحط لتأكل من كفها"، وجوردن درايفر هاينز "27 عاما" الذي توفي في سيدر رابيدز في ولاية ايوا ووصفته بأنه كان "شابا سخيا صاحب ضحكة ساحرة". وكتبت الصحيفة على صفحتها الأولى "هؤلاء الألف شخص يمثلون بالكاد 1 في المائة، من المجموع، لم يكن أي شخص من بينهم مجرد رقم". وتستعد واشنطن لمنع الرحلات الجوية الآتية من البرازيل كما هي الحال بالنسبة إلى الرحلات الآتية من الصين وأغلبية دول الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة. وبعد تخفيف التدابير الاحترازية واستئناف الشعائر الدينية، تستعد الحكومة الفرنسية لمراحل تخفيف الإجراءات المقبلة، وسط ترقب إعلانات بشأن العطل الصيفية وإعادة فتح المطاعم والمقاهي. وحذت إسبانيا حذو إيطاليا، فأعلنت أمس، إعادة فتح حدودها قريبا أمام السياح الأجانب، في خطوة أساسية للدولة التي تعد ثاني وجهة سياحية في العالم، واستئناف بطولتها لكرة القدم. وقال بيدرو سانشيز رئيس الوزراء الإسباني "تخطينا الموجة الكبيرة من الجائحة التي أودت بأكثر من 28 ألف شخص في البلاد". ووفقا لـ"الألمانية" ستتم إعادة فتح الشواطئ في أنحاء إسبانيا اليوم، حيث تدخل مناطق من البلاد المرحلة التالية من رفع القيود على الحياة العامة بهدف الحد من تفشي فيروس كورونا، في خطوة تهدف إلى إعادة الاقتصاد إلى ما كان عليه قبل الأزمة. ومن المقرر أن تتم إعادة فتح شواطئ في عديد من المناطق السياحية في إسبانيا، إلى جانب جزر الكناري والبليار ومايوركا، للسباحة والاستمتاع بحمامات الشمس بدءا من اليوم، في أول اختبار لعودة السياحة التي يعتمد عليها الاقتصاد بشكل كبير. ولن يتم السماح سوى لسكان الأقاليم، التي تعد جاهزة لدخول المرحلة الثانية من خطة رفع الإغلاق، للاستمتاع بحمامات الشمس على شواطئهم، وهي أقاليم يبلغ عدد سكانها نحو 14 مليون شخص. ولن يتم فتح كل الشواطئ لحمامات الشمس، إذ إن برشلونة من بين مناطق أخرى ستدخل فقط المرحلة الأولى من خطة البلاد اليوم، حيث يستطيع المقيمون فيها فقط الذهاب إلى الشواطئ لمجرد أداء تمرينات رياضية. وسيعاد فتح الشواطئ الإسبانية في غياب كل من السياح الأجانب والمحليين. وبعد الانتهاء من المرحلة الثالثة، المقرر أن تبدأ بنهاية حزيران (يونيو) سيسمح للإسبان بالسفر بين الأقاليم. وكان بيدرو سانشيز رئيس الوزراء الإسباني أعلن السبت أنه سيتم فتح حدود البلاد أمام الزائرين الأجانب بدءا من تموز (يوليو)، مؤكدا أنه سيكون هناك موسم صيفي، لكن في ظروف آمنة.
مشاركة :