تحالف «رينو - نيسان» يراجع حساباته بعد خسائر كورونا وفضيحة غصن

  • 5/25/2020
  • 01:05
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بالنسبة إلى شركتي تصنيع السيارات رينو ونيسان، فإن العالم بات راهنا مكانا مختلفا تماما عما كان عليه قبل بضعة أشهر فقط. وبحسب "الفرنسية"، فإنه في عامي 2017 و2018 صنف التحالف الصناعي الفرنسي - الياباني، كأكبر مصنّع سيارات في العالم بمبيعات بلغت 10.6 مليون سيارة ركاب ومركبات تجارية خفيفة. لكن بحلول نهاية عام 2019، سلكت الشركتان طريقا وعرا جدا، بعد أن هرب كارلوس غصن، الرجل الذي أشرف على إنجازاتهما، من محاكمة في اليابان بسبب اتهامه بسوء سلوك مالي، قبل أن يظهر في لبنان. كان استيعاب تلك الفضيحة صعبا، أعقبه التعامل مع الفوضى الاقتصادية التي أحدثها وباء كورونا. اليوم، يتطلع التحالف إلى تقليص الطاقة الإنتاجية في ضوء التداعيات الاقتصادية لجائحة كورونا، بحيث تعمل شركتا تصنيع السيارات، اللتان كانتا تمثلان نحو 10 في المائة من سوق السيارات العالمية، على التكيف مع الواقع الجديد. بدت التوقعات قاتمة بما يكفي العام الماضي، بعد أن سجلت "رينو" أول خسارة لها منذ عقد بسبب تراجع المبيعات. ثم جاء فيروس كورونا المستجد الذي أدى إلى شل خط الإنتاج ونقاط البيع، خصوصا في أوروبا. وبحسب وزارة المال الفرنسية، فإن "رينو" تصارع من أجل البقاء. ويتوقع أن تكشف "نيسان" أيضا، التي تملك "رينو" فيها حصة 43 في المائة، عن خسائر فادحة عندما تنشر نتائج 2019 / 2020 الخميس المقبل. كان غصن يستهدف بيع 14 مليون مركبة بحلول عام 2022، بما في ذلك خمسة ملايين لـ"رينو". لكن هذه الأرقام تبدو الآن طموحة للغاية. وخلال هذا الأسبوع، سيكشف التحالف النقاب عن خططه الاستراتيجية للمستقبل. ويواجه العضو الآخر في التحالف، شركة ميتسوبيشي موتورز، التي تملك "نيسان" ثلثها، أوقاتا عصيبة بدورها، وتستعد لكشف خططها الخاصة في أواخر تموز (يوليو) أو أوائل آب (أغسطس). وصرح مصدر مطلع، بأن "نيسان" ترى أن أولوياتها تتركز في أسواقها الرئيسة المتمثلة في اليابان والصين وأمريكا الشمالية. وذكر أنها تخسر "كثيرا من المال" في أوروبا. ويمكن أن يشكل ذلك خطرا على مصنع "نيسان" في برشلونة، الذي يعتقد أنه ينتج أكثر من طاقته القصوى. وأشار المصدر إلى أن مستقبل مصنع سندرلاند في شمال شرق بريطانيا يبدو مضمونا رغم "بريكست". وستتبنى "نيسان" استراتيجية خفض التكاليف الثابتة في كل مكان، وذكرت تقارير إعلامية يابانية أن المجموعة يمكن أن تخفض قوتها العاملة في جميع أنحاء العالم بنسبة 15 في المائة بحلول مطلع عام 2023. طغت الصدمات المرتبطة بفيروس كورونا المستجد على الجدل الذي أثارته فضيحة غصن. بالنسبة إلى "نيسان"، تم وضع أي مشاعر سلبية تجاه "رينو" والدولة الفرنسية في أعقاب هذه الفضيحة جانبا "لأن فيروس كورونا يمثل مشكلة أكثر أهمية"، كما أفاد تاتسو يوشيدا، محلل قطاع السيارات في "بلومبيرج إنتليجنس". وذكر أن "نيسان" و"ميتسوبيشي" و"رينو" ليس لديها أي وقت تضيعه إذا كانت تريد النجاة من هذه الأزمة". تحتاج "رينو" إلى رسم طريق العودة إذا أرادت إبقاء الحكومة الفرنسية إلى جانبها وسط مخاوف من التداعيات المباشرة أو غير المباشرة المحتملة للفيروس على قطاع الوظائف. ومع مخاوف باريس من انهيار "رينو" دون دعم من الدولة، تحتفظ فرنسا بحصة 15 في المائة في شركة صناعة السيارات، ومن المقرر أن توافق الحكومة على حزمة قرض بقيمة خمسة مليارات يورو "5.4 مليار دولار"، مع وضع عدة شروط بيئية. وتريد باريس أيضا ضمانات للحفاظ على الحد الأقصى من الإنتاج داخل فرنسا، علما بأن إنتاج عديد من النماذج حاليا يتم في الدول الأقل تكلفة في الخارج، على غرار سيارة "كليو" في تركيا. وردا على تقارير إعلامية عن عمليات إغلاق محتملة في فرنسا، حذر إدوارد فيليب رئيس الوزراء، الأسبوع الماضي، من أن الحكومة "متمسكة بشدة" بمسألة إبقاء الإنتاج على أراضيها. لكن التحدي كبير. وقالت "رينو" في شباط (فبراير)، قبل أن ينتشر الوباء بالفعل، "إنها كانت تستهدف توفير ملياري يورو على مدى ثلاثة أعوام" مع عدم استبعادها إغلاق مواقع. وفي هذا السياق، قالت كلوتيلد ديلبوس، الرئيسة التنفيذية المؤقتة والمسؤولة المالية السابقة، "لا محظورات".

مشاركة :