مقاربة «مختلفة» للأندية... في سوق الانتقالات

  • 5/25/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

باريس - أ ف ب - تستيقظ كرة القدم الأوروبية من سبات فيروس «كورونا» على واقع مختلف لما كانت عليه قبل الوباء، أكان بالنسبة للمباريات واللاعبين والمشجعين، ولن يختلف المشهد خلف الكواليس لاسيما في مقاربة الأندية لنشاطها في سوق الانتقالات.مع عودة عجلة الدوري الألماني إلى الدوران خلف أبواب موصدة بوجه الجماهير ووفق بروتوكول صحي صارم للحد من تفشي الوباء، تستعد كرة القدم لمواجهة أزمة اقتصادية ومالية ستؤثر على جوانب اللعبة كافة.وسيكون ذلك جلياً بشكل خاص في سوق الانتقالات الذي شهد في السنوات الأخيرة إنفاق الأندية الكبرى مبالغ باهظة وخيالية لشراء اللاعبين، كانت أبرزها الصفقة القياسية لانتقال البرازيلي نيمار من برشلونة الأسباني إلى باريس سان جرمان الفرنسي بقيمة 222 مليون يورو في 2017.راقب المدير الرياضي السابق لناديي ليفربول وتوتنهام الإنكليزيين، الفرنسي داميان كومولي، عن كثب كل هذه التطورات بعدما ترك منصبه كمدير كرة القدم في نادي فنربغشة التركي في يناير الفائت.وقال إنه يتوقع تراجع قيمة الصفقات «بنسبة بين 30 و50 في المئة مقارنة بالأسعار المعتادة وتراجع بنسبة 70 إلى 75 في المئة من نشاط» الأندية في السوق.وسيشكل تراجع إيرادات الأندية جراء عدم بيع تذاكر المباريات بشكل كبير على ميزانياتها. أما في ما يخص التعاقد مع اللاعبين، فإن الموكلين تلك المهمة لم يتمكنوا ببساطة من أداء مهامهم.ويقول مدير قسم الكشافة في نادي ساوثمبتون الإنكليزي، مارتن غلوفر، إن «الجزء الأكبر من عملي هو مراقبة الأهداف (اللاعبين) لأسواق الانتقالات المقبلة»، حيث غالباً ما يمضي الكشافون وقتهم يتنقلون من ملعب إلى آخر وبين البلدان لمشاهدة اللاعبين الذين يرغبون بالحصول على خدماتهم.ويتابع غلوفر الذي عمل سابقاً مع ايفرتون: «أكون خارج البلاد كل أسبوع تقريبا. قد أسافر إلى باريس لمشاهدة سان جرمان واليوم التالي إلى ألمانيا لمشاهدة لاعب آخر. يشمل أسبوعي ثلاث أو أربع مباريات مباشرة» من الملعب.وشغل روبرت ماكينزي دوراً مشابهاً في فريق لوفن الذي ينافس في الدرجة الثانية البلجيكية والذي بات منذ 2017 مملوكاً من مجموعة «كينغ باور» التايلندية، مالكة ليستر سيتي بطل انكلترا العام 2016.ويقول ماكينزي، الذي يتابع من أرض الملعب ما يقارب 20 مباراة في مختلف الدوريات خلال شهر واحد: «من الواضح أن للوضع الحالي آثاراً كبيرة على ما كان تاريخياً أهم جزء من العملية: تقييم اللاعبين مباشرة من أرض الملعب». ويضيف: «أفكر غالبا متى ستكون المرة المقبلة التي أجلس فيها في ملعب كرة قدم لأتابع مباراة، من يعلم؟»، إلا أن ماكينزي لم ينفِ أن فترة توقف المباريات وفرّت له وقتاً لتقييم الأمور والخيارات.في المقابل، أثار نيوكاسل يونايتد الإنكليزي الجدل عندما منح مدير قسم الكشافة، ستيف نيكسون، إجازة مع موظفي القسم بأكمله، ما أدى إلى تعطيل قسم مهم في النادي.على أي حال، كيف يمكن أن يخطط نادٍ في الدوري الممتاز لسوق الانتقالات الصيفية من دون معرفة ما إذا كان سيبقى في الـ«بريمير ليغ» الموسم المقبل أو إذا كان الموسم الحالي سيُستأنف من عدمه، لا سيما إذا نظرنا إلى التداعيات المالية؟ويقول غلوفر: «هناك الكثير من الأمور التي لا يمكن تقييمها أو التنبؤ بها. لسنا في نادٍ قد ينفق 80 مليون لشراء لاعب على كل حال». وتابع: «أنا متأكد أن الفرص ستقدم نفسها تلقائياً نظراً الى كل ما حصل، سواء في الداخل أو في الخارج، ولكن الجزء الأصعب هو المالي».ويقر بأن المقاربة في سوق الانتقالات ستتغير للأبد. معلوم أن كومولي ساهم في ادخال استخدام البيانات والإحصاءات إلى كرة القدم الإنكليزية ويعتقد أن هذا النهج سيلقى رواجاً.ويقول: «ستستخدم ربما أندية أكثر البيانات والإحصاءات بدلا من الكشافة المباشرة وقد تحقق الأندية أكثر عن اللاعب نفسه، عائلته وطريقة عيشه».وتابع: «إذا كانت لي فرصة واحدة لمتابعة اللاعب مباشرة (من الملعب) أو أن ألتقيه مع عائلته، سألجأ الى فرصة أن ألتقيه مباشرة».ويعتقد الفرنسي أن الأندية التي ركزت على الكشافة عن طريق الفيديو والبيانات يمكن أن تخرج من الأزمة من دون ضرر على فرقها.ويشمل ذلك الأندية في الدرجات الدنيا أيضاً، بما فيها لوفن الذي سينتظر حتى أغسطس لخوض منافسات الـ«بلاي أوف» لمعرفة الدرجة التي سينافس فيها، الموسم المقبل.ويؤكد ماكينزي: «أعتقد أن العديد من الفرص ستتقدم لنا في النادي نتيجة الوضع الراهن، وهي لم تكن في الحسبان سابقاً».

مشاركة :