في جلساتنا العائلية نرى "زمزيات" الشاي والقهوة وأمامها صحن التمر و"حلا" مصنوع منزلياً، وهذه حال المجتمع السعودي البسيط الذي تدعي بعض المسلسلات أنها تحكي واقعه وتهتم بتفاصيل حياته الكبيرة منها والصغيرة، ولأن محاكاة الواقع تتطلب الاهتمام بالتفاصيل فإننا نستغرب بعض الإكسسوارات المقحمة على واقعنا السعودي، ومنها سلة الفاكهة التي تتصدر مجلس العائلة السعودية، خاصة في المسلسلات التي يعمل بها عنصر عربي، مخرجاً كان أو كاتب سيناريو. وهذا العيب الذي أصبح يتكرر في أغلب المشاهد التي تجمع أفراد الأسرة أو الرجل المسن بامرأته، موجود في مسلسل "الذاهبة" وأيضاً في مسلسل "منا وفينا" وفي عدة مسلسلات أخرى، حتى ليبدو للمشاهد أن هذا الصحن المليء بكل أنواع الفواكه الموضوع على طاولة الممثلين هو جزء من الواقع السعودي، وأيّاً كان نوع المشهد درامي تراجيدي أو كوميدي فلابد من وجود ذلك "الصحن السحري" الذي لا يفرغ أبداً من الفواكه المنوعة. وهذا التفصيل البسيط غير موجود في الحياة الواقعية للسعوديين الذين لا يستغنون عن "التمر" في مجالسهم ولم تكن الفاكهة جزءاً من لقاءاتهم العائلية كما هي الحال مع أهل الشام على سبيل المثال. لذا نتمنى من صناع الدراما أن ينتبهوا لهذه التفاصيل الصغيرة وأن لا يكتفوا ب"سعّودة" حوارات النصوص التي يكتبها لهم كتاب عرب، بل لابد قبل ذلك أن يُسعودوا الروح والفضاء العام الذي تسبح فيه الشخصيات وذلك لإضفاء شيء من الواقعية على أعمالهم.
مشاركة :