خلال أزمة كورونا وما تبعه من الحجر المنزلي زادت الأعباء على النساء بشكل كبير، وأصبحن يقمن بالكثير من المهام التي يفعلنها في السابق ولكن ارتفعت وتيرتها بحكم جلوس كافة أفراد الأسرة داخل البيت، حيث جرت العادة في الفترات السابقة أن يخرج الأبناء والزوج وتقل كثيراً الأعباء الأسرية، وبعد الحجر أصبح الجميع في مكان واحد مما فاقم المهام الأسرية أضعافاً مضاعفة، خاصة إذا علمنا أن بعض الأسر لا يوجد لديها عاملة أو لا يوجد لديها بنات يساعدن ربة المنزل، وربما يكون عدد أفراد الأسرة كبيراً ولا تكفي عاملة واحدة مع الأم ولذلك كانت المشاغل كبيرة جداً على الأمهات والبنات خلال الفترة الماضية، ومما أرهق ربات الأسر دخول الشهر الكريم الذي يتطلب تحضيراً أكبر في المأكولات والتجهيز والترتيب والتنظيم والإعداد بشكل سريع سواءً للإفطار أو السحور وما بينهما من وجبات خفيفة.ولذلك قفد بذلت أمهاتنا وزوجاتنا وبناتنا جهوداً كبيرة خلال هذه الفترة يستحققن معها التقدير والاحترام والإشادة على ما بذلنه من صبر وعناية واهتمام بالمنزل وكافة أفراد الأسرة، ويفترض منا نحن الرجال وضع ذلك موضع الرعاية والإشادة وعدم التذمر على كل صغيرة وكبيرة، أو الانتقاد لأتفه الأسباب بل على العكس حتى لو لم يعجبنا عملهن علينا تقدير ما بذلنه من تعب وعرق في سبيل راحتنا وإسعادنا، وأن هذا أقصى ما يستطيعون فلهم كل الشكر والتقدير.أثبتت المرأة في هذه الأزمة أنها جوهرة ثمينة يجب الحفاظ عليها ويفترض على الرجل التغاضي عن المشاكل، وعدم التدقيق في كل شيء لتسير الحياة بشكل طبيعي وعدم إثارة توافه الأمور لأن ذلك يعقد الحياة الزوجية ويصعبها، ونحن في هذه المرحلة الحرجة نحتاج للتآلف لنعيش بانسجام وراحة كي لا تتحول منازلنا إلى سجن خلال الحظر يتمنى البعض الهروب منه.في رأيي تزداد وتيرة الإشادة إذا كانت المرأة مع تلك الأعباء عاملة -في أي مجال- فلها كل التحية والإجلال على ما تبذله في خدمة وطنها وكذلك خدمة أسرتها بدون كلل أو ملل.جهود كبيرة تقوم بها النساء وأعمال جليلة تستحق التقدير، وإذا كانت هناك جائزة تعطى فهي للمرأة بلا شك ويفترض أول من يقوم بها أرباب الأسر على ما قدمته أمهاتنا وزوجاتنا وبناتنا من صبر على الحجر وما يتبعه من أعباء منزلية فلهم منا كل المحبة.. ونقول لهم أبقاكم الله ذخراً لنا.almarshad_1@
مشاركة :