لندن - قال توني هول المدير العام لهيئة الإذاعة البريطانية، إن “بي.بي.سي جذبت أعدادا كبيرة من الجمهور خلال الأسابيع الأخيرة”. وأشار هول في حوار مع أندرو مار مقدم البرامج في بي.بي.سي، أن الجمهور الأصغر سنا عاد إلى بي.بي.سي خلال فترة الإغلاق، مع ظهور عروض حققت نجاحات هائلة مثل مسلسل “أشخاص عاديون”، بحسب ما ذكرت بي.بي.سي في تقرير لها. وأضاف أن الخطط الأولية حققت “نجاحا رائعا ومبدعا”، وأظهرت “أهمية تطوير خدمة آي بلاير الخاصة بنا وتطوير التقنيات الصوتية، والتأكد من أن خدماتنا الجديدة في الصدارة بالنسبة للجماهير الشابة”. وأفادت المؤسسة أن 94 في المئة من الجمهور البريطاني يتابعون بي.بي.سي، في الأسبوع الثالث من مارس، عندما بدأ تطبيق التباعد الاجتماعي في بريطانيا، مع وصول 86 في المئة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16إلى 34 عاما، أيضا إلى محتوى بي.بي.سي. وأشاد هول بالعاملين بالمؤسسة، الذين قاموا بإعداد محتوى “ممتاز”، على الرغم من أن 92 في المئة من القوى العاملة يعملون الآن من المنزل. وأوضح، أن 94 في المئة من سكان بريطانيا توجهوا إلى بي.بي.سي، من أجل “المعلومات أو الترفيه أو التعليم” خلال الوباء. وأرجع هذا النجاح إلى “أكبر برنامج تعليمي للمؤسسة على الإطلاق”، بالإضافة إلى إطلاق خدمة “الثقافة في الحجر الصحي” وهي خدمة للفنون والثقافة، يقول هول إنها تحافظ على “إبقاء الفنون حية في منازل الناس، وتدعم قطاع الفنون خلال هذه الأوقات الصعبة”. إلا أن ذلك لا يعني أن الوباء لم يؤثر سلبا على الهيئة البريطانية، إذ يمكن أن تخسر 125 مليون جنيه إسترليني من الإيرادات، وعليها أن تنفق “بحكمة” في المستقبل، بحسب هول الذي يدرك الحاجة إلى “نقاش واسع”، حول مستقبل بي.بي.سي وطريقة تمويلها. وتحدث عن خطط إعادة قناة “بي.بي.سي3” كقناة تلفزيونية عادية، بعد أربع سنوات من انقطاعها عن البث الحي وبثها عبر الإنترنت لتوفير التكاليف. وتواجه هيئة الإذاعة البريطانية ضغوطا مالية، بعد أن أجبرت على تأجيل موعد انتهاء برنامج الإعفاء من رسوم رخصة التلفزيون، لجميع الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 75 عاما. كما اضطرت المؤسسة إلى تأجيل خطط لإلغاء 450 وظيفة، وقالت إن هناك شكوكا حول الإيرادات التجارية. وقال هول الذي من المقرر أن يغادر منصبه في الصيف المقبل، إنه يأمل في المستقبل أن يكون هناك “نقاش واسع”، حول كيفية تمويل هيئة الإذاعة البريطانية بعد عام 2027، عندما ينتهي الميثاق الحالي. وأضاف: “السؤال هو ما أفضل طريقة لتمويل ذلك عموما؟ بحيث يحصل الجميع على شيء يمكننا جميعا مشاركته”. وتابع: “آمل حتى عندما أغادر منصبي، أن يمكنني المشاركة في هذا النقاش، ويجب أن نبحث في أسهل طريقة للدفع، والتعلم مما يحدث في البلدان الأخرى، وهل هناك طرق أكثر عدلا للدفع؟ ولكن أساس كل ذلك هو فكرة بي.بي.سي التي تقدم شيئا للجميع”. يأتي ذلك بعد أن أطلقت الحكومة حملة مشاورات عامة، حول ما إذا كان يجب وقف اعتبار عدم دفع ثمن رخصة التلفزيون جريمة جنائية، الأمر الذي حذرت هيئة الإذاعة البريطانية، من أنه سيكلف المؤسسة أكثر من مليار جنيه إسترليني على مدى خمس سنوات.