رصدت صحيفة "نيكي" اليابانية، تبدلات التفكير الإداري في زمن كورونا، بعد إعلان حالة الطوارئ في 7 مدن بينها طوكيو منذ السابع من أبريل بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد (covid-19). وتفشى الفيروس في أرجاء البلاد، وفي يوم الواحد والعشرين من مايو رُفعت حالة الطوارئ عن مدينتين ومقاطعة في إقليم كنساي، ولكن ليس هناك شك في أن البيئة المحيطة بأصحاب الأعمال قد تغيرت بشكل كبير خلال الشهر الماضي. وفي بعض الشركات أصبح لدى الموظفين متسع أكبر من قضاء الوقت بعيدا عن شركاتهم بسبب إجراءات الوقاية، إذ أتيحت الفرصة للمديرين بعد شهر ونصف لإعادة النظر في أعمالهم الشخصية وشركاتهم. وقد يكون هنالك العديد من المديرين الذين يقولون "ليس لدينا متسع لذلك". ولكن بالنسبة للشركات المدرجة، حان الوقت لتحديد ما إذا كان سيعقد اجتماع جمعية عمومية للمساهمين في يونيو أم لا. ويمكن أن يؤدي اجتماع الجمعية العمومية التقليدي إلى انتقال فيروس كورونا، إذ تم اقتراح أن يتم الاجتماع على "مرحلتين"، حيث يتم تأجيل الاجتماع إلى ما بعد شهر يوليو، يسبقه الموافقة على الأرباح وتأجيل تسوية الحسابات. وفي الولايات المتحدة تمت الموافقة على عقد "اجتماع افتراضي" عن طريق الاتصال المرئي، وتم عقده لأكثر من 300 شركة. ويمكن للمساهمين التصويت وطرح الأسئلة عبر الإنترنت مما يوفر درجة عالية من الأمان، لكن الشركات اليابانية مترددة من عمل ذلك. وذكر المحامي المختص بشؤون الجمعيات العمومية للشركات، هيديكي كوبو أنه سيتم عقد الاجتماعات في نهاية يونيو كالمعتاد، وهناك إجراءات عدة للحد من التقارب في هذه الاجتماعات والتقليل من الأسئلة والإجابة عليها قدر المستطاع. وإذا تم فرض عقد اجتماع الجمعيات العمومية في يونيو بالقوة، فسيزداد خطر الإصابة بفيروس كورونا، ليس على مستوى الاجتماع فحسب، بل أيضًا قد ينتقل للموظفين الذين سيجهزون الاجتماع. ويتطلب قانون الشركات اليابانية إنشاء مكان لعقد اجتماع الجمعية العمومية. ولذا يمكن عقد اجتماع حقيقي وافتراضي في وقت واحد، حيث إن جوهر حوكمة الشركات هي الفرصة المثالية لتحقيق اجتماع عام مفتوح. وعندها يجب الاعتراف بالمديرين الخارجين ووصفهم كـ "شهود"، وقد أصبح عجز سوفت بنك 1.438 تريليون ين خلال الفترة من يناير إلى مارس من عام 2020. بحكم أن رئيس مجموعة سوفت بنك ماسايوشي سون مديرًا يابانيًا، فإن هذه مخاطرة غير عادية، إضافة إلى إعلان المجموعة أنها ستعين اثنين كمديرين خارجيين، أحدهما يوكو كاواموتو، أستاذة كلية الدراسات العليا بجامعة وسيدا من اجل دعم المجموعة. ولا يستطيع كبار مديري الشركات اليابانية – الذين يشاع بأن لهم القدرة على العديد من أنواع التكيف – أن يقرروا ما هو المهم في عصر كورونا ذي المخاطر العالية. كما أن أوامر مديري الإدارات عرضة أيضًا للأزمة، ومن المهم أن يؤخذ بالاعتبار أنه لا غنى عن "المدير الخارجي" الصارم للإدارة، كمثل الدواء الجيد ذو الطعم المر. كما يهدف كل من كينتارو كاوابي رئيس شركة Z القابضة (ياهو سابقًا)، وتاكاشي إيديزاوا رئيس شركة LINE بدمج أعمالهم بحلول أكتوبر من هذا العام. ووفقًا لمسؤولين، يُذكر أن رؤساء الشركتين يتحدثان عن طريق الاجتماعات الافتراضية وسط صعوبات أوضاع الخروج بسبب جائحة كورونا، بينما لا يمكنهم التحدث عن مجال الأعمال والمشاريع، لأن قانون مكافحة الاحتكار قيد المراجعة، والمناقشات حول نظام الحوكمة بعد الاندماج مستمرة. وخلال جائحة كورونا، قد يعي المسؤولون التنفيذيون والموظفون التأخير في الرقمنة والحاجة إلى تغيير نماذج أعمالهم. وسيكون من المثير للاهتمام تشكيل فريق خاص من الموظفين المعينين الذين يعملون من منازلهم لخلق "رؤيةٍ عشرية للشركة خلال عصر كورونا". ولقد تمكنت الشركات منذ شهر ونصف من مواجهة الصورة الحقيقة للأعمال، وسواء هل فكر المدير في الجوهر أم لا، أو قام باتخاذ خطوة جديدة، إلا أن هذا يعتمد على تأثير الانطلاقة المستقبلية، التي تعقب زمن الجائحة.
مشاركة :