ميركل تقترب من تمرير مقترح الديون المشتركة

  • 5/27/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

خاضت أنجيلا ميركل مخاطرة سياسية كبيرة في بلدها من خلال قبولها المفاجئ قبل أسبوع فكرة الديون المتبادلة في أوروبا بعدما كانت تعد من المحظورات، من أجل إنعاش الاقتصاد في مواجهة جائحة كورونا. ودلالة على الآثار المزلزلة للجائحة في الأذهان، تبدو المستشارة الألمانية في وضع جيد، على الأقل في بلدها، لكسب الرهان، فهي تحظى بتأييد حزبها المحافظ للمبادرة التي يؤيدها غالبية الألمان أيضاً، وأطلقتها مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعدما كان مجرد التفكير بها غير مطروح قبل بضع سنوات. وحتى إن لم ينجح اقتراح باريس وبرلين في نهاية المطاف بسبب معارضة العديد من الدول الأوروبية، وعلى رأسها النمسا وهولندا، فقد باتت حدود الجدل في ألمانيا حول التضامن المالي الأوروبي أكثر اتساعاً. اقتراح مهم قال رئيس مجلس النواب الألماني فولفغانغ شويبله «ليس لدي أدنى شك على الإطلاق في وجود دعم واسع في البرلمان (الألماني) لهذا الاقتراح». وشويبله من أبرز القادة السياسيين في الاتحاد المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه ميركل، فعندما كان وزيراً للمالية في ذروة أزمة منطقة اليورو، أثار غضب العديد من البلدان بسبب تردده القوي في إنقاذ اليونان من الإفلاس. ولم يكن قط من مؤيدي الديون المشتركة. واليوم، في مواجهة فيروس كورونا المستجد، يثني على ما وصفه بأنه «اقتراح ضروري ومهم في الفترة التي نمر بها». وأضاف فولفغانغ شويبله الذي وقع إعلاناً مشتركاً بهذا الصدد مع نظيره الفرنسي ريشار فيران أمس الثلاثاء «إنه ينطلق من مبدأ أن أوروبا يجب أن تستخدم هذه الأزمة من أجل أن تصبح أقوى». والاثنين، أيدت قيادة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي كاملة الفكرة الفرنسية الألمانية التي تهدف إلى تمكين الاتحاد الأوروبي من تحرير ديون بقيمة 500 مليار يورو تُسدد على شكل إعانات للدول الأكثر تضرراً من تأثير الوباء مثل إيطاليا وإسبانيا على وجه الخصوص، دون أن تضطر الدولتان إلى سداد تلك الديون بشكل فردي. وقالت ميركل خلال الاجتماع المغلق «لن تكون ألمانيا بخير إلا إذا كانت أوروبا بخير». الرئاسة الألمانية للاتحاد الأوروبي لكن الفكرة لا تحظى بالإجماع داخل التيار المحافظ إذ عبر الجناح اليميني المعروف باسم «اتحاد القيم»، عن استيائه الشديد. وندد أحد قادته (ألكسندر ميتش) في تصريح لفرانس برس «بخطوة أخرى نحو إنشاء اتحاد ديون (أوروبي) ودولة مركزية». ودعا البرلمانيين الألمان والأوروبيين إلى معارضة المقترح. لكن هذه الانتقادات الصادرة أيضًا من أقصى اليمين ومن حزب البديل لألمانيا تمثل الأقلية. (أ ف ب)

مشاركة :